آية الله مصباح يزدي: إطاعة أحمدي نجاد.. تعني إطاعة الله

البرلمان الإيراني يعترف بانتهاكات في السجون.. وينفي اغتصاب المحتجزين

TT

في تصريحات أثارت استياء في إيران، اعتبر رجل الدين الإيراني المتشدد آية الله محمد تقي صباح يزدي أن إطاعة الرئيس محمود احمدي نجاد تعني إطاعة الله. وحذر مصباح يزدي، لذي يعتبر المرشد الروحي لأحمدي نجاد، لمعارضة من السعي إلى إضعاف سلطة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وقال مصباح يزدي بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ايرنا) «حين ينصب المرشد الرئيس، فإن طاعته تكون بمثابة إطاعة الله». وثبت المرشد الأعلى رسميا الأسبوع الماضي احمدي نجاد الذي أثارت إعادة انتخابه في 12 يونيو (حزيران) حركة احتجاجات واجهتها السلطات بقمع عنيف. واتهم مصباح يزدي المعارضة التي رفضت الاعتراف بشرعية الرئيس بالسعي إلى إضعاف موقع المرشد الأعلى. وقال «كان الأعداء يريدون إضعاف هذه الدعامة الأساسية (للجمهورية الإسلامية) أو القضاء عليها، وعمل البعض سواء عن قصد أو عن غير قصد، على تحقيق هذا الهدف خلال الأحداث الأخيرة».

وتأتي تصريحات يزدي الداعمة لأحمدي نجاد، فيما نفى رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أمس أن يكون قد حصل «أي استغلال جنسي» ضد المحتجين الموقوفين على خلاف ما أعلنه المرشح الإصلاحي مهدي كروبي الذي أكد أن عمليات اغتصاب ترتكب بحق الموقوفين في السجون، وفقا لوكالة إيرنا. وفي خطاب للاريجاني أمام البرلمان قال إن «الاستغلال الجنسي بحق المسجونين كذبة».

وفي رسالة إلى الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني في 29 يوليو (تموز) ذكر كروبي أن «بعض الموقوفين يؤكدون أن عددا من الشابات تعرض لعمليات اغتصاب وحشية». وأضاف أن «عددا من الشبان تعرض للاغتصاب أيضا وهم يعانون مذاك من انهيار عصبي واضطرابات نفسية وجسدية حادة». ويدير رفسنجاني أيضا مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، وهما مؤسستان رئيستان في الدولة الإيرانية. وأوضح لاريجاني أن «محتوى الرسالة يثير الصدمة وقد أولتها وسائل الإعلام الأجنبية أهمية كبيرة. ونظرا لطبيعة الموضوع الحساسة، طلبت من اللجنة البرلمانية المختصة بشؤون المعتقلين أن تحقق في الأمر».

وأكد لاريجاني أيضا أن «تحقيقا دقيقا وكاملا بشأن الموقوفين في مركزي كهريزاك وايوين بين انه لم تحصل أي حالة استغلال جنسي». وتابع «إن كان لكروبي إثباتات على حالات استغلال جنسي واغتصاب فليعلم رئاسة البرلمان بها لكي نحقق في القضية».

وأعلنت مصادر رسمية أول من أمس أن 4000 شخص على الأقل أوقفوا في التظاهرات الاحتجاجية اثر إعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد في 12 يونيو، ولا يزال 300 منهم خلف القضبان. وأسفرت أعمال العنف بعد الانتخابات، وفقا لمصدر رسمي عن مقتل 30 شخصا، فيما قال أحد مستشاري المرشح الخاسر مير حسين موسوي إن عدد القتلى وصل إلى 69.

وكان مرشد الثورة الأعلى علي خامنئي أمر في يوليو بإقفال معتقل كهريزاك في طهران «لعدم تطابقه مع المعايير».

وأقر لاريجاني بأن «أخطاء حصلت في كهريزاك.. ولكن بعد أوامر المرشد الأعلى اتخذنا إجراءات بحق الذين انتهكوا القوانين، إلا أن هذه الانتهاكات لم تأخذ قط هذا المنحى (الجنسي)». وانتقد لاريجاني كروبي قائلا «على السياسيين أن يتحققوا من كل معلومة لديهم قبل إعلانها لكي لا يستفيد منها الغرب» ويستعملها في حملة ضد النظام الإسلامي. وأثارت رسالة كروبي حفيظة الأوساط المحافظة. وطلب مدير صحيفة «كيهان» المحافظة حسين شريعتمداري في افتتاحيته أمس من السلطات القضائية «محاكمة» كروبي و«معاقبته» إن لم يحضر أدلة على ادعاءاته.

من ناحيته، قال محسن رضائي الذي كان مرشحا في انتخابات الرئاسة الإيرانية أمس إنه لابد من محاكمة المسؤولين إذا ثبتت صحة مزاعم عن تعرض محتجزين لانتهاكات بعد إلقاء القبض عليهم. ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء شبه الرسمية عن رضائي قوله لمجموعة من نشطاء حقوق الإنسان الإيرانيين «إذا ثبتت صحة تقاريركم عن سوء المعاملة وانتهاك حقوق المحتجزين والمحتجين فيجب على الأقل فصل كل المسؤولين عن ذلك ومحاكمتهم.. ويجب إعلان الحداد الوطني».