بورما: السناتور الأميركي ينجح في إطلاق سراح مواطنه.. بعد لقائه زعيم النظام العسكري

دبلوماسي في رانغون تحدث قبل المحادثات عن احتمال تقديم واشنطن شيئاً في المقابل

السناتور الأميركي جيم ويب يصافح رئيس وزراء بورما الجنرال تين شين في مبنى عسكري في العاصمة رانغون أمس (أ. ب)
TT

نجحت مهمة السيناتور الأميركي جون ويب الى بورما، إذ أعلن مكتب السيناتور الديمقراطي المقرب من الرئيس باراك اوباما، أن ويب سيغادر بورما اليوم برفقة مواطنه جون يتاو المدان الأسبوع الماضي مع زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي. إلا انه لم يتضح ما الذي قدمته الولايات المتحدة في المقابل للنظام في بورما. وأفاد البيان أن جون «يتاو سيطرد رسميا صباح الأحد» من بورما و«سيرافقه السيناتور ويب خارج البلاد على متن طائرة عسكرية تتوجه عصر الأحد الى بانكوك». وأجرى سيناتور فيرجينيا الذي يرأس لجنة فرعية للشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس مباحثات مع الرجل الأول في بورما الجنرال ثان شوي، ثم زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي في زيارة غير مسبوقة إلى بورما. وكان أول مسؤول أميركي يتباحث مع ثان شوي «العدو اللدود» لكافة الحكومات الأميركية السابقة. وأعلن جيم ويب ان المجلس العسكري وافق على الإفراج عن يتاو. وجرى اللقاء بين ثان شوي وويب في نابيداو عاصمة بورما الإدارية بوسط البلاد، وأعلن السيناتور ان المجلس العسكري وافق على الإفراج عن يتاو (54 سنة) الذي ينتمي إلى طائفة المورمون وأدين بالسجن سبع سنوات والأشغال الشاقة لأنه دخل من دون دعوة الى منزل المعارضة البورمية الحائزة جائزة نوبل للسلام بعد عبور بحيرة في رانغون سباحة. وأدت هذه القضية الى محاكمة اونغ سان سو تشي وجون يتاو التي انتهت الأسبوع الماضي، وحكم على المعارضة بتمديد إقامتها الجبرية 18 شهرا إضافية.

وكان مسؤول بورمي قد ذكر قبيل بدء لقاء ويب بزعيم النظام العسكري في بورما، أنه من المتوقع طرد يتاو من بورما بعد زيارة ويب من دون ان يقضي عقوبته. ويعاني يتاو من مشاكل صحية وقد أصيب بعدة نوبات من الصرع أثناء اعتقاله. وكان دبلوماسي عامل في رانغون قال، ان محادثات ويب ستتركز على سبل الإفراج سريعا عن يتاو مع احتمال تقديم أمر ما «في المقابل». وقال المصدر ان من المتوقع ان يتم التطرق بشكل «اقل دقة» الى المسائل الأخرى كالعلاقات الثنائية بين البلدين والتنمية الاقتصادية وعملية المصالحة الوطنية قبل موعد الانتخابات التي حددها المجلس الحاكم عام 2010. وخلال الأشهر التي سبقت محاكمة سو تشي بتهمة مخالفة شروط الإقامة الجبرية المفروضة عليها باستقبالها المواطن الأميركي الذي وصل الى منزلها بعدما عبر بحيرة سباحة، كانت إدارة اوباما أبدت نية في تغيير سياستها حيال بورما لاعتماد المزيد من الحوار والتخفيف من العقوبات.

وحرمت سو تشي من حريتها خلال 14 من السنوات العشرين الماضية، وفي حال لم يصدر أي عفو بحقها بحلول عام 2010، فلن يكون في وسعها المشاركة في الانتخابات العام المقبل. وكانت الولايات المتحدة تعتبر حتى الآن ثان شوي (76 عاما) الذي وصل الى السلطة عام 1992 «عدوا لدودا» لها وقد فرضت مع الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عقد عقوبات على بورما بسبب انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان وغياب الإصلاحات الديمقراطية في البلد المعزول الذي يحكم المجلس العسكري سيطرته عليه. وجيم ويب (63 عاما) عنصر سابق في مشاة البحرية الأميركية (مارينز) حائز وسام تقدير لمشاركته في حرب فيتنام، ويبدي هذا العسكري المعروف بصراحته منذ زمن طويل اهتماما بآسيا، وهو يرأس اللجنة الفرعية لشرق آسيا والمحيط الهادئ في مجلس الشيوخ الأميركي. وكان ورد اسم السيناتور عن فرجينيا (شرق) لفترة عام 2008 بين المرشحين المحتملين لمنصب نائب الرئيس الى جانب باراك اوباما قبل ان يعلن هو نفسه انه خارج السباق. ويشكل تدهور الوضع الاقتصادي التحدي الأكبر للنظام العسكري البورمي الذي واجه عام 2007 تظاهرات ضخمة ضد الظروف المعيشية، قادها رهبان بوذيون وقمعها المجلس العسكري بعنف ما أسفر عن وقوع 31 قتيلا و74 مفقودا بحسب أرقام الأمم المتحدة.