حماس تشكك في قيام حوار القاهرة.. ومصر ستوفد مسؤولا أمنيا لغزة للتباحث حول صفقة الأسرى

بعد إعلان عباس أن المباحثات سوف تركز على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فقط

TT

شككت مصادر في حماس في إمكانية التئام جلسة الحوار المقبلة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة في أعقاب إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أول من أمس أن الحوار سيركز فقط على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فقط.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «حصر جدول أعمال الحوار بالتركيز على الانتخابات يعني الحكم على فشل الجولة المقبلة قبل أن تبدأ». وشدد المصدر على أن حماس تصر على التوصل لاتفاق شامل ينهي الخلاف حول كل القضايا الخلافية التي أعاقت التوصل لمثل هذا الاتفاق، لا سيما قضية الاعتقال السياسي. إلى ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أن الحكومة المصرية ستوفد مسؤولا أمنيا رفيعا لغزة قريبا للتباحث مع حماس حول فرص إتمام صفقة تبادل الأسرى. وأشارت المصادر إلى أنه من المتوقع أن يصل غزة اللواء محمد إبراهيم مساعد رئيس المخابرات المصرية للتباحث مع حماس حول القضية. من ناحية ثانية، قال معلق إسرائيلي بارز إن المفاوضات لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قطعت شوطا بعيدا. وقال دان مرغليت المعلق في صحيفة «إسرائيل اليوم» إن «معجزة ستحول دون التوصل للصفقة». إلى ذلك، حذر باحث فلسطيني من مغبة الحديث الإسرائيلي عن تقدم في المفاوضات، منوها بأن ذلك قد يندرج في عملية تمويه إسرائيلية تساعد في توفير الظروف لمحاولة تحرير شاليط بالقوة. وقال الباحث فؤاد الخفش إن «حكومة الاحتلال في الوقت الذي تظهر فيه أنها تتجاوب مع المفاوضات وترسل مبعوثين وتقيل مسؤولين في هذا الملف وتنصب آخرين وتفرض نوعا من السرية على هذه المفاوضات؛ فإن جهاز مخابراتها يعمل ليل نهار في محاولة منه للوصول إلى شاليط».

وتوقع الخفش أن لا تتم الصفقة خلال فترة بسيطة، وأن ما يتسرب إلى الإعلام من قرب التوصل إلى صفقة ما هي إلى محاولات إسرائيلية للفت الأنظار باتجاه الصفقة، وفي الوقت ذاته تكثف من بحثها الاستخباراتي عن مكان وجود شاليط.

ونوه بأن بعض وسائل الإعلام، خاصة الإلكترونية، تتسابق لنشر الأخبار الكاذبة والمختلقة عن الصفقة وقرب التوصل إليها متلاعبة بذلك بأعصاب أهالي الأسرى.

ويرى الخفش في الدور المصري مشكلة أخرى تحيط بمفاوضات شاليط، بسبب عدم الخبرة في خوض مفاوضات مثيلة من قبل، مطالبا «بضرورة اعتماد منسق أوروبي، خاصة ألمانيا ذات الباع الأكبر والأطول في هذا المجال».

وطالب الخفش المفاوض الفلسطيني في موضوع شاليط أن يرفع من سقف طلباته لإنجاز الصفقة، وأن يخبر سلطات الاحتلال عبر الوسيط أن كل شهر يمضى يجب أن يرتفع السقف، وأن تزيد المطالب، حتى تعلم سلطات الاحتلال أن الوقت لن يكون في صالحها.

وأكد على ضرورة أن تتم الصفقة في مرحلة واحدة، وليست على مراحل، وأن لا يثق الجانب الفلسطيني بالجانب الاحتلالي.

وشدد الخفش على ضرورة ألا يقبل الجانب الفلسطيني أبدا بمبدأ الإبعاد، فهذا ما لم تفعله الفصائل الفلسطينية التي أنجزت عمليات تفاوض، وهذا الأمر إن حدث سيصعب أية محاولة اختطاف قادمة ويعقدها، وستبدأ الشروط من حيث انتهت الصفقة الأخيرة. وأضاف أن «الاحتلال يريد تشويه الصفقة، فالموافقة على مبدأ الإبعاد هو عبارة عن شرعنة للموضوع، وإعطاء ضوء أخضر لموضوع الإبعاد، فنحن نطالب بإعادة اللاجئين لا أن نزيد عدد المبعدين» قال الباحث المتخصص في شؤون الأسرى الفلسطينيين فؤاد الخفش إن المقاومة الفلسطينية تسير بخطى مدروسة وتتعامل بشكل ممتاز مع ملف الجندي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط. وقال الخفش في بيان له السبت: «إنه حتى الآن تحقق المقاومة نجاحا رائعا يزعج الاحتلال ويوضح مدى هشاشة جهاز المخابرات الصهيونية (الشاباك) الذي جند كل إمكانياته، واستخدم كل خبراته، في محاولة منه للوصول إلى مكان الجندي وتخليصه ولو جثة هامدة».