رئيس لجنة الوساطة في صعدة لـ«الشرق الأوسط»: نسعى لوقف القتال.. والحوثيون تسببوا في انهيار الهدنة

محافظ صعدة يتهم الحوثيين بخطف 15 يعملون في الهلال الأحمر

TT

تواصلت أمس في اليمن الأعمال العسكرية والاشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. في هذه الأثناء قال الشيخ فارس مناع رئيس لجنة الوساطة لإحلال السلام في محافظة صعدة، إن اللجنة تبذل جهودا لإقناع الطرفين بوقف إطلاق النار.

ودارت أمس مواجهات عنيفة في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران، حيث يقطع الحوثيون الطرقات هناك. وقال شهود عيان ومصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن تلك المواجهات أسفرت عن مقتل 16 مسلحا حوثيا. كما قالت مصادر طبية إن المستشفى العسكري في صنعاء استقبل أمس جثامين 12 جنديا، إضافة إلى العديد من الجرحى. وذكرت المصادر أن نائب مدير أمن مديرية حرف سفيان وأحد مرافقيه أصيبا في المواجهات.

وقال الشيخ فارس مناع رئيس لجنة الوساطة لإحلال السلام في صعدة، لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة تبذل مساعي لإقناع الطرفين بوقف إطلاق النار والاستمرار في عملية السلام. وحمل مناع الحوثيين مسؤولية انهيار الهدنة التي كان قد تم التوصل إليها الأسبوع الماضي. وقال إنها انهارت نظرا « لكثرة الخروقات من الحوثيين»، وأيضا لأسباب أخرى منها عدم الالتزام «وأسباب نعجز عن شرحها حاليا».

وردا على سؤال حول موقف الحوثيين من الشروط الستة التي وضعتها السلطات لوقف إطلاق النار، قال مناع إن لجنة الوساطة تلقت ردا من الحوثيين وهو عبارة عن رسالة مكتوبة. وذكر الشيخ مناع أنه ستتم مناقشة فحوى الرسالة خلال الساعات القليلة المقبلة، لكنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين وحسب الرسالة، ليس «لديهم مانع من البدء في الانسحاب وفتح الطرقات»، معتبرا الرسالة في مجملها «جيدة ومبشرة».

واتهمت السلطات اليمنية أمس الحوثيين بخطف 15 شخصا من العاملين في الهلال الأحمر اليمني. وقال محافظ صعدة حسن محمد مناع إن المختطفين من أطباء وممرضين وإداريين، وإن عملية الاختطاف تمت في منطقة العند أثناء أدائهم لواجبهم في تقديم الخدمات للنازحين.

وأضاف محافظ صعدة أن الحوثيين شردوا خلال الأيام الأربعة الماضية نحو 17 ألف أسرة من منازلها في مديريات ساقين، غمر، حيدان، شدا، الملاحيظ، مجز، وقطابر، ومناطق أخرى. ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن محافظ صعدة أيضا اتهامه للحوثيين بقتل 4 شيوخ و15 مواطنا «بينهم نساء وأطفال وتدمير منازل عدد من المواطنين» خلال الأيام الماضية في المناطق آنفة الذكر.

وهيمنت التطورات في محافظة صعدة على إتمام خطباء المساجد في عموم أرجاء البلاد، حيث استنكروا في خطبتي الجمعة ما وصفوها بـ«الأعمال التخريبية وقتل الأبرياء من المواطنين وأبناء القوات المسلحة التي قامت بها العناصر الإرهابية من أتباع الحوثي بمحافظة صعدة».

من جانبه، هاجم وزير الأوقاف والإرشاد القاضي حمود الهتار الحوثيين، وقال إن جماعة «فشلت في تحقيق أهدافها عن طريق صندوق الاقتراع فلجأت إلى استخدام القوة في مواجهة السلطة وضد المواطنين الأبرياء». ونقلت مصادر رسمية عن الوزير أنه «لا يجوز شرعا ولا قانونا الخروج على السلطات الدستورية، كما لا يجوز مقاومتها بالقوة»، وأن أي دولة من الدول إسلامية أو غير الإسلامية «لا تسمح لأي من مواطنيها برفع السلاح في مواجهتها، وتعمل جاهدة للقضاء على أي تمرد من هذا النوع والحفاظ على الأمن الداخلي».

وكانت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس علي عبد الله صالح بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة والأمن، قد وضعت ستة شروط لوقف الحرب في صعدة، نصت على: الانسحاب من جميع المديريات ورفع جميع النقاط المعيقة لحركة المواطنين من جميع الطرق، والنزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها، وإنهاء التقطع وأعمال التخريب، وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها من مدنية وعسكرية وغيرها، الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة (زوجين ألمانيين وأطفالهما الثلاثة ومواطن بريطاني) كون المعلومات تؤكد أن عناصر التمرد وراء عملية الاختطاف، وتسليم المختطفين من أبناء محافظة صعدة، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال.

من ناحيته، اتهم محافظ صعدة الشيخ حسن مناع الحوثيين بالاعتداء على مكتب وزارة الزراعة في العند، ونهب شبكات الري التي كان من المفترض أن يتم توزيعها على المزارعين من مواطني هذه المنطقة من محافظة صعدة. كما اعتبر الحوثيين مسؤولين عن تشريد 17 ألف أسرة من المواطنين من منازلهم في مديريات ساقين وغمر وحيدان والملاحيظ ومجز وقطابر وبعض المناطق من مديريات الصفراء وسحار وكتاف وآل سالم، وحيال التداعيات الناجمة عن الحرب في صعدة. وقال الشيخ مناع إن السلطة المحلية تقوم بواجباتها تجاه النازحين من منازلهم وقراهم باستقبالهم وتقديم كل المساعدات الممكنة من تسهيل لحركة الجمعيات المدنية والدولية كالصليب الأحمر الدولي والفاو والمفوضية السامية للاجئين ومنظمة أطباء بلا حدود.

وقال إن ما يجري في صعدة من قبل الدولة ويرمي إلى حماية المواطنين في بعض المناطق من اعتداءات من قبل العناصر المخربة هو عمل قانوني لملاحقة مجرمين مطلوبين في قضايا وأعمال إجرامية واختطاف وجرائم قتل واغتصاب وجرائم اقترفت وممتلكات وأعراض انتهكها المتمردون.

وعلى صعيد المعارك الدائرة بين قوات الجيش في الكثير من المديريات والمناطق في صعدة، فقد استمرت الضربات العسكرية من القوات المسلحة الحكومية ضد الحوثيين. وقالت مصادر محلية إن قوات الجيش استخدمت في ضربها لمواقع الحوثيين وأماكن تواجدهم في رازح والملاحيظ وساقين وكتاف الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى والضربات الجوية. وتركزت حول الأماكن والمواقع الاستراتيجية التي يتحصن فيها الحوثيون في المرتفعات الجبلية.