استئناف المباحثات الأميركية ـ السورية حول أمن العراق في دمشق.. وسط استياء عراقي

المالكي يتوجه إلى العاصمة السورية الأسبوع المقبل.. والناطق باسمه: لا يجوز للأميركيين التفاوض باسمنا

TT

فيما تابع أمس وفد عسكري أميركي من القيادة الوسطى التي تشرف على القوات المنتشرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا محادثات مع المسؤولين السوريين كانت قد بدأت في يونيو (حزيران) الماضي تركزت حول الوضع الأمني في العراق، أعرب الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ عن استياء العراق من بحث أمنه في غيابه، وأعلن أن رئيس الوزراء نوري المالكي سيتوجه إلى دمشق الأسبوع المقبل لبحث الموضوع. وقال الدباغ: «ليس من واجب الوفد الأميركي التفاوض نيابة عن العراق». ونقلت عنه وكالة «أسوشييتد برس» قوله: «الأمن شأن داخلي عراقي والحكومة العراقية هي التي ستتفاوض بشأنه مع سورية الأسبوع المقبل». وكشف الدباغ عن أن المالكي سيتوجه إلى دمشق لهذا الغرض.

وتتركز مباحثات الوفد الأميركي الذي يترأسه الجنرال مايكل مولر ويضم ممثلين عن مكتب وزير الدفاع الأميركي إضافة إلى مسؤولين في الخارجية الأميركية على بحث «فرص التعاون في قضايا الأمن الإقليمي»، وذلك حسب مصادر دبلوماسية أميركية. وبالتوازي مع ذلك أجرى أمس مساعد المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط فريديرك هوف محادثات مع المسؤولين السوريين تابع فيها الملفات التي سبق وبحثها جورج ميتشل خلال زيارتيه السابقتين إلى دمشق والتي تشمل العلاقات السورية الأميركية وعملية السلام والقضايا الإقليمية في الأراضي الفلسطينية ولبنان والعراق.

يشار إلى أنه سبق لوفد عسكري أن زار دمشق في يونيو (حزيران) الماضي بالتوازي مع زيارة المبعوث جورج ميتشل، وذلك بعد اتصال هاتفي جرى بين وزيرَي خارجية سورية وليد المعلم والولايات المتحدة الأميركية هيلاري كلينتون، حيث تم الاتفاق على تفويض ميتشل برعاية دفع العلاقات الثنائية نحو الأمام.

وتزامنت زيارة الوفد الأميركي إلى دمشق أمس مع تصاعد وتيرة العنف في العراق، الأمر الذي أدانته سورية بشدة، ودعا مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية «جميع مكونات الشعب العراقي إلى العمل من أجل تحقيق مصالحة وطنية وتعزيز وحدة العراق أرضا وشعبا». وجدد المصدر المسؤول موقف سورية الداعم «لأمن العراق واستقراره والإجراءات المتخذة لتحقيق ذلك». وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن موضوع العراق يُعتبر من الموضوعات الأساسية والهامة على جدول المباحثات السورية ـ الأميركية، سيما وأن الولايات المتحدة الأميركية قررت الانسحاب من العراق مع نهاية عام 2011. ورجحت المصادر أن يعرض الجانب السوري على الجانب الأميركي بعض الأفكار حول مفهومه لتحقيق الاستقرار في العراق والتعاون لضبط حدوده السورية ـ العراقية، وذلك في سياق الحوار الجاري بين الجانبين الأميركي والسوري منذ تسلم باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. يشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سبق وبحث مع المبعوث ميتشل في يونيو (حزيران) الماضي الوضع في العراق، وأكد على عروبة العراق ووحدة أراضيه.