اليمن: اعلان حالة الطوارئ في صعدة واللجنة الأمنية تتعهد بضرب الحوثيين بيد من حديد

المؤيد عن سجنه: سمعت بعض المحتجزين يتحدثون العربية والمشكلة أنهم تحولوا إلى حالات نفسية خاصة

صورة وزعها مكتب عبد الملك الحوثي لآثار الدمار نتيجة المعارك في منطقة هيدان قرب صعدة أمس (أف ب)
TT

دخلت الحرب بين الحوثيين وقوات الجيش في محافظة صعدة انعطافة جديدة من حدة الصراع الدموي بعد أن أعلنت اللجنة الأمنية العليا الممسكة بالملفات الساخنة في اليمن من أبرزها الحرب في صعدة اضطرار الدولة للقيام بمسؤولياتها وفقا للدستور والقانون بضرب المتمردين الحوثيين بيد من حديد.

وقالت هذه اللجنة إنها اتخذت هذا الخيار بعد أن حذرت الحوثيين من مغبة الاستمرار في الأعمال التخريبية والإجرامية، وحث هذه العناصر على الكف عن غيها وسرعة وقف الأفعال التخريبية، مؤكدة أن الدولة مضطرة لحماية المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم وستعمل على تحرير المواطنين الذين اختطفهم الحوثيون في مختلف المديريات في محافظة صعدة.

وتعهدت اللجنة العليا الأمنية بأن الدولة ستقوم بمسؤولياتها طبقا للدستور والقوانين النافذة بضرب عناصر التمرد بيد من حديد حتى تسلم نفسها للعدالة وقالت اللجنة إن هذا الموقف جاء بعد مناشدة السلطة المحلية في محافظة صعدة للدولة والحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم من الاعتداءات المستمرة التي تستهدف قتل المواطنين وخطفهم والاستيلاء على المراكز الحكومية ومقار السلطة المحلية والمدارس والمساجد والتمترس فيها وقطع الطرق وقصف المنازل وإحراق المزارع وإجبار المواطنين على دفع الزكوات والضرائب لعصابة التخريب والتمرد في حين تقوم تلك العناصر باختطاف أو قتل أي مواطن لا يلتزم بهذه الأمور.

واتهم البيان الحوثيين بطرد المئات من الأسر من منازلهم والاستيلاء عليها والتمترس فيها. جاء ذلك بينما دارت معارك واشتباكات بين الحوثيين وقوات الجيش في الخفجي والملاحيظ والمهاذير وقالت مصادر محلية أمس إن قوات الجيش قصفت العديد من مواقع الحوثيين في ضحيان الخفجي والحيرة والطلح وآل صيفي وقهر النص والجميمة ومران وبني معاذ وآل خميس وسحار وحيدان ومطره التي تعتبر من المعاقل الرئيسية للحوثيين. وشهدت مديريتا الظاهر وسحار قصفا عنيفا من قوات الجيش بهدف فتح الطرق التي تربط بين أجزاء ومديريات صعدة بعد سيطرة الحوثيين على هذه الطرق بإغلاقها والتحكم في حركة الحياة في مختلف المديريات بما تمثله من تحد لقوات الجيش. وذكرت المصادر المحلية في صعدة لـ«الشرق الأوسط» أن القصف الذي نفذته القوات المسلحة ضد الحوثيين كان ردا على هجمات شنها الحوثيون على نقطة عسكرية لدرب الهاشمي في منطقة الخفجي وهي أحد المداخل إلى مدينة صعدة والهجوم على موقع المروة وفي منطقة الملاحيظ والمواقع الواقعة بالقرب من الجبال في مديرية مران وغافرة.

واستخدم الحوثيين في هذه الهجمات ضد الجيش والنقاط الأمنية الرشاشات والمدافع، وبعد أن سيطر الحوثيون على مبنى الإدارة الأمنية ومقر السلطة المحلية في مديرية مجز، لم تحدد المصادر حجم الخسائر البشرية والمادية من كلا الجانبين من قوات الجيش والحوثيين من جراء عمليات القصف من القوات العسكرية والهجمات من الحوثيين على المواقع والنقاط الأمنية فيما قدرت بسقوط العشرات من القتلى والجرحى. وقال الحوثيون إن قصفا مكثفا تعرضوا له بالصواريخ والمدفعية ونزحت عشرات الأسر من منطقة الملاحيظ. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن السلطات اليمنية فرضت حالة الطوارئ أمس في محافظة صعدة، ودعا المجلس المحلي بمحافظة صعدة «جميع أبناء المحافظة إلى القيام بواجبهم الديني والوطني في التصدي لعناصر التمرد والتخريب».

وبدأ الجيش اليمني هجمات جوية ومدفعية وصاروخية على مرتفعات مطرة وضحيان الإستراتيجيتين، وهما معقلان للمتمردين على الحدود مع السعودية. وتضم اللجنة الأمنية وزيري الداخلية والدفاع بالإضافة إلى كبار قادة الجيش.

إلى ذلك أكدت مصادر طبية في صنعاء نقل الشيخ محمد علي المؤيد إلى غرفة الإنعاش بعد أن تدهورت الحالة الصحية للقيادي في حزب الإصلاح اليمني بعد أن عاد من الولايات المتحدة أول من أمس. وقالت ذات المصادر إن الشيخ المؤيد نقل إلى المستشفى الجامعي للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة اليمنية إثر تأكد الأطباء من خلال الفحوص الطبية أنه يعاني من تليف كامل في الكبد وهو ما تسبب في بروز عدد من المضاعفات في وضعه الصحي فضلا عن أمراض أخرى يعاني منها الشيخ المؤيد السجين اليمني السابق في سجن كلورا دو في الولايات المتحدة.

وعزت المصادر الطبية درجة التدهور في الوضع الصحي للمؤيد إلى رحلة السفر الطويلة التي قطعها في عودته من الولايات المتحدة إلى دبي ومن ثم إلى اليمن وهو ما استوجب أن ينقل إلى غرفة العناية المركزة في المستشفى الجامعي. وكان المؤيد قد أخضع لفحص طبي في نفس المستشفى بعد أن وصل إلى صنعاء عائدا من أميركا وظل سجينا ومحتجزا في ألمانيا وأميركا بتهم تمويل منظمة حماس الفلسطينية.

وعن مشاعره بعودته إلى اليمن قال المؤيد لموقع «يمن نيوز» الأهلي «شعرت برفع ظلم وأي ظلم من فوقي، فليس الموضوع في هذا فقدان الأهل فقط ولكن الظلم انزاح عن ظهري». وقال إن الإيذاء النفسي عندهم منه الشيء الكثير، وحدث في هذا السياق ولا حرج، مشيرا إلى أن الإيذاء الجسدي الذي عانى منه فهو القيود، قيد في الرجل وقيد في يدي وقيد في صدري وأنا مريض بالربو والكبد والمثانة والمعدة والسكر.

وأشار إلى معاناته في السجن قائلا: أنا مريض بالسكر وأتطلب غذاء وأكلا خاصا. وقال إنه بقي محجوزا في زنزانة 6 سنوات و7 أشهر، وسمعت فقط أناسا يتكلمون وهم في المغسلة بعضهم عرب من فلسطين والبعض الآخر من المساجين يعرفون قليلا من العربية من باكستان. والمشكلة كما قال الشيخ المؤيد أن كثيرا منهم تحولوا إلى حالات نفسية خاصة.