تايوان: الرئيس يعتذر عن بطء عمليات الإنقاذ ومسؤولون يطلبون مساعدات دولية كانوا رفضوها

50 ألف عسكري يحاولون الوصول إلى أكثر من 15 ألف معزول

TT

قدم رئيس تايوان ما يينغ ـ جيو أمس اعتذاراته لبطء عمليات الاغاثة، بعد اسبوع على مرور الاعصار موراكوت، في وقت يواصل فيه اكثر من خمسين الف عسكري المحاولات للوصول الى وسط الجزيرة وجنوبها حيث ما زال 15 الف شخص معزولين في قرى جبلية بعدما دمر الاعصار الطرقات والجسور المؤدية اليها.

وقال الرئيس الذي يتعرض لحملة انتقادات شديدة، متحدثا امام صحافيين اثناء قيامه بزيارة الى منطقة نانتو(وسط) التي طالها الاعصار «كان يمكننا العمل بشكل افضل وكان يمكننا التجاوب بشكل اسرع، لكننا لم نفعل. ونحن بالطبع آسفون حقا لذلك». ووصلت الحصيلة الرسمية للإعصار الذي تسبب بأسوأ فيضانات شهدتها تايوان منذ خمسين سنة، الى 131 قتيلا غير انها قد تتخطى 500 قتيل اذ يرجح مقتل 300 شخص في انزلاقات للتربة.

وكان الرئيس اعلن قبل يومين انه «مع مقتل نحو 380 شخصا على الارجح في سيول وحلية في قرية هسياولين (جنوب)، فإن حصيلة الاعصار في تايوان قد تتجاوز الخمسمائة قتيل». وبعد اسبوع على مرور الاعصار موراكوت حذر من ان قوته قد تكون تفوق قوة اعصار 1959. وجرت جنازات في العديد من القرى التي اوقع فيها الاعصار ضحايا. وجاء ذلك في وقت قال مسؤولون تايوانيون امس ان قادة تايوان اعلنوا قبولهم للمساعدات الاجنبية بعد أن سبق ورفضوها. وقال مسؤول بالخارجية التايوانية ان الحكومة التايوانية طلبت أول من أمس من كبار الدول المانحة في العالم تزويدها بالمعدات في محاولة لتحسين صورتها بعد أن تسبب الاعصار موراكوت في عدة انهيارات طينية في جنوب البلاد. وكانت تايوان قد رفضت عروض المساعدات التي قدمت لها.

وقال يوان يو رئيس قسم الدعاية في الخارجية التايوانية: «قلنا في رسالتنا الاولى اننا لا نريد مساعدات ونريد المال فقط. لكن يوم الخميس سألت الوزارة مركز الكوارث عما يحتاجه. وطلبنا منهم قائمة». ووجهت وسائل الاعلام المحلية الانتقادات للحكومة بسبب رفضها للمساعدات في وقت سابق من هذا الاسبوع، وذلك في تجسيد لامتعاض الرأي العام. وقال يو ان الوزارة توجهت الى اليابان والولايات المتحدة والدول الاوروبية بطلب الامدادات مثل طائرات الهليكوبتر الضخمة والمنازل المتنقلة. وقال الرئيس التايواني ما ينج جيو أول من أمس تحت الضغط الشعبي انه يتوقع أن يتجاوز عدد قتلى الاعصار الذي ضرب البلاد في مطلع الاسبوع أكثر من 500 قتيل معظمهم من سكان قرية جبلية واحدة يخشى أن يكونوا قد دفنوا تحت اوحال الانهيارات الطينية. واتهم الناجون من الاعصار وحزب المعارضة الرئيسي الرئيس التايواني ببطء الاستجابة لكارثة الاعصار وهو الاسوأ الذي تشهده الجزيرة منذ عام 1959.

وقال ألكسندر وانج أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة تامكانج في تايبيه ان الارتباك الذي حدث بشأن المساعدات الاجنبية كشف عن ضعف الاتصال بين المؤسسات الحكومية. ورأى ان «المشكلة في ذلك هي أن الناس في الحكومة منغمسون في المشاكل اليومية والادارة في غير ظروف الازمات بدلا من الفطرة السليمة». وعرضت ست دول من بينها الصين والولايات المتحدة مساعداتها، ومن بينها تقديم خبراء في تقدير الخسائر وأدوات تنقية المياه. وقالت الوكالة الوطنية للإطفاء إن أكثر من 35 ألف شخص تم انقاذهم في المناطق المنكوبة بجنوب تايوان. وقال مسؤولون محليون انه لا يوجد على الأغلب ناجون في قرية هسياو لين التي تعرضت لانهيار طيني ضخم يوم الاثنين. وقال هو جيو تشو الميجر جنرال بالجيش الذي يشارك في عمليات الانقاذ ان فرق الانقاذ لديها تعليمات بالتركيز على الناجين وارسال الأطعمة بدلا من الحفر بحثا عن جثث الموتى. وقال: «كنت هناك أمس وبدت وكأنها واد مليء بالصخور والطين». وتسبب اعصار موراكوت الذي مر فوق تايوان الاسبوع الماضي فيما يقرب من 360 مليون دولار خسائر في قطاع الزراعة ودمر أكثر من 250 وصلة طرق وهو ما يتطلب سنوات من الاصلاح.