المغرب والبوليساريو يتفقان على مواصلة محادثات الصحراء

المبعوث الدولي: مناقشات فيينا تمت في جو من الحوار والصراحة والاحترام

TT

أعلن مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية، أن المغرب وجبهة البوليساريو، اتفقا على مواصلة المحادثات بعد عقدهما اجتماعا غير رسمي رعته الأمم المتحدة على مدى يومين في النمسا. وقال كريستوفر روس، وسيط الأمم المتحدة في الصراع، الليلة قبل الماضية بعد ختام الاجتماع في بلدة دورنشتاين الواقعة قرب العاصمة النمساوية فيينا، إنه سيقوم في أقرب وقت ممكن بترتيب عقد جولة مباحثات أخرى تهدف إلى اجتياز المأزق الذي وصل إليه النزاع. وقال روس في بيان إن «المناقشات جرت في جو من الحوار الجدي والصراحة والاحترام المتبادل»، مضيفا أن «الطرفين جددا التزامهما بمواصلة مفاوضاتهما في أقرب وقت ممكن وسوف أقوم بتحديد الموعد والمكان للاجتماع القادم بالتشاور مع الطرفين». وشاركت الجزائر وموريتانيا، البلدان المتاخمان لمنطقة الصحراء، كمراقبين، في بعض جلسات محادثات دورنشتاين.

ومن جهته، قال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري، الذي ترأس وفد بلاده في اجتماع دورنشتاين، إن المحاولات الدولية الهادفة لإيجاد حل نهائي ودائم لنزاع الصحراء، دخلت مرحلة جديدة بفضل مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب في أبريل (نيسان) 2007 وذلك بناء على قرار مجلس الأمن 1871 الذي وصفه بأنه قد صدر مؤيدا وبكل وضوح للموقف المغربي. وشدد الوزير المغربي في حديثه مع «الشرق الأوسط»، على ضرورة الانخراط في مفاوضات جادة وواضحة وصريحة. وأشار إلى أن لقاء دورنشتاين جاء بعد انقطاع دام عاما ونصف العام، بعد آخر جولة من المفاوضات التي تمت بين الطرفين في نيويورك. ويعد لقاء دورنشتاين الأول من نوعه، منذ تعيين كريستوفر روس مبعوثا دوليا للصحراء خلفا لبيتر فان فالسوم في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولدى سؤاله عما إذا كان الوفد المغربي وجد تغيرا في موقف جبهة البوليساريو، خاصة أن اللقاء بين الوفدين كان على انفراد، قال الفاسي الفهري، إنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الطرفان على انفراد، مضيفا أن اللقاء كان فرصة لتقديم رؤية المغرب وتأكيد حرصه على جمع الشمل والتصالح وفقا لمبادرة الحكم الذاتي. وأضاف أن البوليساريو لا تزال تطالب بقراءة خاصة تدور حول تقرير المصير رغم أن مبدأ تقرير المصير قد تم تطبيقه في العديد من أنحاء العالم بصيغة مختلفة عما يطالبون به، على حد قوله. وأضاف: «لقد جربنا محاولة تنظيم استفتاء وفقا لبندي الاستقلال الكامل أو الاندماج الكامل، وثبت أن تلك محاولة صعبة ولهذا فإننا، ومن واقع التجربة العملية، لا يمكن أن نظل على هذه الحال». وتابع قائلا: «لم نلحظ أي تغيير ورغم ذلك نؤكد أنه إذا كانت هناك إرادة سياسية ترغب في الحل فسوف نصل لحل، أما إذا بقيت الأطراف تردد مقولة قراءة خاصة للشرعية الدولية وقراراتها مع الإصرار على تطبيق تقرير المصير فهذا لن يقودنا لحل».

أما محمد بيساط، مبعوث وزارة الشؤون الأفريقية بجبهة البوليساريو، فأكد في تصريحات صحافية، أن الأمر الوحيد الذي تتمسك به البوليساريو هو حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، معتبرا أنه «عدا ذلك، لا مشكلة لدينا في جدول أعمال أية محادثات».

وكان وزير الخارجية النمساوي ميخائيل اشبيندلقر، قد أبدى في بيان صحافي رضاه بالدور الذي لعبته بلاده لدفع عجلة الحوار بشأن الصحراء. وأوضح أن النمسا ومنذ مارس (آذار) الماضي، أبدت استعدادها لاستضافة هذا اللقاء.

وسبق أن أجريت أربع جولات تفاوض رسمية في منهاست (ضاحية نيويورك) بين المغرب والبوليساريو لكنها لم تنجح في تقريب وجهات النظر والتوصل إلى تسوية. ويقترح المغرب لحل أزمة الصحراء منح هذه المنطقة حكما ذاتيا واسع النطاق تحت سيادتها، فيما تطالب البوليساريو باستقلال المستعمرة الإسبانية السابقة.