مفكر ليبى لـ«الشرق الأوسط»: مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة سيكون لها مردودها المحلى والدولي

جهود الوساطة مستمرة بين الجماعة والسلطات

TT

تتجه الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة المناوئة لنظام حكم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافى إلى إصدار مراجعاتها الفكرية والفقهية إيذانا بانتهاء التوتر الذي ساد علاقتها مع الدولة والمجتمع فى ليبيا، فى وقت قالت فيه مصادر ليبية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» أن تقييم 10 من العلماء والمشايخ من داخل ليبيا وخارجها لهذه المراجعات قبل إعلانها رسميا قد أوشك على الاكتمال.

ولازال الوسيط الليبي الدكتور على الصلابي الذي يقوم بجهود ايجابية لتقريب وجهات النظر بين الجماعة المقاتلة والسلطات الليبية على غرار الدور الذي لعبه فى السابق بين تنظيم الإخوان المسلمين والسلطات الليبية، ينتظر رد الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين على هذه المراجعات.

وانضم أمس الدكتور عقيل حسن عقيل وزير التعليم العالي السابق فى ليبيا إلى العلماء المشيدين بمراجعات تنظيم “المقاتلة” الذي طالما اعتبرته السلطات الليبية مارقا بسبب محاولته قلب نظام الحكم باستخدام القوة المسلحة.

وتلقت «الشرق الأوسط» تعليقا رسميا سلمه عقيل إلى الوسيط الليبي، يتضمن الثناء على ما توصلت إليه قيادات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة من اجتهادات فقهية داخل السجون.

ولاحظ عقيل أن المراجعات التي تحمل اسم «الدراسات التصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس»، تتضمن رسائل فكرية لمن يريد أن يتبيّن أو يهتدي للحق، كُتبت بإرادة قوية من قِبل جماعة قررت أن تترك ما يخالف الشريعة والعقل والمنطق، فكان لها أمر التخلي عن كل ما من شأنه أن يُفرِّق بين أبناء المجتمع الواحد، أو الأمة الواحدة، مع شجاعة وجرأة ظاهرة في النص.

وأضاف: «في المحتوى العام مضمون اعترافي من الجماعة المقاتلة، بأنها بعد أن بلغت من العمر والنضج العقلي، خُبرت بعد تجربة، الأخطاء التي وقعت فيها، ولذا فهي تُصحح بإرادة، وتقرر التخلي عما يسبب الفتنة بين أبناء الأمة».

وشدد على أن خروج هذه الدراسات بهذه الكيفية، ونقلا عن الدكتور على الصلابي، عمَّا قامت به الأجهزة المختصة من تهيئة الظروف المناسبة داخل السجن، وكأنها مخالفة لكل الأعراف الخاصة بإدارات السجون في العالم، من حيث التقاء القيادات بقواعدها بكل حرية، ومن حيث توفير المكتبة اللائقة بالبحث والدراسة، لما تحتويه من مصادر قيِّمة، إلى جانب توفير أجهزة الحاسوب والطباعة وتهيئة المناخ بهذه الصورة، يعد في ذاته مدحاً لهذه الأجهزة والمشرفين عليها وتحديدا الراعي الكريم لهذا للحوار الدكتور سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي.