البحرين: فشل محاولات لتأريخ جديد لليوم الوطني بعد إيقاف احتفال جمعيات غير مرخصة بالمناسبة

السلطات منعت إقامة احتفالات «يوم الاستقلال» في أحد المآتم

TT

على وقع محاولات جادة لتغيير الاحتفال الرسمي باليوم الوطني للبحرين، مر يوم أمس، المصادف للرابع عشر من (آب) أغسطس، بسلام على الشارع البحريني، بعد سعي من بعض أطياف الشارع البحريني للاحتفال بهذا التاريخ، باعتباره يوما «لاستقلال البحرين»، وهو ما رفضته غالبية القوى والجمعيات السياسية البحرينية، خصوصا أن البحرين تحتفل رسميا في السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول) من كل عام بهذه المناسبة.

وبعد أن استمرت حركة «حق» المحظورة وتيار «الوفاء الإسلامي» بالإعلان عن إقامة احتفالات بهذه المناسبة طوال الأيام الماضية بحيث يقام ليلة أول من أمس، تدخلت السلطات لتمنع هذه الاحتفالات، التي كان مقررا لها أن تقام في أحد المآتم بقرية سترة ذات الغالبية الشيعية، وكان مقررا، وفق ما قاله مسؤولون عن تنظيم هذه الاحتفالات، أن يشارك فيها عدد من الجمعيات السياسية المعارضة، أبرزها جمعية الوفاق الوطني الإسلامي، إلا أن هذه الجمعيات تراجعت في اللحظات الأخيرة، بينما بقيت حركة «حق» المحظورة وتيار «الوفاء الإسلامي» وحدهما في الواجهة.

وبالرغم من تمكن السلطات من إيقاف الاحتفالات المقررة سابقا مساء أول من أمس، فإن حركة «حق» أعلنت رسميا أمس، أنها ستقيم الاحتفال هذا مجددا، يوم الاثنين المقبل، في منزل الناشط السياسي المعارض عبد الوهاب حسين، وهو ما يفتح الباب مجددا لما يمكن أن تسفر عنه هذه الخطوة التصعيدية بإقامة الاحتفال مع رفض السلطات له.

ويخشى مراقبون من أن تتسبب إقامة مثل هذا الاحتفال، وتغيير مناسبة اليوم الوطني الذي اعتاد البحرينيون الاحتفال به في ديسمبر، في تقسيم البحرينيين إلى قسمين، أحدهما يحتفل باليوم الوطني لبلاده في السادس عشر من ديسمبر، والقسم الثاني يحتفل في الرابع عشر من أغسطس.

ويقول المؤيدون إن الاحتفال بيوم الاستقلال «ليس موجها ضد أحد وهو لا يتعارض أبدا مع الاستمرار في الاحتفال بيوم الجلوس في ديسمبر من كل عام»، حيث يقول الأكاديمي سعيد هاشم، إن يوم الاستقلال الذي يصادف الرابع عشر من أغسطس «لا يتعارض مع يوم الجلوس، وذلك لأن المناسبتين تسيران في خطين متوازيين لا يتعارضان ولا يمكن أن يحدث ذلك بينهما».

ويؤكد نائب الأمين العام لجمعية العمل الإسلامي (أمل) الشيخ عبد الله الصالح، أن «أحدا من الجمعيات السياسية لم يطلب أو يدعو إلى إلغاء الاحتفال بـ16 ديسمبر، إذ إن الدعوة كانت لإحياء يوم عزيز على البحرين هو يوم الاستقلال المجيد».

ويوم الرابع عشر من أغسطس هو تاريخ الانسحاب البريطاني من البحرين في عام 1971. غير أن البحرينيين اعتادوا الاحتفال بيومهم الوطني في نفس يوم جلوس الأمير الراحل، وهو يصادف يوم السادس عشر من ديسمبر (كانون) الأول من كل عام.

وهذا التاريخ هو نفس يوم تولى أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الحكم في بلاده، وبعد أن تولى الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم في مارس (آذار) من عام 1999، تقرر أن يستمر البحرينيون في الاحتفال باليوم الوطني في نفس التاريخ السابق الذي اعتاد عليه أبناء البحرين.

وفي أعقاب منع السلطات لإقامة الاحتفال المثير للجدل، قال الأمين العام لحركة «حق» حسن مشيمع، إن هذا الاحتفال لم يأت رغبة في إلغاء اليوم الوطني الذي تحتفي به الجهات الرسمية كل عام، مؤكدا في الوقت ذاته، أنه لا توجد نية لمصادرة ذلك اليوم أو إلغائه. مضيفا «احتفالنا بذكرى الاستقلال يأتي من منطلق حرصنا الوطني على استعادة الذكرى، معتبرا أن فكرة الاحتفاء بهذا اليوم هي فكرة قديمة وتمت في السنوات الماضية».

ومع أن ما يعرف بالتحالف السداسي، وهو يضم 6 جمعيات سياسية تضم «الوفاق» كبرى جمعيات المعارضة في البحرين، وكل من التجمع القومي الديمقراطي، والمنبر التقدمي الديمقراطي، والعمل الوطني (وعد)، والعمل الإسلامي (أمل)، وجمعية الإخاء، قد أصدر بيانا سماه «بمناسبة ذكرى استقلال البحرين»، إلا أن مصادر قالت إن تراجع هذه الجمعيات السياسية المعارضة عن الاحتفال بهذه المناسبة، يأتي بعد علمها بأن هذه الخطوة قد تتسبب في انشقاق في الشارع البحريني، وهو ما أفرز إصدارها للبيان دون المشاركة في أي احتفالية بهذه المناسبة.