مسؤول عراقي: لم نناقش استضافة الحوثيين.. لكن أطرافا غير رسمية بإمكانها أن تلعب دورا

قال لـ«الشرق الأوسط»: المقترح إيراني.. وقيادي في تنظيم الحكيم برره بأنه لإحراج اليمن

TT

أكد مصدر حكومي عراقي بارز أن طهران وراء مقترح عرضه قيادي بارز في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم، لاستضافة شخصيات يمنية من جماعة الحوثيين في العراق وان المقترح تم تبريره بأنه لـ«إحراج» السلطات اليمنية جراء استضافة بعثيين وضباط في النظام العراقي السابق. وقال المصدر الحكومي المطلع لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس إن همام حمودي، القيادي في المجلس الأعلى «طلب بالفعل استضافة شخصيات من الحوثيين في العراق ردا على استضافة اليمن لشخصيات عراقية».

وأضاف المصدر، الذي رفض نشر اسمه، قائلا «لقد تصورنا في البداية أن الأمر لا يتعدى الدعاية الانتخابية خاصة أن موسم الدعايات الانتخابية قادم، لكننا فوجئنا بجدية الطلب الذي تم تبريره بأن الهدف منه هو إحراج السلطات اليمنية التي تستضيف أكاديميين وضباطا سابقين وشخصيات بعثية من العراقيين».

وأضاف المصدر أن «إيران كانت وراء مثل هذا الطلب، لاسيما أن الحوثيين هم من المذهب الشيعي، وأنهم يتلقون دعما مباشرا من طهران»، مشيرا إلى أن «طهران التي يتلقى العلاج في أحد مستشفياتها عبد العزيز الحكيم، زعيم التنظيم الذي ينتمي إليه حمودي، والمعروف بعلاقاته (الحكيم) الوطيدة بإيران هي صاحبة مقترح استضافة شخصيات من الحوثيين الذين يشكلون الأقلية الشيعية في اليمن، في بغداد».

وأكد المصدر أن الحكومة العراقية لم تناقش هذا الموضوع ولم تطرحه في أي من اجتماعاتها لأنها غير معنية فيه، كما أن الموضوع لم يطرح عليها رسميا من قبل البرلمان».

وقال المصدر انه «من الغرابة في الوقت الحالي أن يتم طرح مثل هذا الاقتراح خاصة أن العراق يعيش مشاكل أمنية، كما أن بغداد تطالب الدول العربية بإرسال سفرائها إليها فكيف نضع العراقيل أمام الجهود الدبلوماسية من خلال إحراج الحكومة اليمنية».

وأفاد المصدر الحكومي قائلا إن «الحكومة العراقية قد تلعب دورا في مساعدة الحكومة اليمنية لحل أزمة الحوثيين وبواسطة أطراف غير حكومية (لم يسمها) وبصور غير رسمية»، مشيرا إلى أن الحكومة «لن تتورط في مثل هذه المواضيع».

من جهته، نفى رضا جواد تقي، مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، علمه بالمقترح، وقال «لم أسمع شيئا عن مقترح الشيخ همام حمودي»، وأضاف قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد «نحن منشغلون حاليا بتشكيل الائتلاف العراقي الموحد، ونحضر اجتماعات مطولة لتحقيق هذا الائتلاف، وأن حمودي هو خارج العراق، وأنا شخصيا لم أسمع منه هذا الطلب أو المقترح».

ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحديث من حمودي ليتم تأكيد أو نفي طلبه باستضافة شخصيات من الحوثيين اليمنيين في العراق لعدم وجوده داخل العراق، ولأن هاتفه الجوال مغلق.

وفي اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» مع الكاتب العراقي صلاح المختار، وهو بعثي وشغل منصب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الرسمية في زمن النظام السابق، والمقيم في اليمن، قال إن «من هم موجود من عراقيين في اليمن هم عبارة عن أساتذة جامعة وضباط وطيارين عراقيين»، نافيا وجود قياديين بعثيين أو مسؤولين حكوميين عراقيين سابقين»، مشيرا إلى أن «الحوثيين يتلقون دعما ومساعدات مالية من إيران».

وعبر عن اعتقاده بأن الحكومة اليمنية «لن تحرج باستضافة شخصيات من الحوثيين في العراق، بل أن هناك مكتبا للحوثيين أصلا في مدينة النجف»، كاشفا عن أن «الحكومة العراقية كانت قد طالبت بتسليم العراقيين الموجودين في اليمن وقوبل هذا الطلب بالرفض من قبل السلطات اليمنية».

واعتبر المختار مثل هذا المقترح «دليلا على عدم احترام الرأي الآخر وحرية الآخرين»، وقال «لماذا كانت المعارضة العراقية التي تحكم اليوم تعتبر وجودها في أي أرض من العالم مشروعا بينما تستنكر على العراقيين في اليمن إقامتهم بصورة طبيعية».