وزراء إسرائيليون يطالبون بإطلاق سراح مروان البرغوثي

إثر انتخابه عضوا باللجنة المركزية لفتح وتجدد الحديث عن تقدم في المفاوضات مع حماس

TT

مع تجدد الحديث عن تقدم ملموس في المفاوضات الجارية برعاية مصرية بين إسرائيل وحركة حماس حول صفقة تبادل الأسرى، دعا عدد من الوزراء والنواب الإسرائيليين للحكومة إلى إطلاق سراح الأسير مروان البرغوثي، في إطار هذه الصفقة. وبدأ هذه الحملة وزير شؤون الأقليات، أبيشاي برفرمان، من حزب العمل. فقال إن انتخاب البرغوثي للجنة المركزية لحركة فتح بنسبة أصوات عالية تدل على أنه يتمتع بقوة جماهيرية واسعة. وإطلاق سراحه يشكل عنصر قوة كبيرة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس. ويبشر بإمكانية وجود استمرارية للقيادة الفلسطينية القوية أيضا بعد عهد عباس، خصوصا وأن انتخابات فتح أفرزت قيادة جديدة قادرة على خوض المفاوضات والتوقيع على اتفاق سلام قابل للحياة.

وانضم إلى برفرمان النائب جدعون عزرا من حزب «كديما»، النائب السابق لرئيس جهاز المخابرات العامة «الشاباك»، فقال إنه لم يفاجأ بانتخاب البرغوثي، حيث إنه شخصية قيادية قوية ويُعتبر القائد العسكري لفتح إبان الانتفاضة الثانية، وإنه رغم آرائه المتطرفة يؤيد عملية السلام في حالة التقدم فيها بشكل جدي.

وقال عضو الكنيست حايم أورون، رئيس حزب «ميرتس»، مفسرا تأييده للفكرة، أن من يريد سلاما حقيقيا مع الفلسطينيين، عليه أن يفاوض قيادة فلسطينية قوية. والقيادة التي انتخبت في فتح، قوية. وعلى إسرائيل أن لا تتأثر من تصريحاتها المتطرفة. ففي إسرائيل أيضا قيادة يمينية متطرفة، ولكن إذا توصلت القيادة الإسرائيلية الحالية إلى اتفاق مع الفلسطينيين فإنها تملك من القوة ما يجعلها تمرر اتفاقا كهذا، مهما يكن صعبا في جميع المؤسسات الدستورية في إسرائيل وكذلك في استفتاء شعبي. ووافقه الرأي نائب آخر في المعارضة اليسارية، هو دوف حنين، الذي قال أمس إن مكان البرغوثي هو على طاولة المفاوضات.

ودعا كل من أورون وحنين إلى رؤية الفرق بين فتح وحركة حماس، وقالا: «كلاهما يطلق تصريحات حادة ضد إسرائيل. ولكن حماس تنطلق من منطلقات دينية وتسعى لتحويل الصراع إلى صراع ديني، محكوم بإرادة قوى خارجية، وأقصى ما هي مستعدة له هو هدنة طويلة الأمد تؤجل الصراع ولا تسعى لتسويته. وأما فتح فإنها تريد سلاما صعبا تستطيع التباهي به أمام شعبها ولكنها معنية بهذا السلام وتريد له أن يكون دائما وثابتا».

ولكن تسيبي ليفني رئيسة حزب «كديما» المعارض، هاجمت الوزراء المؤيدين لإطلاق البرغوثي. وقالت لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن البرغوثي يُعتبر في نظر القضاء الإسرائيلي قاتلا وحُكم بالسجن لفترات طويلة بسبب جرائم القتل التي أمر بتنفيذها. ومكانه في السجن وليس على طاولة المفاوضات. وانتخابه بهذه النسبة العالية من الأصوات ليس سببا كافيا لإطلاق سراحه. وانضم إليها النائب ميخائيل بن آري، من حزب الاتحاد اليميني المتطرف، الذي قال إن مكان البرغوثي في السجن ولو كانت هناك عدالة في إسرائيل لكان نُفذ فيه حكم الإعدام. وأضاف أن على إسرائيل أن تقرأ جيدا وقائع مؤتمر فتح وقراراته «فهذه الحركة كانت أول من أطلق النار في الحرب مع إسرائيل وما زالت القوة العسكرية الأكبر والأخطر، ونتيجة لتنامي قوتها في هذا المؤتمر، يجب الاستعداد لحرب طويلة وشرسة معها».

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد واصلت النشر عن احتمالات التقدم في المفاوضات مع حماس حول صفقة تبادل الأسرى، رغم نفي حماس. وذكرت أن مصلحة السجون الإسرائيلية نقلت الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، إلى سجن نفحة الصحراوي (قريب من غزة). وقالت إن هذا النقل يشير إلى احتمال وجود قرار بنقل الأسرى المقرر إطلاق سراحهم وتجميعهم في سجن نفحة من أجل تسهيل إطلاق سراحهم. ولكن إدارة مصلحة السجون سارعت إلى نفي هذا التفسير وقالت إن نقل سعدات هو إجراء روتيني، حيث إن مصلحة السجون تُجري عمليات نقل كهذه بشكل دائم في إطار سياستها الأمنية.

من جهة ثانية، أقامت عائلة جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير، مساء أمس، احتفالا جماهيريا كبيرا أمام ساحة حائط المبكى (البراق) في القدس الشرقية، بمناسبة عيد ميلاده. وقال الناطق بلسان اللجنة الشعبية لإطلاق سراحه إن الأنباء المنشورة حول التقدم في المفاوضات تبعث الآمال لدى العائلة والأصدقاء. ولكنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي في انتظار الفرج وسيستأنفون نضالهم من أجل الإسراع في إطلاق سراحه. وفي هذا الإطار سيقيمون خيمة اعتصام دائمة أمام مكتب رئيس الحكومة.