تقرير: «القاعدة» هاجمت ترسانة باكستان النووية ثلاث مرات على الأقل

حذر من أن مواقع المنشآت ربما تكون عرضة للاختراق

TT

زعم خبير بريطاني بارز في مكافحة الإرهاب أن «القاعدة» وحركة «طالبان» نفذا خلال العامين الماضين ثلاث ضربات على الأقل ضد الترسانة النووية الباكستانية. وذكر مقال نشر في دورية يصدرها مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأميركية في وست بوينت أن منشآت نووية باكستانية تعرضت لهجوم من «القاعدة» وحركة طالبان وجماعات أخرى، وأن هناك خطراً حقيقياً باحتمال حصول المتشددين على أسلحة أو مواد لصنع قنابل. وكانت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، التي تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الحكومة الباكستانية في معركتها مع «القاعدة» وقوات طالبان الباكستانية، أبدت رضاها عن الإجراءات الأمنية في المنشآت النووية. وقال جيف موريل، المتحدث الصحافي بوزارة الدفاع للصحافيين، إن وزير الدفاع، روبرت غيتس والأميرال، مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، يشعران بالرضا عن الإجراءات الأمنية التي تتخذها الحكومة الباكستانية والجيش الباكستاني لضمان سلامة الترسانة النووية. ونشر مركز مكافحة الإرهاب المقال في عدد يوليو (تموز) من دوريته التي وزعت نسخ منها أول من أمس. وقال المركز إن الآراء التي تضمنها المقال هي آراء الكاتب وليست آراء المركز أو الجيش أو وزارة الدفاع. وكتب هذا المقال شون جريجوري، مدير وحدة أبحاث شؤون الأمن الباكستاني في جامعة برادفورد ببريطانيا، وذكر تفاصيل ثلاث هجمات استهدفت المنشآت النووية الباكستانية وحذر من أن مواقع المنشآت في البلاد ربما تكون عرضة للاختراق. وجاء في المقال خطر نقل أسلحة نووية أو مواد نووية أو خبرة نووية إلى إرهابيين في باكستان، خطر حقيقي. وبحسب تقارير بريطانية وأميركية وهندية، أورد غريغوري تفاصيل ثلاث هجمات، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، ونبه لاحتمالات وقوع المزيد من تلك الهجمات مستقبلاً. ويقول مسؤولون أميركيون إن واشنطن اتخذت إجراءات للتخفيف من المخاطر من خلال، على سبيل المثال، تقديم المساعدة لباكستان في فحص الحاويات التي تتحرك من الموانئ الرئيسية بحثا عن مواد مشعة. وأضاف جريجوري أن القوات الباكستانية التي تحرس المنشآت أجرت عملية انتقاء لأبعاد أي متعاطفين مع المتشددين. ولزيادة الحماية يجري فصل القلب الانشطاري للرأس النووي عن المفجرات ثم حفظ تلك المواد في مواقع تحت الأرض. ومضى يقول استنادا إلى مقابلات مع مسؤولين باكستانيين وفرنسيين إن ما بين ثمانية إلى عشرة آلاف فرد من إدارة الخطط الإستراتيجية بالجيش الباكستاني وأجهزة مخابرات أخرى يشاركون في توفير الأمن والمراقبة، لكنه أردف قائلا على الرغم من كل تلك الضمانات الواضحة تشير أدلة قائمة على الملاحظة إلى وجود مجموعة واضحة من نقاط الضعف والثغرات في السلامة النووية والترتيبات الأمنية الباكستانية. وتحسبا لأي هجوم هندي محتمل وضعت باكستان أغلب البنية الأساسية لأسلحتها النووية في شمال وغرب البلاد وفي مناطق قرب إسلام آباد وروالبندي. وقال جريجوري : «لكن القلق هو أن أغلب المواقع النووية الباكستانية تقع قرب أو حتى داخل المناطق التي يسيطر عليها متشددو طالبان الباكستانية (القاعدة)». وتحدث عن ثلاث هجمات استهدفت إحداها منشأة لتخزين الصواريخ النووية في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2007، والثانية وقعت بعد شهر في قاعدة جوية نووية وفي أغسطس (آب) عام 2008، وقع هجوم ثالث فجر فيه انتحاريون من طالبان الباكستانية عددا من نقاط الدخول إلى مجمع للأسلحة في أحد المواقع الباكستانية لتجميع الأسلحة النووية. وقال مسؤول مخابرات أميركي طلب عدم نشر اسمه إن المنشآت التي تحدث عنها جريجوري كبيرة وليس من الواضح ما إذا كان المهاجمون يعلمون ما الذي تحتويه. وأضاف مسؤول المخابرات لو كانوا يسعون وراء شيء بعينه أو كانوا يسعون للدخول حقا، فمن المعتقد أنهم كانوا سيستخدمون طريقة مختلفة.. طريقة استخدمت في مناطق أخرى مثل تفجير قنبلة ثم هجوم بالأسلحة الصغيرة. ومضى المسؤول يقول مجرد تفجير عبوة ناسفة أمام بوابة قاعدة.. دون متابعة ذلك بعملية أخرى لا يساعدهم على الدخول. لتلك الأسباب لا يمكنني أن أستخلص من تلك الحوادث تدني أمن الترسانة النووية الباكستانية. ويعتقد أن باكستان تخزن ما بين 580 و800 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب وهي كمية كافية لصنع ما بين 30 و50 قنبلة انشطارية. وقدرت نشرة العلماء الذريين في 2007 أن الترسانة الباكستانية تتألف من نحو 60 رأسا نوويا.