أفغانستان: طالبان تنفذ هجوما على المقر العام لقوات الناتو في كابل

بريطانيا وفرنسا تُدينان الاعتداء على القوات الدولية عشية الانتخابات الرئاسية

TT

قبل أيام قليلة على انطلاق الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، تصاعد التوتر في العاصمة كابل، إذ قتل ثلاثة أشخاص من الأفغان على الأقل، وأصيب 14 آخرون بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، أمام مدخل المقر العام لقوات حلف شمال الأطلسي. وتبنت طالبان التفجير أمام المدخل الرئيسي للمقر المحصن للقوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن في أفغانستان (ايساف)، في أول هجوم خارج هذه القاعدة، التي تضم جنودا من دول عدة، وفيها مقر القيادة الأميركية لأكثر من مائة ألف جندي منتشرين في أفغانستان.

وقال ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم طالبان، إن «ناشطا في الحركة نفذ الاعتداء». وصرح لأحد مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية، بأن رجلا «فجر 500 كلغم من المتفجرات في سيارة خارج السفارة الأميركية». وأضاف، أن «25 أميركيا وحراسا وموظفين آخرين في السفارة قتلوا».

وقالت الشرطة، إن عشرات الجرحى سقطوا في الانفجار خارج القاعدة، لكن تعذر الاتصال بالقوة الدولية لتأكيد أي إصابات أو ضحايا. ووقع الهجوم حوالي الساعة 30،8 بالتوقيت المحلي (00،4 ت غ) وأدى إلى انهيار حاجز أسمنتي كبير يحمي القاعدة العسكرية، وتناثر زجاج المساكن المجاورة في الحي، على ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، محمد ظاهر عظيمي، إنه «اعتداء انتحاري بالسيارة المفخخة أمام ايساف». وأضاف «هناك ثلاثة قتلى و14 جريحا في الوقت الحاضر نقلوا إلى المستشفى»، موضحا، أن «عدد الجرحى قد يرتفع». وقال مكتبه في بيان إن عدد القتلى هو ثلاثة، لكن عدد الجرحى يبلغ 70 شخصا. من جهتها، قالت الشرطة، إن قتيلا واحدا سقط في هذا الهجوم. وقال رئيس القسم الجنائي في الشرطة، سيد عبد الغفور سيد زادة «نعرف أن شخصا واحدا قتل و64 آخرين جرحوا»، موضحا أن «بعض الجرحى في حالة سيئة ومعظمهم من المدنيين». وقال شاهد عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن معظم هؤلاء جرحوا بقطع الزجاج. ذكر مراسل الوكالة في المكان أن ثلاث أو أربع سيارات إسعاف شوهدت وهي تغادر القاعدة بعد الانفجار. وأضاف أن القوات الايطالية تقوم حاليا بضمان امن المكان.

ووقع الانفجار في مكان قريب من السفارات الأميركية والايطالية والاسبانية، بينما يبعد عن القصر الرئاسي حوالي مائتي متر. كما أن الموقع قريب من مقر إقامة السفير الهندي. وصرح سائق في وزارة النقل في الشارع نفسه أن الحرارة التي نجمت عن انفجار السيارة المفخخة أدت إلى انصهار عجلات سيارته. وقال السائق عبد الرقيب «جرح زميل وزميلتان لي ونقلوا إلى المستشفى». وتابع «عندما مررت في موقع الانفجار كان اللهب ما زال مشتعلا، وانصهرت عجلات سيارتي. كانت سيارة مشتعلة». ودانت الحكومة البريطانية الاعتداء، الذي استهدف المقر العام للناتو، وأكدت أن الأفغان «لن يخضعوا» للعنف. وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية، أن «الشعب الأفغاني لن ينهار ولن يخضع». وتابع المتحدث «نأسف كثيرا لمن سقط من القتلى المدنيين الأفغان، بريطانيا تدين هذه الاعتداءات وعنف المتطرفين، الذين يحاولون قبل أسبوع من الانتخابات زرع الاضطراب في صفوف الشعب الأفغاني، وحرمانه من حقه في تقرير مصيره ديمقراطيا». كذلك دانت فرنسا «بأشد الحزم» الاعتداء وجددت تأكيد التزامها بالمساهمة في استقرار أفغانستان.

وأفادت وزارة الخارجية في بيان، أن «فرنسا تدين بأشد الحزم الاعتداء المرتكب اليوم (أمس) في كابل قرب مقر القوة الدولية المساهمة في إرساء الأمن (ايساف)». وأضاف البيان، أن فرنسا «تعرب للشعب والسلطات الأفغانية عن تضامنها وعزمها على البقاء إلى جانبها للمساهمة في استقرار وإعادة إعمار أفغانستان» وجدد رغبة باريس في أن «يتمكن الشعب الأفغاني من الإدلاء بصوته بشكل حر وديمقراطي».

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الاسبانية، أن القاعدة العسكرية الاسبانية في هراة غرب أفغانستان تعرضت لهجوم بالقذائف مساء أول من أمس، في ثاني عملية من النوع خلال أسبوع، من دون أن يسفر الأمر عن وقوع ضحايا. وأفادت الوزارة في بيان «أطلقت سبع قذائف ليل (الجمعة السبت) من دون وقوع خسائر في الأرواح». وهو ثاني هجوم في اقل من أسبوع على هذه القاعدة، بعدما أطلقت عليها الأحد الماضي ست قذائف لم تسفر عن إصابات.

وتنشر اسبانيا حاليا نحو 1230 عسكريا في غرب أفغانستان، وبينهم 150 عنصرا أرسلتهم الحكومة الاشتراكية مؤقتا؛ لتعزيز قواتها عشية الانتخابات الرئاسية الإقليمية الأفغانية المقررة في العشرين من أغسطس (آب).

وجاء ذلك في وقت يتحضر فيه 17 مليون أفغاني (من أصل عدد سكاني يقدر ما بين 26 و32 مليون نسمة) للتوجه الخميس المقبل إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات رئاسية وبلدية. وهي ثاني انتخابات رئاسية تنظم في أفغانستان وتتوقع استطلاعات الرأي فوز الرئيس حميد كرزاي فيها على خصومه الأربعين. وقد أعلن منذ الآن خمسة منهم عبر وسائل الإعلام انسحابهم من السباق. والمرشحون الرئيسيون في مواجهة كرزاي هم وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، ووزير المالية السابق اشرف غاني، والنائب الغريب الأطوار رمضان بشاردوست، الذي يخوض حملته انطلاقا من خيمة صفراء نصبها في وسط كابل. وكانت طالبان قد أعلنت عزمها على منع الناس من الوصول إلى مراكز التصويت، وقال مسؤولون في الانتخابات، إن ما يزيد على 10% من هذه المراكز قد تبقى مغلقة لتعذر ضمان أمنها.