سلام فياض لـ«هآرتس»: الوصف الذي تريده إسرائيل لنفسها سيكون نتاج نظامها السياسي

زحالقة يعتبر هذا التصريح اعترافا بيهودية الدولة.. والطيبي يرى فيه رفضا بنص جديد

TT

اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، أن الوصف الذي تطلقه إسرائيل على نفسها هو شأن إسرائيلي محض. وقال فياض: «إن الوصف الكامل الذي ترغب إسرائيل في إطلاقه على نفسها هو خيار إسرائيلي، وهي حرة في إطلاق الوصف الذي ترغب في إطلاقه على نفسها».

وكان فياض يرد على سؤال في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية حول موقفه إزاء ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بين استئناف المفاوضات وقبول حل الدولتين باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل.

لكن فياض في الوقت ذاته تساءل: «لماذا تثيرون هذا الموضوع الآن؟ ولماذا ترغبون في تسوية هذه القضية، في الوقت الذي لم نتمكن فيه من تسوية أي شيء؟ ولا داعي للقول إن الوصف الذي تقرر إسرائيل إطلاقه على نفسها، نتاج لنظامها السياسي في إسرائيل». ومضى موضحا: «إن اتفاقيات أوسلو لم تتضمن هذا الشرط، وليس هناك متسع لوضع شروط جديدة أو شروط مسبقة للمفاوضات مع الجانب الفلسطيني».

وأضاف فياض: «إن كل ما تسلمناه من الجانب الإسرائيلي حتى اليوم، في مقابل الاعتراف بحل الدولتين ووقف الكفاح المسلح.. كان الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني».

ورأى جمال زحالقة، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، عضو الكنيست، في كلام فياض اعترافا بالمطلب الإسرائيلي، «وتراجعا في الموقف الرسمي الفلسطيني من دون مقابل». وقال زحالقة لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع من فياض موقفا واضحا وحازما ضد الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية». وأضاف: «الدولة اليهودية كلمة مرادفة للصهيونية، ولا يحق أن يقبل فلسطيني الاعتراف بالصهيونية». وتابع القول: «هذا ليس شأنا داخليا إسرائيليا يتعلق بالحل وإنما قضية وطنية وأخلاقية من الدرجة الأولى تتعلق بكون الفلسطينيين ضحايا الصهيوينة. ونكبة ومأساة الشعب الفلسطيني المستمرة هي نتيجة مباشرة للمسعى المحموم لإقامة الدولة اليهودية».

واستطرد قائلا: «من الخطأ القول إن صيغة الدولة هي شأن داخلي، خاصة إذا تعلق الأمر بتعريف له معنى سياسي مصيري. فالدعوة للاعتراف بيهودية إسرائيل هي دعوة للتخلي عن حقوق اللاجئين وجعل فلسطينيي الداخل رهنا لمفهوم الدولة اليهودية والممارسات القمعية والعنصرية المشتقة من هذا المفهوم».

غير أن جمال زقوط، المستشار الإعلامي لفياض، نفى أن يكون هذا اعترافا بيهودية إسرائيل. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن رئيس الوزراء كان واضحا في تصريحاته عندما قال إن طابع دولة إسرائيل لم يكن ضمن اتفاقيات أوسلو. وأكد رفضه المطلق لأي شروط جديدة أو شروط مسبقة للعودة إلى طاولة المفاوضات».

ووافقه الرأي أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغير وعضو الكنيست. وقال الطيبي لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما قاله سلام فياض، حسب النص العبري، صحيح». وأضاف الطيبي: «إن تعريف هوية إسرائيل كدولة يهودية راجع للنظام السياسي الإسرائيلي، أي للكنيست بأحزابه المختلفة بما فيها العربية، وليس لمنظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين». الواضح من كلام سلام فياض، حسب النص العبري، أنه يرفض يهودية إسرائيل، وهو استعمل نصا جديدا للتعبير عن هذا الرفض. وأوضح الطيبي، وفقا للقانون الدولي، أن الدول غير مطلوب منها الاعتراف بهوية الدول الأخرى. وأعطى الطيبي مثلا بأن الولايات المتحدة تعترف بإيران كدولة، وليس مطلوبا منها الاعتراف بها كدولة إسلامية.