وزير الأمن الصومالي: نتفاوض مع قيادات بارزة في المعارضة.. وهناك مؤشرات إيجابية

قال إن كثيرا من المقاتلين الإسلاميين تعرضوا لغسل مخ.. وجماعات منهم انضموا إلى قوات الحكومة

TT

قال وزير الأمن الوطني في الحكومة الصومالية عبد الله سان بلولشي، إن الحكومة تجري محادثات غير مباشرة مع قادة بارزين من الفصائل الإسلامية المعارضة، مشيرا إلى وجود مؤشرات إيجابية للغاية، يمكن أن تظهر نتائجها خلال الأسابيع القادمة.

ولم يضف الوزير مزيدا من التفاصيل بشأن المفاوضات بين الطرفين، لكنه أكد أن طرفا ثالثا يقوم بالوساطة بين الجانبين. وأضاف أن أكثر من 50 مقاتلا من الحزب الإسلامي ألقوا السلاح طواعية قبل يومين وانضموا إلى القوات الحكومية. وذكر الوزير أيضا أن «الكثير من المقاتلين الإسلاميين ليست لديهم آيديولوجية سياسية عميقة، ومنهم من تعرضوا لغسل مخ أو أرغموا على الأقل على القيام بما ينفذونه، لكنهم أدركوا الآن أنهم فقدوا التأييد المعنوي من الشعب الصومالي بسبب أفعالهم».

وكانت السلطات الحكومية في مدينة بلدوين عاصمة إقليم هيران أعلنت أمس عن انضمام نحو 50 من المسلحين، قالت إنهم انشقوا عن الحزب الإسلامي، إلى القوات الحكومية. وعرض المسؤولون الحكوميون القوات التي انشقت من الحزب الإسلامي على الصحافيين لمشاهدتهم. ونفى متحدث باسم الحزب الإسلامي انضمام مقاتلين من حزبه إلى الحكومة الصومالية، مشيرا إلى أن الميليشيات التي تم عرضها كانت من ضمن ميليشيات تلقت تدريبات عسكرية في إثيوبيا».

وتأتي تصريحات وزير الأمن الصومالي بشأن إجراء مفاوضات سرية وغير مباشرة مع الفصائل الإسلامية المعارضة، بعد أيام قليلة من نفي الشيخ «موسى عبد عرالي» مسؤول الدفاع في الحزب الإسلامي وجود أي مفاوضات سرية بين حزبه وبين الحكومة الصومالية، حيث رفض بشدة صحة الأنباء حول وجود اتصالات سرية بين الطرفين، أو وجود مبادرات جديدة ترعاها أطراف غير صومالية للتوسط بين أطراف النزاع في الصومال. وكان عرالي قد استبعد إمكانية التفاوض مع الحكومة الانتقالية، ووصف الأنباء بشأن وجود اتصالات غير مباشرة مع الحكومة بأنها شائعات تهدف إلى بث الشكوك في صفوف المجاهدين على حد قوله.

من جهة أخرى، دعا وزير الأمن الصومالي أيضا جميع الزوار الأجانب الذين يريدون السفر للصومال، إلى عدم دخول البلاد دون الحصول على موافقة رسمية من الحكومة الانتقالية. وأضاف «يتعين على جميع الزوار الأجانب أن يتصلوا بالسلطات المعنية بالوافدين وشؤون الأجانب قبل مجيئهم إلى البلاد كي يقدموا لهم النصائح المتعلقة بالأوقات المناسبة للزيارة والأماكن الآمنة التي يمكن أن يذهبوا إليها، وتلك التي يجب عليهم الابتعاد عنها أيضا.

وجاءت تصريحات وزير الأمن الصومالي بعد مقتل 7 من رجال الدين الباكستانيين من جماعة التبليغ والدعوة على يد مسلحين مجهولين في مدينة «غالكعيو» بوسط الصومال (700 كم إلى الشمال من مقديشو). وقالت الحكومة أيضا إنها تحقق في حادث مقتل الباكستانيين الخمسة ودوافعه، وتحديد هوية مرتكبيه وتقديمهم إلى العدالة. ولا تسيطر الحكومة الصومالية إلا على أجزاء يسيرة من البلاد، وليست لديها إمكانية توفير الحماية إلا في هذه المناطق.

وأسفرت المواجهات التي دارت في بلدة جلعد شرق الإقليم عن مصرع أكثر من 30 شخصا معظمهم من المتقاتلين. كما يشهد إقليم جيدو بجنوب غربي الصومال تحركات عسكرية مكثفة، وهناك مخاوف من اندلاع اشتباكات جديدة بين القوات الحكومية التي بدأت في الزحف من مدينة دولو الواقعة على الحدود الصومالية ـ الإثيوبية التي كانت تتدرب هناك في الأشهر الأخيرة، وبين المقاتلين الإسلاميين الذين يسيطرون على معظم المناطق في الإقليم، وأفادت الأنباء الواردة من مدينة دولو بأن القوات الحكومية المدعومة بميليشيات قبلية وأخرى من أهل السنة والجماعة يقودها وزير الدفاع السابق العقيد «بري هيرالي»، ويأتي هذا التحرك العسكري في إطار التحركات والمحاولات الحكومية لاستعادة بعض الأقاليم خارج العاصمة من أيدي الفصائل الإسلامية المعارضة.

من جهتها حذرت السلطات الإسلامية في الإقليم من مغبة تلك التحركات العسكرية من قبل القوات الحكومية بقيادة النائب بري هيرالي، وبدأت في الاستعداد ورفع حالة التأهب القصوى لتصدي أي هجوم يأتي من قبل القوات الحكومية التي تحركت من مدينة دولو. وكان النائب بري هيرالي يقوم بإعادة تنظيم القوات الحكومية في تلك الأقاليم من جديد خلال الأشهر الماضية، والتحالف مع ميليشيات أخرى تابعة لأهل السنة والجماعة بهدف استعادة إقليم جيدو من سيطرة المقاتلين الإسلاميين، وقد تلقت هذه القوات الحكومية أسلحة جديدة وذخيرة من إثيوبيا أخيرا.

على صعيد آخر، نجحت قوات حلف الشمال الأطلسي (الناتو) التي تعمل في إطار مهمة مكافحة القرصنة الصومالية قبالة سواحل الصومال المتواجدة في مياه خليج عدن، في إحباط محاولة هجوم للقراصنة الصوماليين، كانت تهدف إلى خطف سفينة شجن تركية، حيث أطلقت السفينة نداء استغاثة لفرقاطة ألمانية ويونانية كانت تبحر في مسافة غير بعيدة في المنطقة التي تعرضت لها السفينة في الهجوم والتي وصلت المكان بسرعة، وبعدها فر القراصنة من السفينة خوفا من إلقاء القبض عليهم من قبل القوات الدولية. وهناك مخاوف من تصاعد هجمات القرصنة في الفترة القادمة وذلك بسبب هدوء الرياح الموسمية العاتية التي كانت قد أدت إلى انخفاض هجمات القرصنة خلال الشهرين المنصرمين، وكانت هجمات القراصنة تراجعت إلى حد كبير خلال الشهرين الأخيرين.