باكستان في ذكرى استقلالها ترغب باستخدام أساليب أخرى لمحاربة طالبان

استطلاع: تزايد النظرة السلبية لـ «القاعدة» وطالبان لدى الباكستانيين

TT

دعا رئيس وزراء باكستان، يوسف رضا جيلاني، أمس، إلى تغيير طريقة التفكير الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف في الوقت الذي تحتفل فيه البلاد بعيد استقلالها الثالث والستين. وقال جيلاني «نعتقد أن الحل الدائم للإرهاب يتمثل في مواصلة الجهود الرامية إلى تغيير تفكير الناس (نحو العناصر التي تستغل الدين الإسلامي)». وتقاتل قوات الأمن حركة طالبان المسلحة في وادي سوات والأقاليم المجاورة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وأضاف جيلاني «تجسد العملية العسكرية في وادي سوات ومنطقة مالاكند الالتزام الثابت والإصرار الراسخ لهذا البلد العظيم للقضاء على جميع تلك المشكلات التي تفرض تهديدا على المصير الديمقراطي لنحو 170 مليون باكستاني». وتستعد القوات أيضا لشن هجوم ضد حركة بيت الله محسود الذي يعتقد أنه قتل في غارة أميركية بمنطقة جنوب وزيرستان القبلية الأسبوع الماضي. من جهة أخرى رفع الرئيس الباكستاني، آصف زرداري، أمس، حظرا على ممارسة النشاط السياسي في الحزام القبلي للبشتون على الحدود مع أفغانستان في خطوة فيما يبدو لتخفيف حدة سيطرة المتشددين على المنطقة التي تعمها الفوضى. والمناطق القبلية السبع في باكستان المعروفة باسم المناطق القبلية التابعة للإدارة الاتحادية تتمتع بحكم شبه ذاتي ولم تندمج قط بشكل كامل في النظام الإداري والسياسي للبلاد. والمناطق القبلية ملاذ رئيسي لعناصر «القاعدة» وطالبان التي تخطط لأعمال العنف في باكستان وأفغانستان وما وراؤهما، ويجادل محللون منذ فترة طويلة قائلين إنه يجب دمجها بشكل كامل مع بقية باكستان وإخضاعها لسلطة الحكومة. وقال زرداري الذي كان يتحدث في احتفال بذكرى استقلال باكستان عن بريطانيا عام 1947 إن رجال قبائل البشتون يستحقون معاملتهم مثل بقية الباكستانيين. الى ذلك تحولت نظرة الباكستانيين للقاعدة وطالبان بصورة لافتة منذ نهاية العام الماضي، حيث تضاعفت الآراء السلبية تجاههما لتصل إلى ثلثي من شملهم استطلاع جديد أجراه مركز بيو للأبحاث. وعلى الرغم من النظرة السلبية للإرهابيين، إلا أن النظرة لم تكن إيجابية تجاه الولايات المتحدة، حيث كانت آراء 16 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع إيجابية تجاه الولايات المتحدة. وقال 13 في المائة فقط إنهم يثقون بالرئيس أوباما، وذلك على الرغم من الشعبية الطاغية التي يحظى بها في العديد من دول العالم. وقالت نسبة كبيرة ممن شملهم الاستطلاع وصلت إلى 64 في المائة إنهم يعتبرون الولايات المتحدة عدوة لباكستان. ولكن قال أكثر من النصف، إن العلاقات المتطورة بين باكستان والولايات المتحدة مهمة، كما أيدت أعداد كبيرة جهود الولايات المتحدة في تقديم المساعدات والدعم الاستخباراتي للجيش الباكستاني. وقد وصل حجم المساعدات العسكرية الأميركية لباكستان إلى نحو 11 مليار دولار منذ عام 2001، كما طلبت إدارة أوباما إضافة 2.5 مليار دولار لعام 2010. ويرجع السبب الرئيسي في الاستياء الشعبي من الولايات المتحدة إلى حربها على أفغانستان، حيث دعا 7 من كل 10 باكستانيين إلى انسحاب قوات الولايات المتحدة وحلف النيتو، بالإضافة إلى الهجمات الصاروخية التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار على معاقل القاعدة وطالبان في المنطقة الجبلية غرب باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية.

*خدمة «واشنطن بوست»

* خاص بـ«الشرق الأوسط»