الكويت: زوجة العريس الأولى تسببت في كارثة حريق خيمة الأفراح

التحقيقات كشفت عن إقدامها على حرق الخيمة انتقاما من زواجه عليها

TT

أعلنت الجهات الأمنية الكويتية أمس، اعتقالها للمتسبب في حادث حريق خيمة الفرح بمدينة الجهراء، والذي راح ضحيته 44 امرأة وطفلا.

وبحسب بيان رسمي لوزارة الداخلية تناقلته وسائل الإعلام، فإن «رجال الأمن اعتقلوا الجاني في حريق خيمة العرس الذي وقع مساء السبت الماضي في منطقة العيون بمحافظة الجهراء» دون ذكر أي تفاصيل إضافية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن «المتهم بالتسبب في الحادث هي مواطنة كويتية في النصف الأول من عقدها الثاني، وأنها الزوجة الأولى للعريس، ولديها منه ابن وحيد يبلغ عاما واحد، وأنها أقدمت على فعلتها انتقاما من زوجها الذي قرر الزواج من أخرى وهي لا تزال على ذمته».

وكشفت المصادر أن «جهات التحقيق توصلت للمتهمة بعد أن أفادت إحدى العاملات الآسيويات عن إقدام المتهمة بسكب البنزين على طرف الخيمة، بعد نزولها من سيارة أجرة استقلتها للوصول إلى موقع خيمة الزفاف».

وبناء على التحقيق مع المتهمة وتقارير لجهات رسمية فإن «الحادث بدأ عندما قامت المتهمة بسكب مادة سريعة الاشتعال (بنزين) وأشعلتها على طرف الخيمة التي أقيمت بشكل مخالف لاشتراطات الأمن والسلامة، من ناحية طريقة النصب والمادة التي تتكون منها، إذ نصبت على الشارع المقابل لمنزل أهل العروس، واحتوت على مكونات بلاستيكية وأخرى قابلة للاشتعال، وتم ربط مدخلها بالمدخل الرئيس للمنزل، وهو ما أدى إلى أن يكون هناك مدخل واحد فقط متصل مع فناء المنزل الداخلي، وافتقادها لطفايات الحريق».

وأضافت المصادر التي نقلت لـ«الشرق الأوسط» فحوى التقرير الأولي لإحدى جهات التحقيق، أن «اشتعال النيران أدى إلى إحداث ماس في توصيلات الإضاءة قاد بدوره لقطع التيار الكهربائي، وهو ما أدى إلى إحداث ربكة داخل الخيمة بعد انقطاع التيار وانعدام الرؤية وارتفاع ألسنة النيران، لتتدافع النساء مع الأطفال ناحية الباب الوحيد الذي شهد مكانه أكثر عدد للإصابات المسجلة، وكذلك تعثر عدد من الحالات التي دهست بالأقدام، لينتهي الحادث على تسجيل حالات وفاة جراء الاحتراق وأخرى بسبب الاختناق، وبينها من اعتبر مفقودا لصعوبة التعرف على رفاته بسبب التفحم».

ومن جانبه، ثمن وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد جهود العاملين في مركز التعرف على ضحايا حريق خيمة العرس بمنطقة العيون في محافظة الجهراء، كما اطلع على تفاصيل الفحوصات للآثار المرفوعة من مكان الحريق لتحديد سبب وقوعه ومعرفة أسباب الوفيات.

وتطرق مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي أمس إلى «التفاصيل المتعلقة بجريمة حريق الجهراء، حيث استمع المجلس إلى تقرير وزير الداخلية الذي شرح فيه فحوى التحقيقات الأولية ودوافع الجريمة وتفاصيلها بعد أن تبين أنها تمت بفعل فاعل، كما قدم وزير الصحة تقريرا حول أوضاع المصابين في الحادث وتطور أوضاعهم الصحية، وأيضا عرض وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء توجهات عمل اللجنة العليا المكلفة بالوقوف على تفاصيل هذه الجريمة وملابساتها وتعامل الأجهزة المعنية معها ومراجعة الإجراءات القائمة في إقامة المناسبات في الأماكن العامة والخيم المؤقتة، ووضع الاشتراطات والضوابط التنظيمية الكفيلة بتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، وضمان تأمين كافة الاحتياطات وإجراءات الأمن والسلامة في إقامة المناسبات المختلفة ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في الالتزام بتلك الإجراءات».

يذكر أن مدينة الجهراء (شمال العاصمة) كانت قد شهدت مساء السبت الماضي حادثا مأساويا أدى إلى وفاة 44 امرأة وطفلا جراء اندلاع حريق في خيمة أفراح، وأعلنت وزارة الصحة وقتها أن عدد المصابين من الحادث بلغ 90 مصابا، تفاوتت إصاباتهم بين طفيفة ومتوسطة وشديدة، كما تم يوم أمس إخراج عدد كبير من المتعافين لتبقى الحالات الحرجة فقط داخل غرف العناية المركزة، بانتظار وصول فرق طبية متخصصة للوقوف على حالاتهم، فيما بينت إدارة الإطفاء أنها انتشلت 41 جثة من موقع الحادث حتى ساعات الفجر الأولى من يوم السبت الماضي.