السودان: اغتيال مسؤولة في حزب الرئيس البشير بالإقليم الجنوبي.. و«الوطني» غاضب

إعلان مجاعة في جنوب السودان.. والخرطوم تحول جميع أموال الطوارئ للجنوب بدلا من دارفور

TT

اغتال مسلحون مسؤولة المرأة في حزب المؤتمر الوطني الحاكم (قطاع الجنوب)، حيث طوقوا منزلها في مدينة يامبيو في أقصى جنوب السودان، قبل أن يفتحوا عليها النار ويردونها قتيلة في الحال، ويضرموا النيران في منزل كانت بداخله، ويلوذون بالفرار إلى الأدغال المجاورة.

وأثار الحادث غضب حزب المؤتمر الوطني في الخرطوم، واعتبر بيان غاضب الحادث «اغتيالا على الهوية السياسية»، وطالب حكومة جنوب السودان بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة. وحذر من أن الحزب قادر على حماية منسوبيه في أي مكان في السودان. وتحاشى الحزب الحاكم توجيه التهمة مباشرة إلى أية جهة. فيما تعهدت حكومة جنوب السودان بالسعي للقبض على الجناة وتقديهم للمحاكمة.

وفي تصريحات صحافية، روت حاكمة ولاية غرب الاستوائية، الواقعة أقصى جنوب السودان، جيما نونو كومبا، أن المسلحين اقتحموا منزل مريم برنجي أمينة المرأة في حزب المؤتمر الوطني بولاية غرب الاستوائية وأردوها قتيلة، ثم أحرقوا منزلها وثلاثة منازل في الاعتداء ذاته، وأدانت كومبا بشدة الحادث، وتعهدت بالقبض على الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة، وأشارت إلى أن التحقيقات الجنائية لا تزال جارية لمعرفة الجناة وأسباب الهجوم. من جانبه، وفي بيان غاضب، روى عضو المكتب التنفيذي للمؤتمر الوطني بقطاع الجنوب، صلاح رجب ملابسات الحادث، وقال إن المجموعة المسلحة التي داهمت المنزل طالبتها بمبالغ مالية، وبعد أن أشارت إلى عدم ملكيتها لأي أموال قاموا بتفتيش منزلها وأطلقوا عليها الرصاص، وتعرضوا لأبنائها وقاموا بكسر قدم أحدهم، وأضرموا النار في منزلها، حيث تم إحراقه بالكامل. وعبر قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني عن بالغ أسفه للحادث، وقال إن الحادث جاء في وقت يقوم فيه القطاع بعقد مؤتمراته القاعدية، وطالب شرطة حكومة الجنوب بالبحث عن الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة وعادلة. وقال البيان إن حزب المؤتمر الوطني قادر على حماية مواطني الوطن وإن قيادته صعبة المراس «خبرتموها في كل الأحراش والأدغال والصحارى». في الأثناء، أعلن الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان عن وجود مجاعة تهدد حياة سكان الجنوب بسبب الأزمة الغذائية التي تمر بها معظم ولايات الجنوب، وذلك في مؤتمر للمانحين عقد في الجنوب بشأن أزمة إنسانية كبيرة يعيشها هذا الجزء من السودان منذ أسابيع. وقال مشار إن الخروج من الأزمة يقتضي وضع استراتيجية طويلة المدى، ودعا لتوفير مبلغ 40 مليون دولار لسد فجوة الغذاء للأشهر الثلاثة المقبلة. ودعا مشار في تصريحات صحافية المانحين إلى توفير المبلغ وإيجاد آليات للخروج من الأزمة، ورأى أن الحل يكمن في الاستثمار الزراعي. وفي سياق منفصل وصف مشار أحداث منطقة «أكوبو» الأخيرة بالمذبحة البشرية. من جانبه، أعلن وزير الدولة بالشؤون الإنسانية الدكتور عبد الباقي الجيلاني عن تحويل كل المبالغ الخاصة بالطوارئ في البلاد لحل مشكلة الغذاء بالجنوب ووضع الإقليم في قمة الأولويات بدلا عن دارفور، وأكد ظهور مجاعة في عدد من المناطق بالجنوب. وقال في تصريحات إن الحكومة وجهت كل مبالغ الطوارئ لحل مشكلة الجنوب، موضحا أن دارفور لم تعد أولوية، لا سيما بعد استقرار الوضع الإنساني فيها. ووصف الأوضاع في الإقليم بالصعبة.

في الأثناء، كشفت ورقة قدمت في مؤتمر في الخرطوم حول الوضع الغذائي للنازحين في الإقليم أن عدد الأطفال النازحين دون سن الخامسة بالإقليم بلغ أكثر من 700 ألف طفل، وأن 22% منهم مصابون بسوء التغذية، بحسب التعريف العالمي لمنظمة الصحة العالمية، لافتة إلي أن وضع التغذية للأطفال لم يتحسن منذ فترات طويلة. وقالت إن نصف العدد من الأطفال لا ينالون الحصص الغذائية الكافية، ووصفت الوضع الصحي بـ«السيئ»، وأكدت أن نسبة 6% من بقية الموطنين في المعسكرات هم الذين يتناولون الغذاء بصورة كاملة، وعزت الأسباب إلى عدم توفر الأمن لإيصال الغذاء إلى تلك المعسكرات.