تهديدات لقادة الصحوة في الأنبار تحذرهم من التحالف مع المالكي.. وتنذر بتجدد العنف

وراءها تنظيم يطلق على نفسه «ثوار الأنبار» ويستهدف تحديدا الشيخ أبو ريشة

TT

تشهد محافظة الأنبار تجاذبات سياسية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل، تهدد بإعادة أوضاع المحافظة إلى ما كانت عليه من عنف دموي. ومما فاقم التوتر توزيع منشورات بشوارع المحافظة خلال الأيام الأخيرة، وصفت عددا من الشخصيات السياسية النافذة بـ«العملاء» و«الخونة».

وحذر منشور حمل اسم «حركة المقاومة الإسلامية» عددا من رجال العشائر التقوا في الفلوجة شهر يوليو (تموز) الماضي نوابا من الائتلاف العراقي الموحد (الشيعي) وتحديدا من منظمة بدر، من مغبة التواصل مع من وصفوا بـ«عملاء وخدام الاحتلال». وحسب وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، طالبت الحركة، في منشورها الذي وزع في عدد من شوارع مدينة الفلوجة رجال العشائر وعددهم عشرة بالابتعاد عن حضور اجتماعات مع الاحتلال وزعامات من الائتلاف لأن هذه اللقاءات «تمثل قمة التنصل من المواقف الوطنية في سبيل البحث عن المال». وحسب الوكالة فإنه عقب توزيع هذا المنشور وما تضمنه من تحذير، فر غالبية المشمولين بمضمون المنشور إلى العاصمة الأردنية عمان.

وحذر منشور صدر عن جماعة لقبت نفسها بـ«ثوار الأنبار» رئيس مؤتمر صحوة الأنبار الشيخ أحمد أبو ريشة من التحالف مع قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال المنشور الذي وزع في شوارع مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، إن «أبو ريشة» يريد أن يبيع الأنبار ويتحالف مع المالكي الذي كان قد زار مقر صحوة الأنبار في الرمادي منتصف الشهر الماضي. وقال أركان طرموز عضو مجلس محافظة الأنبار لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، «جاءت زيارة المالكي إلى أبو ريشة للنقاش في خلق تحالف بينهما».

ولم يحسم أبو ريشة رئيس قائمة صحوة العراق، أبرز القوائم في مدينة الأنبار، أمر انضمامه إلى تحالف جديد استعدادا لخوض الانتخابات حتى هذه اللحظة وما زال يدرس خيارات الدخول في التحالف مع الكتل الأخرى. لكن مجلس إنقاذ الأنبار بزعامة حميد الهايس أعلن انضمامه للائتلاف. وقال الهايس لـ«الشرق الأوسط» أمس إن أبو ريشة غادر إلى الأردن بعد تلقيه تهديدات، لكنه نفى علاقة التهديدات بالانضمام إلى أي تحالف. لكن طارق العسل قائد شرطة الأنبار نفى أن يكون الشيخ أبو ريشة قد غادر العراق بعد التهديدات التي وصلته عبر المنشورات. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن أبو ريشة «كان متواجدا أصلا خارج العراق عند توزيع المنشورات لكنه سيصل اليوم (أمس) وعبر الطريق البري بين الأردن والأنبار وسيقطع مسافة 400 كيلو متر ليصل إلى الأنبار» وأوضح العسل الذي وصلته نفس التهديدات بنفس المنشور «نحن لا نخاف من يقولون إنهم ثوار الأنبار، ونسألهم هم من يحاربون، نحن مع دولة القانون ونريد تأسيس دولة القانون ولا شيء غير القانون سيحكم البلاد». ومن جهته، اتهم علي الحاتم رئيس عشائر الدليم في عموم العراق ومن الشخصيات الأولى التي ساهمت في إنشاء الصحوات في العراق، أبو ريشة بـ«التفرد بالقرارات والخروج على مصلحة المجموع نحو مصالحه الشخصية». لكنه نفى لـ«الشرق الأوسط» أن تكون للتهديدات علاقة بتحالفه مع المالكي وقال «إن أبو ريشة حاول تجيير الاتهامات نحو الدوافع السياسية وإن تحالفه مع رئيس الوزراء وراء التهديدات»، مؤكدا بطلان هذا الكلام لأن «مجلس إنقاذ الأنبار والشيوخ أعلنوا لأكثر من مرة أنها ستتحالف مع ائتلاف دولة القانون (قائمة المالكي) ومع أي جهد خير لخدمة العراق». وبسؤاله عما إذا كان «ثوار الأنبار» قد شاركوا في طرد تنظيمات «القاعدة» من المحافظة، أكد الحاتم «أنهم أشخاص على مستوى عال من الوطنية، وقد شاركوا في طرد تنظيمات القاعدة».

وقال الهايس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنهم حضروا اجتماعا للائتلاف الوطني الموحد، وتم خلاله إطلاعهم على أسس وبرنامج الائتلاف، فوجدوا أن ما تم طرحه يدور في عقول كل وطني عراقي، مضيفا أن برنامج الائتلاف شجعهم على الانضمام إليه، لوضوح معالمه وهو أمر يسعون إليه من أجل كسر المحاصصة الطائفية، واستمرارا لعملهم الذي انتهجوه منذ عام 2006.