دعوة رجال دين لعزل خامنئي تضع تحديا جديدا أمام المرشد الأعلى

وصفوه في خطاب من 11 صفحة بأنه ديكتاتور.. حوّل الحرس الثوري إلى «حرس شخصي»

TT

أصدرت مجموعة من رجال الدين الإيرانيين خطابا، غير موقع، يصفون فيه المرشد الأعلى بأنه ديكتاتور ويطالبون بتنحيته عن منصبه، ويعد هذا هو آخر وربما أقوى هجوم على شخصه حتى الوقت الحالي في إطار الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات (الرئاسية).

وعلى الرغم من أن أثر الخطاب، الذي نُشر في وقت متأخر من يوم السبت على مواقع إلكترونية معارضة، ربما تخف حدته بسبب عدم كتابة التوقيعات، يرى خبيران إيرانيان أنه صحيح. وكان نشر الخطاب في أعقاب هجوم لفظي غير عادي على المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي خلال الأيام الأخيرة. وخلال الأسبوع الماضي أصدرت مجموعة من المشرعين السابقين خطابا خاصا بهم يطرحون فيه تساؤلات حول صلاحيته في المنصب. وبعد يوم، دعا عضو في الهيئة المسؤول عن نزع الصلاحية عن آية الله خامنئي إلى «اجتماع طارئ» للتعامل مع الانتقادات. ولا تمثل الخطابات أي تهديد حقيقي إلى آية الله خامنئي، الذي تدين له الجهات الأمنية ومعظم النخبة السياسية بالولاء. وتعتمد المؤسسة الدينية بدرجة كبيرة عليه، ومن النادر أن يتجرأ أي عضو على تحديه مباشرة.

ولكن، يظهر الهجوم اللفظي عليه رفع ما كان محظورا بخصوص السلطة. وقد تراجعت مكانة آية الله خامنئي كحكم محايد وقائد إسلامي خلال الأسابيع التي تلت مباركته للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 12 يونيو (حزيران)، والتي يعتقد الكثير من الإيرانيين أنه شابها عمليات تزوير. وقد عززت الإجراءات الصارمة التي اتخذت ضد الاحتجاجات في الشوارع من الغضب الشعبي تجاه خامنئي. وفي الأيام الأخيرة، بدأت تظهر عبارة «الموت لخامنئي» على الحوائط، وهو أمر ما كان يمكن تخيل حدوثه قبل وقت قريب.

وفي خطابهم الذي جاء في إحدى عشرة صفحة، حمّل رجال الدين آية الله خامنئي المسؤولية عن أعمال العنف التي وقعت بعد الانتخابات والتي يعتقد أنه قتل خلالها عشرات من المواطنين، وربما أكثر. واتهموا خامنئي بتحويل الحرس الثوري إلى «حرس شخصي له والإعلام إلى أداة للدفاع والترويج له». وكتب رجال الدين أن الخوف من آية الله خامنئي، جعل من المستحيل كتابة توقيعاتهم: «هناك هذه الدكتاتورية، ولذا فعلينا كمدافعين عن الدين وقريبين من مسؤولين عامين أن نلتزم بالتقية».

وفي البداية، بدا بعض الخبراء في الشؤون الإيرانية متشككين في أصل الخطاب، ولكن قال رجل دين إيراني بارز وقالت مشرعة سابقة يوم الأحد، إنهما تحدثا إلى بعض ممن صاغوا هذا الخطاب، ولا شك لديهما في أنه صحيح. وقال رجل الدين، الذي قال إنه تحدث إلى كاتبي الخطاب، إن عددهم كبير منهم من قم وأصفهان ومشهد، حيث توجد المراجع الدينية الكبرى داخل إيران. وقال رجل الدين، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه لنفس الأسباب التي ساقها كاتبو الخطاب، إنه حاول إقناعهم بتوقيع الخطاب ولكنه فشل في ذلك.

ويقول رجل الدين: «الضغط على رجال الدين في قم أسوأ من الضغط على النشطاء، لأن المؤسسة تخشى من أنهم لو قالوا شيئا فإنهم يمكن أن يحولوا القطاعات العادية من المجتمع ضد النظام». وأشار كدليل إلى أن ثلاثة من رجال الدين البارزين من قم الذين كانوا أئمة في صلاة الجمعة منذ أعوام ولكن بعد أن أظهروا دعمهم لحركة المعارضة، غابوا خلال الأسابيع الماضية.

وقالت فاطمة حقيقتجو، المشرعة السابقة التي قالت إنها تحدثت إلى كاتبي الخطاب، إنها ترى الخطاب ذا أهمية لأنه يعطي أسبابا لفكرة أن آية الله خامنئي لم يعد مناسبا للحكم. وقالت حقيقتجو، وهي أكاديمية زائرة في جامعة ماساتشوسيتس داخل بوسطن: «في الواقع يدفع هذا الخطاب الحركة خطوة إلى الأمام، وهذه قضية حساسة جدا لأن انتقاد المرشد الأعلى كان أحد الخطوط الحمراء».

*خدمة «نيويورك تايمز»