محكمة إيرانية توجه اتهامات لـ27 متظاهرا بالسعي للإطاحة بالمؤسسة الإسلامية.. والتخريب

مصدر سوري لـ«الشرق الأوسط»: الأسد سيزور طهران خلال أيام.. وأنباء عن وساطته لإطلاق سجينة فرنسية

مشهد عام لجلسة المحاكمة التي عقدت أمس في طهران لعدد من المتظاهرين الذين احتجزوا لاتهامهم بالتخريب عقب انتخابات يونيو (أ.ف.ب)
TT

بدأت أمس في طهران جولة ثالثة من محاكمة عشرات الإيرانيين المعارضين، من الذين أوقفوا لمشاركتهم في تظاهرات احتجاج وقعت عقب إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، في وقت أكد فيه مصدر سوري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس السوري بشار الأسد سيقوم بزيارة إلى طهران الأيام المقبلة لإجراء مفاوضات، وسط أنباء تشير إلى أن الأسد يقود وساطة للإفراج عن أستاذة جامعية فرنسية معتقلة في طهران على خلفية التظاهرات الإيرانية الأخيرة، وجرت محاكمتها في طهران مطلع الشهر الجاري.

ونشرت وكالة أنباء «فارس» أسماء 27 رجلا وامرأة متهمين بـ«المشاركة في تظاهرات غير مشروعة» و«تخريب ممتلكات عامة» و«جرح» عناصر من الشرطة، كما جاء في محضر الاتهام. وقالت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء إنه ليس هناك أي سياسيين معتدلين بارزين بين من يحاكمون. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن صحيفة الاتهام التي قرئت في المحكمة اتهمت بعض المحتجزين «بالسعي للإطاحة بالمؤسسة الإسلامية والمشاركة في احتجاجات غير مشروعة، واستخدام قنابل وقذائف يدوية خلال الاحتجاجات». ونقلت الوكالة عن صحيفة الاتهام قولها: «تكشف اعترافات المحتجزين أن هذه المؤامرة جرى التخطيط لها منذ سنوات، وأن الانتخابات الأخيرة كانت مجرد مبرر لتنفيذها». وأشارت وسائل الإعلام إلى أنه بعد قراءة صحيفة الاتهام عرضت في المحكمة لقطات للاحتجاجات وأعمال الشغب في الشوارع.

وكانت وكالة الأنباء الطلابية «إيسنا» أعلنت نقلا عن بيان للمحكمة الثورية أن 25 شخصا سيمثلون أمام المحكمة، ولا يوجد بين المتهمين أي شخصية سياسية. ومنذ الأول من أغسطس (آب) الجاري مثل أمام المحكمة في العاصمة الإيرانية 110 أشخاص شاركوا في تظاهرات الاحتجاج على إعادة انتخاب أحمدي نجاد في 12 يونيو (حزيران)، بينهم سياسيون إصلاحيون وصحافيون، وكذلك الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس، واثنان من الموظفين المحليين في سفارتي فرنسا وبريطانيا. ولم تصدر أي أحكام في هذه المحاكمات التي انتقدها مسؤولون في المعارضة. واتهمت المحكمة الثورية بعض المشاركين بتنظيم الاضطرابات بعد الانتخابات، وهي الأخطر في تاريخ الجمهورية الإسلامية. واتهم أبرز خصوم الرئيس أحمدي نجاد بأن إعادة انتخابه تمت بفضل عمليات تزوير كثيفة.

من جهة ثانية ذكر مصدر سوري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور إيران خلال الأيام المقبلة، لكنه لم يشِر إلى موعد محدد. وقالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية إن زيارة الأسد ستستمر لمدة يوم واحد. وتردد أن الأسد قَبِل القيام بالوساطة بين طهران وباريس من أجل الإفراج عن الفرنسية كلوتيلد ريس، حيث من المتوقع أن يحاول الرئيس السوري إقناع طهران بالإفراج عن الشابة الفرنسية.

واتهمت ريس بالتجسس بعدما اعترفت أمام المحكمة الأسبوع الماضي بأنها اشتركت في المظاهرات الاحتجاجية ضد التزوير الذي يزعم أنه وقع في الانتخابات. وأشارت صحف سورية ووسائل إعلام أمس أن الأسد سيزور طهران أمس، لكنّ مصدرا مسؤولا في مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن إرجاء الزيارة لعدة أيام. لكن المصدر السوري المطلع قال لـ«الشرق الأوسط» إن موعد الزيارة لم يحدد بعد، حتى يتم تأجيلها.

وفيما توقعت مصادر دبلوماسية غربية أن تفرج السلطات الإيرانية عن الفرنسية كلوتيلد ريس، لا سيما أنه تم الإفراج عن الفرنسية الإيرانية نازك أفشر التي تعمل في السفارة الفرنسية، الأسبوع الماضي بعد مساعٍ سورية.

وبحسب إعلان الرئاسة الفرنسية الثلاثاء الماضي بأن سورية لعبت دورا في إطلاق الموظفة في السفارة الفرنسية التي احتجزت في طهران بتهمة ضلوعها في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وقال بيان صادر عن السفارة الفرنسية في دمشق: «إن شركاء في الاتحاد الأوروبي وسورية وغيرها من البلدان لعبوا دورا في عملية الإفراج عن الموظفة الفرنسية نازك أفشر»، وإن «الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تلقى بعميق السرور والارتياح نبأ الإفراج»، لافتا إلى أنه «طالب بالإفراج الفوري عن امرأة فرنسية أخرى هي كلوتيلد ريس، والتي تواجه التهم ذاتها».

يشار إلى أن الرئيس الأسد كان أول من هنأ الرئيس أحمدي نجاد إثر إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران الماضي، وهو ثاني زعيم عربي يزور طهران لتهنئة نجاد بعد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي زار طهران بداية الشهر الجاري. وتعد هذه الزيارة للأسد إلى إيران في حال قيامها الرابعة منذ وصول نجاد إلى الرئاسة عام 2005، وآخرها زيارة قام بها إلى طهران في شهر أغسطس (آب) العام الماضي.

ومنذ وصول أحمدي نجاد إلى الحكم في إيران عام 2005 تسارع تطور العلاقات السورية الإيرانية، على مختلف الصعد، في ظل اشتداد الضغط على البلدين. ويعتقد مراقبون أن جهود وساطة الأسد سوف تكلل بالنجاح.