زعيم في الحزب الجمهوري الأميركي يتظاهر تحت لافتة: باراك حسين أوباما عنصري ويكره اليهود

اشتباكات بين مؤيدي الاستيطان ومعارضيه في القدس المحتلة

TT

تحت العنوان الجارح، الذي يصل إلى حد التحريض الدموي، «باراك حسين أوباما عنصري ولاسامي ويكره اليهود»، تظاهرت مجموعة كبيرة من نشطاء اليمين المتطرف في إسرائيل مساندة لأحد قادة الحزب الجمهوري الأميركي، مايك هاكبي، في تصريحاته ضد أوباما وتضامنه مع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فيما تصدت لهم مجموعة من نشطاء حركة «السلام الآن». وجرى ذلك في الليلة قبل الماضية، حين وصل هاكبي إلى مبنى فندق شيبرد في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة، الذي زعم المستوطنون أنهم اشتروه بتعاقد رسمي من أصحابه الفلسطينيين ورافقتهم الشرطة الإسرائيلية في الشهر الماضي في احتلاله بعد أن طردت سكانه الفلسطينيين، البالغ عددهم 53 نفسا. وأقام المستوطنون حفل عشاء تكريما للمسؤول الأميركي، واعتبروه ضيفا رفيع المستوى وصاحب أهمية كبرى. فهو أولا كان حاكم ولاية. وتنافس مع جون ماكين على رئاسة الحزب الجمهوري وبدا منافسا قويا له لكنه هزم. ومنذ ذلك الوقت وهو يقدم برنامج حوار إخباري في قناة التلفزيون الإخبارية الأميركية «فوكس نيوز». وحسب مصادر سياسية في إسرائيل، فإن هاكبي أخبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون، لدى لقائهما في نهاية الأسبوع بأنه ينوي ترشيح نفسه من جديد لرئاسة الولايات المتحدة باسم الحزب الجمهوري لينافس أوباما في انتخابات 2013. وكان هاكبي قد جاء خصيصا إلى إسرائيل للتضامن مع حكومتها ومع المستوطنين في مواجهة الضغوط الأميركية لتجميد البناء الاستيطاني. واستضافته حركة «عطيرت كوهنيم»، المتطرفة التي تقود حملات تهويد القدس العربية المحتلة منذ أكثر من ثلاثين سنة. ونظمت له جولة واسعة في المستوطنات المحيطة بالقدس. وكان طلبه الوحيد أن لا يشاهده صحافيون وهو يقف إلى جانب الجدار العازل، الذي بنته إسرائيل حول الضفة الغربية. وقال إنه لا يحب هذا الجدار لأنه يذكره بالفصل العنصري ضد السود في الولايات المتحدة قديما؟ إلا أن مضيفيه لم يستطيعوا تحقيق طلبه، خصوصا عندما زار حيا استيطانيا جديدا على طرف بلدة أبو ديس في الجنوب الشرقي من القدس، حيث إن هذه البلدة محاطة بالجدار العازل من كل جانب.

وهاجم هاكبي خلال جولته أوباما، وقال إنه «زاد العيار» في إصراره على مطلب تجميد البناء الاستيطاني في الضفة والقدس. وتساءل: «هل يلاحظ هذا الرئيس أنه يعطي للموضوع أضعاف حجمه وأنه يتعامل على أساس أن سكن بعض العائلات اليهودية في الضفة أو القدس أهم من التسلح النووي في إيران؟». وأردف: «ليس من حق أحد أن يمنع اليهود من السكن في القدس. فالله اختارهم من دون الشعوب كشعب الله، وهذا لا يقوله اليهود فحسب بل تعترف به المسيحية ويعترف به الإسلام. فبأي حق نمارس هذه الضغوط عليهم حتى يتركوا بيوتهم على الأرض التي منحها الله لهم».

وفي الوقت الذي وصل فيه هاكبي إلى حي الشيخ جراح، محروسا من عشرات رجال الشرطة والمخابرات، استقبله أربعة أعضاء كنيست من نواب اليمين المتطرف، هم: تسيبي حوتوبيلي من «الليكود» وديفيد روتم من «إسرائيل بيتنا»، وهما حزبان رئيسيان في الائتلاف الحكومي، وأوري أرئيل وميخائيل بن آري من حزب الاتحاد القومي اليميني المعارض. وتظاهر أمام المبنى عشرات النشطاء من اليمين المتطرف الذين رفعوا صورة مركبة لأوباما، وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية، كتب تحتها: «أوباما عنصري، يمنع بناء بيوت لليهود» و«باراك حسين أوباما لاسامي وكاره لليهود»، مع التشديد على كلمة حسين.

وهرع إلى المكان عشرات النشطاء من حركة «السلام الآن» وفي مقدمتهم رئيس الحركة، ياريف أوفنهايمر، الذي اعتبر نشاط هاكبي معاديا لليهود والعرب في المنطقة «فهو ومن معه من اليمين يحاولون عرقلة تنفيذ مشروع تقسيم القدس والبلاد كلها ما بين العرب واليهود، يريدها دولة واحدة لليهود والعرب لتتحول إلى دولة أبرتهايد يغرق فيها الشعبان بالدم. إن من يريد مساعدة شعبي هذه البلاد على صنع السلام عليه أن يعمل على التقسيم العادل، فالقدس مقدسة ليس فقط لليهود بل أيضا للعرب، مسلمين ومسيحيين». واشتبك المتظاهرون من الطرفين وفصلت الشرطة بينهما. وراح المتظاهرون من أنصار السلام اليهود يهتفون في وجه هاكبي: «عد إلى بيتك».