مستشار أوباما للأمن القومي: إيران اعترفت رسميا باعتقال 3 أميركيين.. بعد رسائل قوية

مصادر: كارتر أو جاكسون قد يسافران لطهران لإطلاق المعتقلين

TT

أكد الجنرال المتقاعد جيم جونز، مستشار الرئيس باراك أوباما للأمن الوطني، أن الولايات المتحدة بعثت برسائل قوية إلى إيران تحثها فيها على الإفراج عن ثلاثة سائحين أميركيين كانوا قد احتجزوا في الآونة الأخيرة، مؤكدا أن إيران اعترفت رسميا لواشنطن أمس بأنها اعتقلتهم لدى دخولهم أراضيها من العراق.

وقال جونز في مقابلة مع تلفزيون «ان بي سي»: «بعثنا برسائل قوية تفيد برغبتنا في الإفراج عن الشبان الثلاثة بأسرع وقت وأيضا الآخرين الذين يحتجزونهم كذلك». وقال: «اعترفت حكومة إيران رسميا أنها اعتقلتهم.. هذا الصباح وصلنا هذا التأكيد». وأضاف: «كنا أرسلنا رسائل قوية إلى إيران لإطلاق سراح الثلاثة بأسرع فرصة ممكنة، وأيضا، إطلاق سراح آخرين كانت الحكومة الإيرانية اعتقلتهم في أوقات سابقة.. نحن نرى أن هؤلاء الناس أبرياء». والمعتقلون الثلاثة هم: شين باور، صحافي متعاون من ولاية منيسوتا، وجوشوا فتال، خبير بيئة من ولاية اوريغون، وساره شورد، مدرسة تعمل في الشرق الأوسط.

ورفض جونز أن يتكلم عن احتمال إرسال مبعوث خاص لإطلاق سراح الأميركيين في إيران، مثلما ذهب الرئيس السابق كلينتون، في الأسبوع الماضي، إلى كوريا الشمالية، وقابل الرئيس كيم جون إيل، ونجح في إطلاق سراح صحافيتين أميركيتين كانت حكومة كوريا الشمالية اعتقلتهما بتهمة عبور الحدود من الصين. غير أن جونز أشار إلى زيارة كلينتون. ونفى أنها كانت دعاية لحكومة كوريا الشمالية في المواجهة المستمرة بين البلدين. وقال: «لا أعتقد أن الزيارة كانت دعاية. كان هدفنا هو إطلاق سراح البنتين. وسمح لنا الكوريون الشماليون أن نفعل ذلك».

لكن، لم يستبعد مراقبون وصحافيون في واشنطن أن يتصل قادة، مثل القس الأسود جيسي جاكسون، بالبيت الأبيض، مثلما اتصل كلينتون، عن طريق زوجته هيلاري، بالبيت الأبيض للموافقة على السفر إلى كوريا الشمالية، لإطلاق سراح كل أو بعض المعتقلين الأميركيين في إيران. غير أنه، مثلما حدث في حالة الأميركيتين في كوريا الشمالية، لم يسافر الرئيس السابق كلينتون إلا بعد أن تأكدت الخارجية الأميركية بأن كوريا الشمالية ستطلق سراح الأميركيتين.

بالإضافة إلى احتمال تدخل القس الأسود جاكسون، رشح مراقبون وصحافيون في واشنطن الرئيس السابق جيمي كارتر لإطلاق سراح الأميركيين في طهران. وذلك اعتقادا بأن حكومة إيران، إذا وافقت على إرسال وسيط خاص، ستريد رئيسا سابقا. وذلك إشارة إلى أن كوريا الشمالية، قبل أن توافق على إرسال وسيط خاص، اشترطت أن يكون رئيسا سابقا، إما كلينتون أو كارتر. ورفضت أن يكون الوسيط آل غور، نائب الرئيس السابق. هذا بالإضافة إلى أن غور هو رئيس الشركة الإعلامية التي تعمل فيها الصحافيتان الأميركيتان، وقالت كوريا الشمالية إنها ترفض أن يزورها كرئيس شركة. وأمس، زادت التوقعات والاحتمالات في واشنطن بعد أن نقلت أخبار من طهران أن حكومة إيران ربما ستحاكم الأميركيين الثلاثة بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية. ونقلت صحيفة أميركية من مصادرها في طهران أن الثلاثة وصلوا فعلا إلى هناك. في يناير (كانون الثاني) الماضي، اعتقلت الحكومة الإيرانية روكسانا صابري، الصحافية الأميركية من أصل إيراني، بتهمة التجسس لصالح الاستخبارات الأميركية. وفي أبريل (نيسان)، بعد محاكمة يوم واحد، حكمت عليها محكمة بالسجن ثمان سنوات، على الرغم من أنها نفت الاتهامات ضدها. وعندما زادت الضغوط السياسية والصحافية على الحكومة الإيرانية، قال الرئيس أحمدي نجادي، في البداية، إن القضاء في إيران مستقل. لكنه، في وقت لاحق، أرسل خطابا إلى النائب العام طالبا «العدل» في حالة الصحافية. وبعد ذلك بأيام قليلة، أطلق سراحها، وأصدر البيت الأبيض بيانا رحب فيه بما سماها «بادرة إنسانية»، من دون أن يشير إلى الجوانب السياسية في الموضوع.

في الأسبوع الماضي، بعد اختفاء الأميركيين الثلاثة، قال مسؤولون أميركيون إنهم يعتقدون أن الثلاثة لم يعرفوا خط الحدود بين إيران والعراق لأنه لم يكن واضحا. وأكدوا أن السفارة السويسرية في طهران، التي تمثل المصالح الأميركية، أجرت اتصالات مع وزارة الخارجية الإيرانية. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس إن إيران أكدت احتجاز الأميركيين الثلاثة بعد عبورهم إلى أراضيها قادمين من منطقة كردستان العراق الشهر الماضي. والتقى زيباري بالسفير الإيراني لدى العراق حسن كاظم قمي وطلب الحصول على معلومات عن المواطنين الأميركيين الذين يقول مسؤولو أمن أكراد إنهم سائحون ضلوا طريقهم ودخلوا الأراضي الإيرانية عن غير قصد.

وعندما سئل زيباري عما إذا كان قد قابل مسؤولين إيرانيين وإذا ما كانوا أكدوا احتجاز الإيرانيين للمواطنين الأميركيين أجاب «نعم هذا صحيح». ومضى يقول: «التقينا بالسفير الإيراني هنا وأثرنا معه هذه القضية.. كانوا في العراق وعبروا الحدود، لذلك أردنا الحصول على معلومات، وهم لم ينفوا هذا» مضيفا أن قمي أكد أنه يجري استجوابهم.