إيران تمنح الحرية المشروطة لكلوتيلد ريس.. وساركوزي يعمل على إطلاقها بالكامل

باريس تؤكد أنها أجرت اتصالات مع الأسد والمعلم بشأن الإفراج.. ووالد ريس يطمئنّ عليها تليفونيا

TT

منحت طهران الحرية المشروطة للشابة الفرنسية كلوتيلد ريس، التي أوقفت قبل ستة أسابيع في إيران، وجرت محاكمتها ضمن عشرات آخرين، بتهمة المشاركة في مظاهرات الاحتجاج التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، في بيان، أن فرنسا وافقت على دفع كفالة (300 ألف دولار) وعلى «إيواء» كلوتيلد ريس، البالغة من العمر 24 عاما، في السفارة الفرنسية في طهران إلى حين صدور الحكم بحقها. وأضاف أن الفتاة التي تعلّم الفرنسية في جامعة أصفهان «تبقى تحت المراقبة القضائية» الإيرانية، بعدما قضت 45 يوما في سجن بطهران.

وأعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية، لوك شاتيل، أمس، أن الرئيس، نيكولا ساركوزي، «ما زال يعمل» على التوصل إلى الإفراج الكامل عن الفرنسية كلوتيلد ريس «في أقرب وقت». وصرح شاتيل لإذاعة أوروبا الأولى: «ليس لدينا معلومات مفصلة حول موعد صدور الحكم، وبالطبع نأمل أن تحل هذه القضية في أقرب وقت ممكن، وما زال رئيس الجمهورية يعمل» على ذلك. وأضاف أن «الهدف الأخير لجميع الجهود التي نبذلها هو بالطبع الإفراج النهائي» عن كلوتيلد ريس، و«نأمل أن تتمكن من العودة إلى عائلتها وإلى فرنسا».

وكان إطلاق سراحها أولوية بنظر الدبلوماسية الفرنسية وسط الظروف الصعبة التي تحكم العلاقات بين فرنسا وإيران، على خلفية الملف النووي الإيراني، وتشكيك باريس في صحة إعادة انتخاب الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في انتخابات 12 يونيو (حزيران) الماضي. وطالب الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، مجددا «بوضع حد في أسرع وقت ممكن للإجراءات القضائية بحق كلوتيلد ريس»، إذ تعتبر باريس أنها بريئة ولا يمكن إدانتها بأي تهمة. وأقرت باريس بأنها طلبت مساعدة دول يمكن أن يكون لها «نفوذ» على إيران للتوصل إلى إطلاق سراح الفتاة، منوهة، بصورة خاصة، إلى سورية. وجاء في بيان صدر عن الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي «يشكر دول الاتحاد الأوروبي ودولا أخرى صديقة مثل سورية، على التضامن والدعم اللذين قدمتهما وتواصل تقديمهما لنا». وقالت باريس، أمس، إن المشاورات للإفراج المشروط عن الفرنسية كلوتيلد ريس في إيران شملت اتصالات مباشرة بين الرئيسين الفرنسي والسوري، نيكولا ساركوزي، وبشار الأسد. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، رومان نادال، إن «رئيس الجمهورية، والوزير برنار كوشنير، اتصلا بنظيريهما السوريين (بشار الأسد، ووليد المعلم) بشأن كلوتيلد ريس».

وسبق أن خصت فرنسا بالشكر سورية، الثلاثاء الماضي، عند إطلاق سراح نازك افشر، الموظفة الفرنسية الإيرانية في سفارتها في طهران، التي اعتقلت لمشاركتها، أيضا، في المظاهرات. وبحسب السلطات الفرنسية وأقرباء كلوتيلد ريس، فإن الفتاة بحالة جيدة. وأعلنت الرئاسة في بيانها أن ريس «بصحة جيدة، ومعنوياتها مرتفعة».

وقال والدها، ريمي ريس، الذي تحدث إلى ابنته هاتفيا بُعيد الإفراج عنها: «وجدتها في صحة جيدة وهي سعيدة جدا».

وأضاف: «إنها لحظة عظيمة بالنسبة لنا بعد شهر ونصف الشهر من الغياب. سنتمكن الآن من العمل على إطلاق سراحها نهائيا». وريس متهمة بالمشاركة في المظاهرات التي تلت إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد، وبجمع معلومات، و«تشجيع المشاغبين»، وفق القضاء الإيراني.

وكانت الفتاة، المولعة بالثقافة الفارسية، مثلت في الثامن من أغسطس (آب) أمام محكمة في طهران وأقرت خلال الجلسة أنها شاركت في المظاهرات، ورفعت تقريرا إلى معهد أبحاث مستقل تابع للقسم الثقافي في السفارة الفرنسية، على ما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، فيما اعتبر أقرباؤها، والحكومة الفرنسية، أن هذه الاعترافات «أمليت عليها».

وتم توقيف الشابة الفرنسية في مطار طهران في الأول من يوليو (تموز) فيما كانت تستعد للعودة إلى باريس مع انتهاء عقدها لتعليم الفرنسية في أصفهان، واحتجزت منذ ذلك الحين في سجن إيوين بطهران، الذي وصفه كوشنير بأنه «سجن لا يحتمل». وأكد كوشنير، أول من أمس، أن السلطات الفرنسية دفعت كفالة لم يكشف قيمتها. فيما أوضح ريمي ريس، في نهاية الأسبوع، أن الكفالة ترتفع إلى «مئات آلاف اليوروات». ونقلت وكالة «مهر» عن مدعي عام طهران حسين مرتضوي أمس أن الإفراج عن ريس تمّ بعد تسديد كفالة من 300 مليون تومان، أي نحو 300 ألف دولار. كذلك اضطرت نازك أفشر إلى دفع كفالة لقاء الإفراج عنها فرهنت شقتها في طهران من أجل ذلك.