إسرائيل تتلقى بفتور عرضا قطريا عمانيا بإعادة العلاقات لقاء تجميد الاستيطان

نتنياهو يلتقي ميتشل في لندن بعد 9 أيام لإيجاد صيغة لاستئناف المفاوضات

TT

تلقت القيادة الإسرائيلية بفتور شديد الأنباء القائلة بأن قطر وسلطنة عمان مستعدتان لإعادة العلاقات مع تل أبيب في حالة قيامها بتجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس. وقال مصدر كبير في تل أبيب، أمس، إن «المطلوب من العرب ليس خطوات خجولة، بل إجراءات فعلية لتطبيع العلاقات».

وأضاف هذا المصدر أن إسرائيل تتابع بقلق ردود الفعل العربية على المبادرة الأميركية للتمهيد للسلام الإقليمي، حيث تلاحظ أن دولا عربية عديدة ترفض التطبيع لقاء إجراءات تجميد الاستيطان، مثل السعودية والمغرب وتونس. وأنها مستعدة للتطبيع فقط في إطار السلام الإقليمي الشامل، كما تنص عليه مبادرة السلام العربية.

يذكر أن قطر وعمان وتونس والمغرب كانت تقيم اتصالات مع إسرائيل منذ مؤتمر مدريد للسلام. وبعد اتفاقات أوسلو عام 1993، بدأت الاتصالات تصبح علنية. ثم جرى تبادل التمثيل الرسمية بإقامة ممثليات إسرائيلية في الدوحة ومسقط والرباط وتونس، وممثليات لهذه الدول في تل أبيب. ثم تم التوقيع على اتفاقية سلام مع الأردن وجرى تبادل السفراء بين تل أبيب وعمان. ثم أقيمت سفارة إسرائيلية في نواكشوط مقابل سفارة موريتانية في تل أبيب.

وعقب انتفاضة الأقصى في سبتمبر (أيلول) 2000، قررت القمة العربية وقف العلاقات مع إسرائيل، باستثناء مصر والأردن اللتين تقيمان علاقات مبنية على اتفاقات سلام دولية. والتزمت جميع الدول بذلك وسحبت ممثليها من إسرائيل وأغلقت الممثليات الإسرائيلية، باستثناء قطر، التي حافظت عليها، حتى الحرب العدوانية على قطاع غزة حيث أعلنت إغلاق المكتب.

وادعى المصدر الإسرائيلي أن الإدارة الأميركية تطلب من إسرائيل تجميد البناء الاستيطاني لمدة سنتين على الأقل، حتى يتاح استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين أولا ثم مع بقية الدول العربية. وقال إن إسرائيل تدرك أن لا مفر من تجميد الاستيطان في سبيل استئناف المفاوضات، فهذه مصلحة إسرائيلية، ولكن ينبغي أن تتم بشكل مؤقت وفقط مقابل خطوات عربية مقابلة.

وذكرت مصادر رسمية في القدس المحتلة، أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خرج إلى عطلة أمس ولمدة أسبوع، ولذلك لن تعقد جلسة الحكومة الاعتيادية، غدا. ولكن بعد عودته سيبدأ الإعداد لزيارة إلى بريطانيا وألمانيا. وسيلتقي في لندن مع السناتور جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، حيث من المفترض أن يتفقا على صيغة محددة لتجميد الاستيطان. وقال مقربون من مكتب نتنياهو إنه سيحاول الإصرار على أن يقدم العرب خطوات تدل على حسن نية من طرفهم مقابل تجميد الاستيطان.

ومن جهة ثانية، أعرب الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، عن رغبة إسرائيل في السلام مع جميع الدول العربية، وذلك خلال زيارته لبلدة «كريات شمونة»» على الحدود مع لبنان، التي احتفلت أمس بمرور 60 سنة على تأسيسها. وانتهز فرصة وجوده في هذه المنطقة ليدعو للسلام مع لبنان ويهاجم حزب الله. فقال إن إسرائيل لا تريد أية حبة تراب من الأراضي اللبنانية، ولا تطمع في نقطة ماء من المياه اللبنانية، ولا تريد التدخل أبدا في شؤون لبنان الداخلية، وكل ما تطلبه هو ألا يكون على أراضي لبنان جيش أجنبي يعمل لخدمة مصالح دول أخرى.

وقال بيريس: «إسرائيل تريد السلام مع لبنان وتريد لهذا البلد أن يعود إلى مكانته الطبيعية كسويسرا الشرق الأوسط، لكن هناك من يريد أن يصبح لبنان إيرانا ثانية في الشرق الأوسط». وأضاف «نحن نريد للبنان السلام ونعرف أن شعب لبنان يتعطش للسلام وحزب الله يريد له الحرب. إن آيديولوجية حزب الله الحرب وهو يتعطش للحرب في بلد يتعطش للسلام».