القذافي مستاء من اعتراض واشنطن على إطلاق المقرحي

مصادر ليبية: سجين لوكربي سيكون الضيف الرئيسي في احتفالات تولي العقيد السلطة

صورة أرشيفية يظهر فيها المقرحي إلى جانب شرطيين ليبيين في 18 فبراير 1992 (أ.ف.ب)
TT

كشفت مصادر ليبية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» عن انتقاد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي التقى مؤخرا مع وفد تابع للكونغرس الأميركي في طرابلس، بشكل حاد الموقف الأميركي المعترض على إطلاق سراح المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي المدان في قضية تفجير لوكربي، لأسباب صحية.

واعتبر القذافي أن ما وصفه بالموقف الأميركي المتشدد لا يساهم في بناء علاقات صداقة قوية بين طرابلس وواشنطن. وقالت المصادر إن القذافي دعا الولايات المتحدة إلى تجاوز ملف المقرحي في أسرع وقت ممكن نظرا لظروفه الصحية على نحو يمكنه من تمضية ما تبقى له من حياته بين ذويه وأسرته بعد تدهور وضعه الطبي نتيجة لإصابته بمرض السرطان.

لكنّ مسؤولا ليبيا رفيع المستوى توقع في المقابل أن يعود المقرحي إلى بلاده خلال أيام بعد إطلاق سراحه من محبسه الحالي في اسكتلندا على خلفية تدهور وضعه الطبي نتيجة لإصابته بمرض السرطان. وقال المسؤول الليبي الذي طلب من «الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من طرابلس عدم تعريفه، إن المقرحي سيكون الضيف الرئيسي في الاحتفالات التي ستقيمها السلطات الليبية بمناسبة مرور أربعين عاما على تولي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي السلطة عام 1969. وكشف النقاب عن أن العقيد القذافي وكبار مسؤولي الحكومة الليبية بالإضافة إلى عائلة المقرحي سيشاركون في استقباله لدى عودته إلى ليبيا قادما من اسكتلندا.

ووصف المسؤول الليبي المقرحي بأنه بطل قومي، مشيرا إلى أن الدولة الليبية لم تتوقف يوما عن متابعة قضيته أو الاهتمام بوضعه الصحي أو الاطمئنان على ما وصفه بالرعاية الكريمة التي تلقتها أسرته في غيابه. واعتبر أن المقرحي بات نموذجا للمواطن الليبي الذي افتدى وطنه وبلاده وقبل طواعية الالتزام بمنطوق المحكمة الدولية في لاهاي بإدانته خلافا للحقيقة. وشدد على أن المقرحي مواطن كامل الأهلية وسيتمتع بحقوق المواطنة كاملة ولن يعامل على أنه سجين مطلقا، موضحا أنه سيخضع لرعاية طبية متكاملة بالنظر إلى تدهور حالته النفسية والصحية.

من جهته قال مصدر في أسرة المقرحي لـ«الشرق الأوسط» إن الأسرة تنتظر عودته في أقرب وقت ممكن، مشيدا بالدور الإيجابي الذي لعبته مؤسسة القذافي للتنمية التي يقودها المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للعقيد القذافي، في العمل على عودة المقرحي إلى وطنه وذويه. وأضاف: «نتوجه بالشكر إلى المهندس سيف الإسلام القذافي على كل ما بذله من جهود إيجابية في هذا الصدد، كما نشكر المؤسسة التي يقودها على رعايتها المتسمرة له ولأسرته طيلة سنوات سجنه».

وكانت المؤسسة قد أصدرت مؤخرا بيانا قالت فيه إنها أولت موضوع المقرحي عناية مستمرة ومتابعة دقيقة مع كل أطراف العلاقة، مؤكدة استمرار جهودها واتصالاتها مع الأطراف المعنية من أجل تأمين عودته إلى بلاده وأهله. وأعربت المؤسسة في نفس البيان عن ثقتها من أن السلطات ذات العلاقة في حكومتي بريطانيا واسكتلندا ستأخذان الخطوة المناسبة في هذا الشأن. وأعلن محامو المقرحي أن موكلهم تخلى عن طلب استئناف ثانٍ ضد إدانته، فيما قالت مصادر ليبية إن هذه الخطوة تأتى تمهيدا لإصدار الحكومة الاسكتلندية موافقتها على الالتماس الذي قدمته ليبيا ومحامو المقرحي إليها مؤخرا لإطلاق سراحه لأسباب إنسانية.

وأدين المقرحي بموجب القانون الاسكتلندي في محاكمة جرت بهولندا بتفجير طائرة من طراز بوينغ 747 تابعة لشركة «بان أميركان» فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في أثناء توجهها من لندن إلى نيويورك. وحكم عليه بالسجن 27 عاما، وبعد أربع سنوات من إدانة المقرحي تحملت ليبيا المسؤولية ووافقت على سداد تعويضات قيمتها 2.7 مليار دولار لأسر الضحايا، وساعد هذا في إفساح الطريق أمام الدول الغربية لترفع العقوبات وتستعيد علاقاتها مع ليبيا.