إنجاز طبي بين السعودية وأميركا لإنتاج لقاح مناعي للسرطان

دواء بيطري يدمر السرطان لدى البشر

TT

في نجاحين علميين منفصلين أعلن باحثون سعوديون وأميركيون عن نجاحهم في تطوير لقاح مناعي مضاد السرطان، وأشاروا إلى جاهزيته لتجارب المرحلة السريرية على المرضى، فيما كشف باحثون أميركيون أن أحد المضادات الحيوية البيطرية الذي يُستخدم في علاج الحيوانات ويدعى «سالينوميسين» يتمتع بقدرة كبيرة على مهاجمة الخلايا الجذعية التي تنتشر في الأورام السرطانية الخبيثة. وتساعد هذه الخلايا الجذعية على مقاومة الأورام للعلاجات التقليدية ضد السرطان.

وقال باحثون في جامعتَي الملك سعود وجامعة ولاية نيويورك إن اللقاح سيساعد على وقف أنواع من السرطان من حيث الانتشار. وقامت البروفسورة كيت ريتينهاوس أولسون المختصة في مناعة الأورام والأجسام المضادة، وفريقها من الباحثين، بتصميم جسم مضاد يعمل على وقف انتشار السرطان. وقالت أولسون إنه كما يحدث في المرضى تم أخذ سرطان الثدي الأوّلي من حيوانات التجارب ودراسة انتشاره في المجموعة التي تم علاجها بالجسم المضاد ومقارنتها بالمجموعة التي لم تعالج به.

من جهته أكد الدكتور عادل المقرن، الباحث في جامعة الملك سعود المشارك في هذه الدراسة أن الأجسام المضادة قد وقفت قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار. وأضاف أن «هذا الجسم المضاد للسرطان جاهز لتطبيقه على المرحلة السريرية في المرضى، والأمل في إيجاد لقاح يجعل المرضى قادرين على إنتاج أجسام مضادة من جهازهم المناعي ضد الخلايا السرطانية». ويفتح هذا المشروع الضخم آفاقا واسعة لتعامل جهاز المناعة في جسم الإنسان مع السرطان. وستزور الدكتورة ريتينهاوس أولسون وفريق من العلماء من جامعة ولاية نيويورك في بفالو، جامعة الملك سعود في السعودية في أكتوبر (تشرين الأول)، للتنسيق والتخطيط لإكمال المشروع. ويتوقع الباحثون مرور فترة ست سنوات تقريبا حتى المرحلة السريرية لتطبيق اللقاح على المرضى.

والدراسة الأميركية التي أجراها فريق من الباحثين في عدد من المؤسسات العلمية، نُشرت في مجلة «سيل» (الخلية) الأميركية. واكتشف الباحثون بعد اختبار 16 ألف منتَج كيميائي على فئران المختبر أن مادة «سالينوميسين» تمتلك القدرة على مهاجمة الخلايا الجذعية السرطانية بشكل ثابت. وهي تسمح، في حالة سرطان الثدي، بتقليص كمية الخلايا الجذعية السرطانية بنسبة تزيد مائة مرة مقارنة بالعلاج الذي يعتمد جزيئية «باكليتاكسيل» المستخدمة عموما في علاج السرطانات. وقد نجحت هذه المادة لدى فئران المختبر في كبح انتشار أورام جديدة عبر الخلايا السرطانية وبإبطاء نمو الأورام الموجودة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن روبرت وينبرغ العضو في «معهد وايتهيد للأبحاث البيولوجية الطبية» المشارك في الدراسة: «لدينا براهين أكثر فأكثر على أن الخلايا الجذعية السرطانية تكمن في أساس مقاومة مختلف الأورام» الخبيثة للعلاجات. والخلايا الجذعية السرطانية هي على قلتها مشجعة لتشكل الأورام السرطانية. فهي تنشر أوراما جديدة في الجسم وتقاوم العلاجات بالأدوية الكيميائية والإشعاع.