وزير الإعلام اليمني: تسامح الدولة نفد مع الحوثيين ومرجعيات إيرانية تدعمهم

أنباء عن تسلل المتمردين إلى مواقع حساسة في صعدة وتصاعد القصف الجوي والقتال على عدة جبهات وامر اعتقال بحق 55 قياديا حوثيا

TT

وصف وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي التطورات الراهنة في صعدة التي دخلت يومها السابع من المعارك مع الحوثيين بأنه سعي حثيث من القوات المسلحة وقوات الأمن من أجل تحقيق كافة المطالب الدستورية التي تضمنتها النقاط الـ6 التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا بتسليم المتمردين كامل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من يد الحوثيين والإخلاء التام لكافة المرتفعات التي يتواجدون فيها في بعض المديريات من محافظة صعدة. جاء ذلك بينما ذكرت مصادر رسمية يمنية أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قام بزيارة مفاجئة اليوم إلى الوحدات العسكرية في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، المجاورة للعاصمة صنعاء، وذلك للاطلاع على سير العمليات العسكرية في المديرية التي قطع فيها الحوثيون الطريق المؤدي إلى محافظة صعدة. وأرجعت المصادر قيام صالح بهذه الزيارة إلى محاولته رفع المعنويات لدى الجنود المقاتلين والاطمئنان على عدم توسيع الحوثيين رقعة الحرب جغرافيا باتجاه العاصمة صنعاء، كما حدث في الحرب الخامسة التي وصلت الاشتباكات فيها إلى منطقة بني حشيش، في محافظة صنعاء.

وقال الوزير اليمني في المؤتمر الصحافي الأسبوعي الذي عقده عقب الانعقاد الدوري لمجلس الوزراء أمس: لقد اتضحت أهداف المتمردين والمآرب الخبيثة بما تمثله من مس مباشر بسيادة الأرض والانقلاب على النظام الجمهوري عبر الأعمال العسكرية المباشرة ضد الدولة ومؤسساتها ومحاولة الحلول محلها في محافظة صعدة. وأضاف أن هذه الأمور جعلت الدولة ممثلة بالحكومة والقوات المسلحة تقف أمام مسؤولياتها تجاه ما يجري من تخريب وعصيان مسلح من قبل الحوثيين، مؤكدا أنه لا حديث الآن في هذه الأمور إلا لأمر واحد وهو تلبية المتطلبات الـ6 التي يفرضها الدستور وإنهاء التكوينات والجماعات والعصابات العسكرية في صعدة، باعتبار ذلك خروجا على الدستور والقوانين النافذة وما يفرضه الشرع بالامتثال للنظام ورفض الوقوع في عمليات الفساد في الأرض.

وقال إن تسامح الدولة والحكومة قد نفد بعد عام كامل من دعوة المتمردين للعدول عن التمرد. وحول موقف اليمن من بعض القنوات الفضائية مثل قناتي الكوثر والعالم وإذاعة طهران قال الوزير اللوزي إن هذه الوسائل الإعلامية ترتكب جرائم بتدخلها في الشأن اليمني الداخلي، معتبرا أن لها حسابات خاصة بها أو بالدول المسؤولة عنها، ملمحا إلى أن هناك مرجعيات في إيران تحاول أن تتدخل في الأمور الخاصة باليمن داخليا بالدعم المالي والسياسي والمتمردين في صعدة ومثل هذه الأعمال التخريبية توجه إلى صدر الأمن والاستقرار في اليمن. وقال وزير الإعلام اليمني، إن اليمن وجه تنبيها إلى إيران بشأن التغطيات الإعلامية لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية لتطورات الأحداث في محافظة صعدة اليمنية التي تشهد حربا بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثيين الشيعة. ورغم أن اللوزي لم يذكر بالاسم السفير الذي استدعته الخارجية اليمنية ووجهت إليه التنبيه، فإنه من المعروف أن وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي التقى الأول من أمس السفير الإيراني في صنعاء، وذلك في أعقاب بث إذاعة طهران الرسمية خبرا عن مشاركة الطيران السعودي في قصف مواقع الحوثيين الشيعة.

وردا على أسئلة الصحافيين في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، تحدث وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية، حول مصادر تمويل الحوثيين، وقال إن مثل هذا الأمر «تكشفه الآن بعض الوسائل الإعلامية المتورطة وبخاصة قنوات تلفزيونية مثل قناة العالم وقناة الكوثر ونعرف من يمول هاتين القناتين وإذاعة طهران للأسف الشديد».

وكان مصدر إعلامي رسمي لم يكشف عن اسمه، عبر عن أسفه الشديد «لما أبداه الإعلام الرسمي الإيراني من تدخلات مشبوهة في الشأن الداخلي اليمني، وتحوله إلى منبر لأبواق عناصر التخريب والإرهاب الحوثية في صعدة». واعتبر المصدر أسلوب تعامل وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مع قضايا اليمن الداخلية «يثير الكثير من علامات الاستفهام حول موقف تلك الوسائل من الأعمال التخريبية والإرهابية».

ونفى المصدر ما أورده الإعلام الإيراني الرسمي عن مشاركة ضباط عراقيين في الحرب في صعدة وتعقب الحوثيين في صعدة، وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية «تمتلك الكوادر والإمكانات التي تمكنها من أداء واجبها على أكمل وجه».

ودعا المصدر اليمني الإعلام الإيراني الرسمي إلى «الالتفات إلى القضايا والمشاكل الداخلية التي تعاني منها إيران، بدلا من الالتهاء بالدفاع عن المتمردين الخارجين على النظام والقانون، وتبني الخطابات التحريضية ضد المؤسسات الدستورية في اليمن».

ومضى المصدر ليؤكد أن اللغة التي تعاملت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية والتي وصفها بـ «التحريضية والعدائية»، تكشف عن وجود «أجندة مشبوهة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن». معربا عن استغرابه لتلك «الهجمة الإعلامية من وسائل الإعلام الإيرانية ضد اليمن، وخاصة عندما قامت بأداء واجبها المنصوص عليه في الدستور والقانون وهو حماية المواطنين وممتلكاتهم من اعتداءات المتمردين وإحلال الأمن والاستقرار». وطالب المصدر وسائل الإعلام الإيرانية بالرجوع إلى «الأحداث الدموية التي شهدتها إيران على خلفية الانتخابات الرئاسية وموقف المؤسسات الإيرانية المختلفة من تناولات الإعلام لتلك القضية والاعتبار من ذلك». وكنوع من السخرية من موقف الإعلام الإيراني إزاء أحداث صعدة، ذكر المصدر اليمني المثل العربي المعروف الذي يقول «من كان بيته من زجاج فلا يرمي بيوت الآخرين بالحجر».

وعلى صعيد الحرب الدائرة في العديد من المحاور في صعدة قالت مصادر إن الحوثيين تسللوا فجر أمس إلى مدينة صعدة مستهدفين بعض المواقع الحساسة في المدينة مثل القصر الجمهوري ومعسكر الأمن المركزي ومكتب الجوازات. وقالت المصادر إن قوات الجيش تصدت للحوثيين ونجم عن ذلك مقتل وجرح عدد من المهاجمين المسلحين وجرح 8 من القوات المسلحة.

فيما نفى مدير الأمن العام في محافظة صعدة العميد حميد الخراشي حدوث هذه الاشتباكات مع الحوثيين في مدينة صعدة بين القوات المسلحة ومتسللين من الحوثيين، وقال إن هذه المعلومات التي تم بثها من بعض المواقع الإخبارية غير صحيحة. وأكد استقرار الوضع في المدينة بينما المواجهات الحالية جارية بين القوات المسلحة وقوات الأمن وبين الحوثيين بعيدا عن المدينة، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن ضبطت مجاميع كبيرة من الحوثيين في غضون الأيام الماضية في مدينة صعدة والملاحيظ والمهاذير ومناطق أخرى لم يكشف عنها العميد الخراشي. وتوقعت المصادر أن يشن الجيش هجوما كبيرا وكاسحا على الحوثيين في مدينة سفيان وأكدت المصادر المحلية لـ«الشرق الأوسط» تواصل القصف المدفعي والصاروخي من قوات الجيش على الحوثيين في مناطق المهاذير وحيدان وعريمة والملاوي ووادي حوط وجبل عريج وأفشلت القوات الحكومية للحوثيين هجوما شنوه في منطقة السبيل الواقع إلى الشرق من منطقة الطلح وفي منطقة أل مطيع. فيما أكدت مصادر محلية تواصل القصف الجوي لمراكز الحوثيين وتحديدا في منطقة مطره والنقعة، مشيرة إلى أكثر من 30 طلعة جوية نفذها الطيران العسكري على مطره والنقعة اللتين تعتبران من المناطق الإستراتيجية لدى الحوثيين. وطلبت وزارة الداخلية اليمنية من النائب العام الدكتور عبد الله العلفي إصدار أمر قهري باعتقال 55 قياديا من الحوثيين في صعدة وفي مدن أخرى من اليمن بعد قيام هذا العدد من القيادات الحوثية وفقا للطلب الأمني بالتمرد المسلح والخروج على النظام والقانون واختطاف وقتل المواطنين الأبرياء ومن أبرز المطلوبين بدر الدين أمير الدين الحوثي ونجله عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثيين، عبد الله عيضة الرزامي، محمد بدر الدين الحوثي، صالح أحمد هبره الذي وقع مع الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس علي صالح اتفاق الدوحة, واصدر النائب العام امرا بالقبض عليهم.

وفي أول رد فعل للحوثيين على مطالبة الداخلية بإلقاء القبض القهري على قادتهم، قال محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم عبد الملك الحوثي، إنهم يعتبرون ذلك تصعيدا. وأضاف في تصريحات خاصة لـ «الشرق الأوسط» أن القرار والقائمة «غباء سياسي»، على حد وصفه، واستهداف «لكبار مراجع وعلماء الزيدية في اليمن» وأنه إجراء يدل على أن «النظام وصل إلى مرحلة الهستريا في التعامل مع قضية صعدة».

وذكر عبد السلام أن «المجتمع اليمني يرفض استهداف مراجعه وعلمائه الكبار أمثال المرجع الزيدي المعروف بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، والعلامة أحمد صلاح الهادي»، وأن هذه القائمة «استهداف للفكر والثقافة والعلم الذي يتميز به الإنسان اليمني». قائمة القيادات الحوثية المطلوبة للداخلية اليمنية 1. بدر الدين أمير الدين الحوثي 2. أحمد صلاح الهادي 3. عبد الرحمن قاسم مشحم 4. عبد الملك بدر الدين الحوثي 5. عبد الله عيضه الرزامي 6. أمين حسن المؤيد 7. قاسم بن قاسم الحمران 8. محمد بدر الدين أمير الدين الحوثي 9. يحيى قاسم أحمد أبو عواضه 10. صالح أحمد هبره 11. ضيف الله قاسم الشامي 12. يوسف عبد الله الغيشي 13. ماجد على عبد الله المطري 14. محسن صالح الحمزي 15. أحمد يحيى محمد حامد 16. يوسف أحسن إسماعيل المداني 17. عبد الله يحيى خاطر 18. حسن حمود عثاية 19. سلمان أحمد حسن العياني 20. أحمد صالح هندي دغسان 21. يحيى علي يحيى محسن فوفع 22. صالح أحمد فاضل 23. حمد ضيف الله فارس عران 24. مهدي علي شوبان 25. عبد الله يحيى الحاكم 26. علي محمد محمد المؤيد 27. أحمد حسين سالم سارحه 28. حسين محمد علي الغيلي 29. صالح مسفر فرحان 30. عبد الله يحيى أحسن مجلي 31. محمد علي محمد العجري 32. محمد عبد الله عامر العزي 33. أحمد علي حسين العامري 34. أحمد جابر سريع 35. أحمد علي قاسم الخطيب 36. جار الله محمد إسماعيل 37. علي حسين عبد الكريم القاسمي 38. سالم عيظه جبل 39. عبد اللطيف حمود المهدي 40. صالح علي الصماد 41. يحيى ناصر اليوسفي 42. أحمد ناصر البعدان 43. حسين علي دعه 44. عبد المحسن قاسم طاؤوس 45. هزمل علي هزمل شذابه 46. طه أحسن إسماعيل المداني 47. عبد الله محمد الهطف الحمزي 48. يوسف محمد عبد الله دهما 49. نجيب الكشري 50. حسين يحيى أحمد حنش 51. صالح محمد علي رهمه 52. العصر علي منصر الكعبي 53. عبد الباسط علي أحمد الهادي 54. أحمد قاسم القاسمي 55. عبد الاله يحيى قاسم الحسني