أصيلة تناقش هموم الإعلاميات العربيات ودورهن في التحولات الديمقراطية

وزير الإعلام المغربي: الحرية والمسؤولية وجهان مختلفان لعملة واحدة.. وأساس بناء مجتمع ديمقراطي حداثي

TT

شكلت الأسئلة المرتبطة بحضور الإعلامية العربية في وسائل الإعلام المحلية والدولية، وتجربتها الإعلامية داخل وخارج أرض الوطن، ومساهمتها في التحولات الديمقراطية في الوطن العربي، أهم المحاور التي تركزت عليها مداخلات المشاركين في ندوة «الإعلاميات العربيات في وسائل الإعلام في الوطن العربي وفي الخارج»، آخر ندوات موسم أصيلة الثقافي الدولي، في دورته الحادية والثلاثين.

وسجل المشاركون، في جلسة افتتاح الندوة، التي انطلقت مساء أول من أمس أن الأسئلة التي يثيرها حضور المرأة العربية في قطاع الإعلام يتطلب المعالجة الموضوعية الهادئة، وعدم التهويل من السلبيات والمعوقات القائمة في البلدان العربية، بل وضعها في سياق التطور الطبيعي لمجتمعاتنا، من دون اختزال للظواهر والقفز فوق الحقائق، بدعوى الحداثة ومواكبة العصر.

واتفق المشاركون على أن حضور المرأة في قطاع الإعلام، سواء منه المسموع أو المرئي أو المكتوب، شكل قيمة مضافة في الحقل الإعلامي العربي، بشكل عام، منتقدين، في الوقت نفسه، حصر الإعلامية العربية في الصحافة النسائية ونوعية من البرامج الترفيهية أو الاجتماعية من دون تخصصات إعلامية أخرى ظلت حكرا على الرجل.

وشدد خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام) الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، على أن موضوع الندوة يتقاطع، اليوم، مع تساؤلات العالم العربي حول نفسه. وقال «لم يحصل في مسارنا التاريخي العربي أن طرحنا تساؤلات وجودية في مستوى العمق الكبير الذي تطرح به، اليوم».

وأكد الناصري أن إشكالية الديمقراطية وحرية التعبير تبقى مدخلا حضاريا لتلك القطيعة التي نحن بحاجة إليها، وذلك ارتباطا بمجموعة من الضوابط التي تؤطر الموضوع، حتى ندخل الحداثة من بابها الواسع. وتوسع الناصري في الحديث عن معالم التأطير المنهجي والنظري والسياسي، المرتبطة بهذا الموضوع، فقال إنها تتحدد في أربع قيم، هي الحرية والديمقراطية والحداثة والمسؤولية، مشددا على أن الحرية والمسؤولية هما وجهان مختلفان لعملة واحدة، هما أساس بناء مجتمع الديمقراطية والحداثة. وسجل الناصري نوعا من التطوير للمنظومة الإعلامية العربية، انطلق بوتيرة متفاوتة في هذا البلد أو ذاك، منبها إلى أن كل مجتمع يتطور وفق ما تفرزه آليات البناء الديمقراطي، الذي قال إنه كخيار يبقى أمرا محسوما فيه ولا تراجع عنه، وبالتالي سيكون مخطئا من يتوهم ذلك.

وتناولت الجزائرية جوهرة لكحل، مقدمة برامج في فضائية «ميدي آن سات» المغاربية، علاقة الجمال والمرأة بقطاع الإعلام، من خلال تفكيك جملة «كوني جميلة وصامتة»، مشيرة إلى أن التقدم في السن يحكم على المرأة بالتواري والعودة إلى الخلف، مع أن «التجاعيد»، تقول لكحل، هي مرادف للتجربة والخبرة، التي يمكن للمؤسسة الإعلامية أن تستفيد منها، مسجلة أن الإعلامية الأم وربة البيت لا تراعى وضعيتها في كثير من الأحيان.

وتحدثت المغربية سميرة زغيدر، مقدمة الأخبار في الفضائية «العربية»، عن تطور وضعية الإعلامية العربية، ومرورها من إبراز الجمال إلى إثبات الذات، الشيء الذي جعلها تقف ندا للرجل. وقارنت زغيدر بين النسب التي تمثلها الإعلاميات في الغرب وأفريقيا والعالم العربي، من بين العاملين في قطاع الإعلام، وهي نسب تبدو متفاوتة، تمثل 14 في المائة في أوروبا وأقل من 2 في المائة في أفريقيا و8 في المائة في العالم العربي.

ورأت زغيدر أن نظرة المجتمع الشرقي للمرأة العربية لا تساعدها على إثبات ذاتها وتأكيد مكانتها في قطاع الإعلام.