قراصنة الصومال يتوعدون الصيادين المصريين بعد العثور على جثث 7 خاطفين

سفينتا الصيادين دخلتا المياه الإقليمية المصرية.. والسويس تعد استقبالا حافلا لهم

TT

قال قراصنة صوماليون إنهم عثروا على 7 جثث لزملائهم في سواحل منطقة «لاسقوري» بشمال شرقي الصومال، يعتقد أنهم قتلوا في العراك المسلح الذي نشب بين القراصنة والصيادين المصريين الذين كانوا على متن السفينتين «سمارة» و«ممتاز1» والذين تغلبوا على القراصنة الصوماليين، وتمكنوا من تحرير السفينتين بعد استيلائهم على أسلحة القراصنة. جاء ذلك بينما دخلت سفينتا الصيادين المياه الإقليمية المصرية.

وتوعد أحد القراصنة بالانتقام لمصرع زملائه، وقال «إن الصيادين المصريين هم الذين قتلوهم». وأضاف «كنا نتعامل مع المصريين بمعاملة أفضل من بقية الرهائن الأجانب من الدول الغربية، لكنهم تصرفوا بشكل عكسي، وسننتقم من البحارة المصريين إذا أسرنا آخرين». وكان 34 صيادا مصريا كانوا على متن سفينتين للصيد، تمكنوا الخميس الماضي من التغلب على القراصنة والاستيلاء على بعض أسلحتهم، وقتلوا عددا منهم بعد معركة استعملت فيها الأسلحة النارية، وفقد آخرون بينما اقتادوا 4 من القراصنة وهم أحياء، ثم أبحروا باتجاه الموانئ المصرية على البحر الأحمر.

ورفض الصيادون المصريون، حسبما أكد أحد مالكي السفينتين، عرضا من الحكومة المصرية بنقلهم جوا إلى مصر، حيث قرروا مواصلة رحلتهم بحرا حتى السواحل المصرية على البحر الأحمر. ويأتي تهديد القراصنة الصوماليين بالانتقام لمقتل زملائهم في الوقت الذي توقعت فيه القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في المياه الصومالية وخليج عدن بتصاعد هجمات القرصنة بسبب هدوء الرياح الموسمية، وهناك تحذيرات من أن القراصنة قد يلجأون إلى أساليب جديدة لخطف السفن، تتمثل في توسيع نطاق هجماتهم إلى داخل البحر الأحمر وتكثيف الهجمات خلال الليل باستهداف السفن الأجنبية التي تعبر خليج عدن. وتزايدت هجمات القرصنة خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

وفي السويس قال بكري أبو الحسن نقيب الصيادين بمحافظة السويس، إن الصيادين المصريين الذين نجحوا في الفرار من قبضة القراصنة الصوماليين، دخلوا المياه الإقليمية المصرية للبحر الأحمر ليل السبت في طريقهم إلى ميناء الأتكة بالسويس.. وهو الميناء المخصص لمراجعة إجراءات مراكب الصيد والتراخيص الدولية والمحلية الخاصة بتشغيلها وحركتها.

وأضاف أبو الحسن أن المركبين «سمارة» و«ممتاز 1» وعلى متنهما 34 صيادا، اجتازا ميناء برانيس وهو آخر ميناء مصري على البحر الأحمر، وأنه يتوقع وصولهما ليل الأربعاء أو صباح الخميس إذا مرت الأمور بشكل طبيعي.

وأوضح أن المركبين يسيران بسرعة بطيئة خوفا من تعرضهما للتوقف بسبب عدم تنفيذ أعمال الصيانة طوال الفترة التي تم احتجازهما فيها منذ أبريل (نيسان) الماضي. وبصحبة الصيادين ثمانية من القراصنة.

وتابع «أن محافظة السويس قررت إقامة احتفالات موسعة في البر والبحر لاستقبال الصيادين العائدين، حيث من المنتظر أن تخرج لنشات معلق عليها أعلام وزينات لاستقبالهم، كما سيتم إقامة سرادق داخل ميناء الأتكة لاستقبالهم شعبيا ورسميا».

وكان 34 صيادا مُحتجزون لدى قراصنة منذ أبريل (نيسان) تمكنوا من التغلب على خاطفيهم يوم الخميس، ولاذوا بالفرار في زورقين بعد معركة بالأسلحة قتل فيها اثنان من القراصنة.

وخرج المركبان المصريان للصيد منذ السابع عشر من مارس (آذار) الماضي من ميناء الأتكة بالسويس على البحر الأحمر، ثم تم اختطافهما فور اقترابهما من السواحل الصومالية.

وفي فبراير (شباط) أفرج قراصنة صوماليون عن سفينة الشحن المصرية «بلوستارز» وطاقمها المكون من 28 شخصا بعد أن دفعت الشركة التي تملكها فدية يقال إنها مليون دولار.

ويخرج الصيادون المصريون للصيد بسواحل الصومال واليمن وإريتريا في أربع رحلات سنوية على الأقل لكل مركب كبير، ثم يعودون بالرزق لبيعه لتجار القاهرة.

ويصل متوسط تكلفة الرحلة الواحدة إلى نحو 200 ألف جنيه، وتستهلك المركب الواحدة نحو 700 برميل من السولار، وتستغرق ما بين 40 إلى 50 يوما.

وتبدأ رحلة الصيد بخروج المركب من عزبة البرج على البحر المتوسط بالقرب من دمياط، ثم تتجه إلى قناة السويس ومنها إلى ميناء الأتكة المصري على البحر الأحمر ـ وهو ميناء مخصص لسفن الصيد ـ حيث يحصلون على التصاريح المصرية بالخروج، ثم تتوجه المركب إلى نقطة البرانيس وهي آخر نقطة على حدود مصر البحرية مع السودان.

وتضم كل مركب يخرج للصيد خارج مصر ما بين 20 إلى 25 صيادا، كما يتم حساب أرباح كل صياد في الرحلة بعد خصم التكاليف من إجمالي عائد بيع الأسماك، ثم يتم تقسيم الباقي مناصفة بين الصيادين وصاحب المركب.

وأدى احتجاز القراصنة الصوماليين، للصيادين المصرين على متن المركبين «سمارة» و«ممتاز1» إلى وقف رحلات أسطول الصيد المصري في السواحل الأفريقية خوفا من تعرضها للاختطاف من قبل المسلحين الصوماليين ورجال القبائل الذين تسيطر كل مجموعة منهم على جزء من البحر ولا يعترف المسلحون عادة بتصاريح الصيد.