8 قراصنة خطفوا «اركتيك سي» بعدما أوهموا طاقمها بتعطل زورقهم

دبلوماسي روسي: تعمدنا نشر معلومات خاطئة لتأمين إغاثة السفينة

TT

كشف وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف أمس تفاصيل عملية اختطاف السفينة الروسية المفقودة منذ أسبوعين والعثور عليها على مقربة من شواطئ جزر الرأس الأخضر. وقال سيرديوكوف في تقرير قدمه إلى الرئيس ديمتري ميدفيديف إن المختطفين أربعة من مواطني إستونيا وروسيان ولاتفيان كانوا صعدوا إلى متن السفينة متذرعين بعطل أصاب محرك زورقهم المطاطي في المياه الإقليمية السويدية، ثم أرغموا أفراد طاقم السفينة تحت تهديد السلاح على تنفيذ أوامرهم بالتحرك صوب الشواطئ الأفريقية بعد تعطيل الأجهزة الملاحية للسفينة.

وكانت سفينة «اركتيك سي» التي ترفع علم مالطا أبحرت من فنلندا في 23 يوليو (تموز) الماضي متوجهة إلى الجزائر واختفت منذ 31 يوليو (تموز) حين كانت تعبر المانش. وقال الوزير سيرديوكوف: «اقترب زورق مطاطي في 24 يوليو (تموز) الماضي، في المياه الإقليمية السويدية من سفينة (اركتيك سي)، وفيه أربعة مواطنين إستونيين ولاتفيان وروسيان. صعد هؤلاء الأشخاص على متن السفينة، وأرغموا تحت تهديد السلاح الطاقم على تنفيذ جميع أوامرهم من دون أي اعتراض».

وأشار الوزير الروسي إلى التنسيق الجيد من جانب القوات الجوية وسفن البحرية الروسية مما ساهم في سرعة تحديد موقع السفينة المفقودة وتحريرها من دون إطلاق رصاصة واحدة، على حد قوله. وقال إن الفرقاطة «لادني» التابعة للأسطول الروسي وكذلك كل سفن البحرية الروسية في المحيط الأطلسي شاركت في عملية البحث عن السفينة المفقودة.

وكانت مصادر حلف شمال الأطلسي قد أشارت إلى تنسيق متبادل مع روسيا خلال عملية البحث عن السفينة المملوكة لشركة «سولتشار» الفنلندية، التي كانت تبحر تحت علم مالطا في اتجاه ميناء بجاية الجزائري محملة بشحنة من الأخشاب تقدر قيمتها بنحو مليوني دولار.

واعترف السفير الروسي لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روجوزين أنه جرى إعلان معلومات خاطئة متعمدة خلال الأيام الماضية لتأمين عملية إغاثة طاقم السفينة. وكشفت المصادر الروسية أن البحارة الروس ومختطفي السفينة موجودون على متن الفرقاطة «لادني» ويخضعون للتحقيقات التي تجرى حول كل ملابسات الحادث. ولم تتضح على الفور دوافع خطف السفينة. وذكر مكتب المدعي العام الروسي أنه في حال إدانة الخاطفين بالقرصنة البحرية، فإنهم قد يواجهون أحكاما بالسجن تصل إلى 20 سنة. ومع ذلك وجه أقارب أفراد طاقم السفينة ونقابة البحارة في روسيا انتقادات إلى سلطات موسكو بسبب عدم السماح لهم بلقاء طاقم السفينة بعد تحريره. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن يلينا زاريتسكايا زوجة قائد السفينة سيرجي زاريتسكي قولها: «حتى الآن سمعت فقط مجرد أنباء عن تحريرهم».

ونفت إدارة شركة «سولتشار» الفنلندية للشحن والمالكة للسفينة مجددا التقارير حول مطالبة الخاطفين بفدية. ووضع الخبراء نظريات مختلفة حول أسباب اختفاء السفينة، ومن بينها شكل قرصنة جديد أو تصفية حسابات بين المافيات أو تجارة مخدرات أو خلاف تجاري خرج عن السيطرة.

وعبر أحد الخبراء، وهو ميخائيل فويتنكو، محرر النشرة البحرية الروسية «سوفراخت»، عن دهشته لأن أي طلب للنجدة لم يرسل من السفينة عند مهاجمتها. وأوضح في مؤتمر صحافي أمس أن «كل السفن مجهزة بوسائل اتصال». ويتساءل الخبير قائلا: «كان على متن السفينة 15 هاتفا جوالا، وكانت في منطقة مشمولة بالتغطية، فكيف تمكن القراصنة من إيقاف كل هذه الأجهزة في لحظة؟!». وأشار إلى أن «القراصنة تمكنوا من عبور البحار الأوروبية من دون أن يرصدوا، وهذا لا يُعقل إن كان هؤلاء الأشخاص مجرد قراصنة». وتابع: «على الرغم من التحقيقات الجارية لن نعرف أبدا ما الذي جرى على متن تلك السفينة».