اليمن: عشرات القتلى والجرحى في أعنف مواجهات.. والحوثيون يهددون برد فعل «غير متوقع»

وزارة الدفاع تنفي استخدام قنابل فسفورية.. واحترازات أمنية مشددة في صنعاء

معزون يتابعون جنازة محمد صالح مرشد الجحافي في جنوب اليمن أمس وكان الجحافي قد قتل في مصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين ( رويترز)
TT

أعلن الحوثيون في اليمن أمس تمسكهم بخيار السلام وذلك بعد مرور أربعة أيام على العمليات العسكرية واسعة النطاق بين القوات الحكومية اليمنية والحوثيين في محافظتي صعدة وعمران. وشهدت أمس جبهات القتال اشتباكات بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، في وقت واصل فيه الطيران الحربي التحليق في سماء صعدة وقصف بعض الأهداف.

واتهم الحوثيون السلطات اليمنية باستهداف المدنيين بالقصف الجوي عبر طائرات الميغ التي قالوا إنها قصفت مخيما للنازحين في منطقة رعافة، شمال مدينة ضحيان. وذكر مكتب الحوثي أن الطيران استهدف أيضا قرى في مناطق مران، حيان، الثلوث، ضحيان، المنزلة في منطقة الملاحيظ آل سالم، وأن هذا القصف أوقع قتلى وجرحى في أوساط المدنيين، وأشاروا أيضا إلى أن المدفعية والصواريخ استهدفت مناطق آهلة بالسكان في مناطق العند، الخفجي، المهاذر، المقاش، ومديرية حرف سفيان في محافظة عمران.

وقالت مصادر محلية لـ« الشرق الأوسط» إن اشتباكات الأمس في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، خلفت 33 قتيلا بينهم 7 جنود. وذكرت مصادر طبية أن مستشفيات مدينة صعدة، مركز المحافظة، استقبلت 24 جنديا و13 حوثيا، أصيبوا في مواجهات عسكرية مباشرة في منطقة آل عمار في محافظة صعدة، في الوقت الذي يتوقع سقوط العديد من القتلى في تلك المواجهات.

وفي الوقت الذي اتهم فيه الحوثيون قوات الجيش بقصف مدينة حريان بالقنابل الفسفورية، نفى مصدر مسؤول في وزارة الدفاع اليمنية ما سماها «مزاعم الإرهابي المتمرد عبد الملك الحوثي» والمتعلقة باستهداف المدنيين ومخيمات النازحين وكذا استخدام القنابل الفسفورية. ونقل موقع الوزارة عن المصدر قوله إن «تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة»، مؤكدا أن القوات المسلحة اليمنية «لا تملك هذا النوع من القنابل أصلا وإنما تستهدف في مواجهتها العسكرية مع المتمردين مواقع ونقاط التخريب والتقطع التي أقامها المتمردون في بعض مديريات المحافظة واستخدموها للاعتداء على المواطنين وترويعهم وتفجير وحرق منازلهم, ونهب ممتلكاتهم والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن ومهاجمة المنشآت والمصالح الحكومية والمشاريع الخدمية والمساجد والمدارس، منطلقين من تلك المواقع التي أصبحت مصدر خطر على أمن المواطن واستقرار المحافظة»، حسب المصدر.

من جانبه قال عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين، إن خيار السلام ما زال مطروحا «بالنسبة لنا لإتاحة الفرصة لذلك»، وأشار إلى أنهم حتى اللحظة لم يقوموا بأي رد فعل «تجاه جرائم السلطة البشعة بحق المدنيين والنازحين والأبرياء من الأطفال والنساء في مختلف المناطق»، حسب قوله.

وهدد الحوثي في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بالرد على العمليات العسكرية للقوات الحكومية. وقال «نذكر إن ذلك لن يدوم طويلا وستكون ردة فعلنا كبيرة وفوق المتوقع» وأنهم سوف يتعاملون مع ما وصفه بـ«عدوان السلطة، بنفس طويل». وأثارت تصريحات الشيخ فارس مناع، رئيس لجنة الوساطة وإحلال السلام في صعده لـ«الشرق الأوسط» التي نشرت أمس، واتهم فيها جماعة الحوثي بالتسبب في انهيار الهدنة وتجدد القتال، حفيظة الحوثيين واعتبروها تحولا في مواقفه، مؤكدين أنهم لم يستغربوا لتلك التصريحات. وأتهم عبد الملك الحوثي الشيخ مناع بعقد «صفقة كبيرة على حساب دماء الأبرياء». وخلفت الحرب الدائرة في صعدة أوضاعا إنسانية صعبة في أوساط المدنيين وبالأخص الذين نزحوا عن قراهم وبيوتهم هربا من القصف الجوي والمعارك وقدر عددهم بـ17 ألف أسرة. وقد أبدت الحكومة اليمنية استعدادا لتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض أعمال وصول المساعدات الإنسانية للنازحين في صعدة. وجاء الاستعداد الحكومي خلال لقاء أمس في صنعاء جمع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي بالممثل القيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيدة بزاتيبا مهتا، وهو اللقاء الذي تركزت المباحثات فيه على الوضع الإنساني في محافظة صعدة. وشددت وزارة الداخلية اليمنية من إجراءاتها الأمنية في العاصمة صنعاء تحسبا لأي أعمال مغامرة يقوم بها الحوثيون باستهداف شخصيات عسكرية وأمنية أو مقرات حكومية من وزارات أو مؤسسات عسكرية أو أمنية. وقال بيان من وزارة الداخلية عبر المركز الإعلامي الأمني إن قيادة الوزارة ترصد على مدار الساعة ظهور أي عناصر من الحوثيين في صنعاء أو أي «مناصرة لفئة التمرد». وأشار البيان الأمني بهذا الخصوص إلى أن الأجهزة الأمنية في أمانة العاصمة وضعت في حالة استعداد لمواجهة أي أعمال معادية تقوم بها «العصابات الحوثية»، مؤكدا إن أجهزة الأمن ترصد وتتابع كافة التحركات والأعمال المشبوهة وأنها متأهبة لإحباط أي محالة من هذه النوع من الأعمال التي اعتاد الحوثيون القيام بها طوال العام الماضي.