موريتانيا: جمعية نسائية ترد على مفتي البلاد بشأن تقييد عمل المرأة

رأي المفتي جاء غداة توزير 6 نساء بينهن وزيرة الخارجية

TT

ردت رئيسة جمعية نسائية تعنى برفع تمثيل المرأة في العمل السياسي بموريتانيا، على مفتي البلاد وإمام المسجد الرسمي بنواكشوط، لدعوته إلى تقييد عمل المرأة. وكان المفتى أحمدو ولد لمرابط انتقد في خطبة صلاة الجمعة الأخيرة تقلد النساء لوظائف سامية لغير ضرورة، معتبرا أن «الضرورة تقدر بقدرها ولا يجوز التوسع فيها»، حسب تعبيره. وجاء هذا في الوقت الذي تشهد فيه موريتانيا تشكيل حكومة جديدة دخلتها لأول مرة 6 نساء بينهن وزيرة للخارجية، وهو ما رآه مراقبون انتقادا ضمنيا لتقلد المرأة مناصب قيادية في الدولة.

وأوضح ولد لمرابط أن الشرع أباح للمرأة أن تزاول من الوظائف ما لا يتعارض مع الضوابط الشرعية، داعيا إلى الالتزام بالضوابط الفقهية والشرعية، ومنتقدا في الوقت ذاته عدم الرجوع في القرارات العامة لرأي الفقهاء من ذوي الخبرة بالشرع والنبهاء ممن لهم خبرة بالواقع، على حد قوله. وبيّن أن الوظيفة الأساسية للمرأة كونها سكنا للزوج يرتاح إليه، مستشهدا بآيات قرآنية في هذا المجال.

وقال ولد لمرابط إنه لا يجوز للمرأة أن تتقلد الوظائف التي تحتّم عليها السفر بغير محرم أو الخلوة بالأجانب، مشددا على أن «الشريعة حرمت على المرأة أن تكون عرضة لنظر الأجنبي إلى محاسنها». وأضاف: «ولا يبرر ذلك القول إن القلب طاهر، لأن أطهر القلوب على الإطلاق قلوب نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكذا قلوب الصحابة رضوان الله عليهم».

ومن جهتها انتقدت آمنة بنت المختار، رئيسة جمعية النساء معيلات الأسر، والتي تنادي منذ فترة بزيادة التمثيل النسائي في الدوائر الانتخابية والوزارية، بشدة خطاب إمام المسجد الجامع. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن ما قاله يعتبر هجوما لاذعا على المرأة الموظفة التي ما زالت في بداية الطريق لتحقيق أحلامها في الوظيفة والتمثيل السياسي في إطار المساواة التي تطمح إليها المرأة الموريتانية التي أثبتت قدرتها على إدارة مراكز القرار التي تتولاها بجدارة، وقدرتها أيضا على التمثيل الانتخابي الجيد للناخبين.

وأكدت بنت المختار أن جمعيتها في النهاية لا تسعى إلى تمثيل كميّ في المراكز الحكومية والدوائر الانتخابية، ولكن تطالب أساسا برفع التمثيل مع رفع نوعية الجودة، وأن يكون هذا التمثيل حقيقيا وواقعيا وليس مجرد تنازل سياسي من الرجل. واعتبرت آمنة التي كرمت في عدة أنشطة عالمية نظرا لجهودها في تطوير المرأة الموريتانية، أن كل هذه التفاعلات تدخل في إطار معركة المرأة ضد التهميش والإقصاء، وأنها قطعت أشواطا في هذا المجال، وأن الطريق مستمر حتى تنال المرأة كل حقوقها.