مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: نضع آليات لمنع الإرهابيين من استغلال المناطق المتنازع عليها

إثر اقتراح أوديرنو بتشكيل قوات ثلاثية أميركية ـ عراقية ـ كردية مشتركة

TT

حرصت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس على عدم الإفصاح عن كامل الخطط التي تنوي تنفيذها في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان التي بدأت الولايات المتحدة تخشى من أن تكون أخطر نقطة تماس في البلاد. وبعد أن أعلن قائد القوات الأميركية الجنرال راي أوديرنو إمكانية إرسال قوة مكونة من قوات أميركية وعراقية وقوات أمن كردية في مناطق التماس، قال ناطق باسم البنتاغون لـ«الشرق الأوسط»: «ما زلنا في مرحلة النقاش الأولية ولا أريد أن أتكهن بالفترة التي ستستغرقها هذه العملية». وشرح الناطق باسم البنتاغون أن وزراء الداخلية والدفاع العراقيين ووزير الداخلية لحكومة إقليم كردستان وقائد قوات البيشمركة شاركوا في النقاشات الأولوية التي أجراها أوديرنو الأحد الماضي. وأوضح الناطق باسم البنتاغون أن ما يتصوره أوديرنو هو «آلية مشتركة ومؤقتة تشمل قوات أمن عراقية وقوات أميركية وقوات بيشمركة لمنع الإرهابيين من استغلال المناطق المتنازع عليها»، مشددا على أن «المبادرة المؤقتة هي إجراء لبناء الثقة من أجل التقدم ولن تؤثر على انسحاب القوات الأميركية بشكل مسؤول من العراق. ونحن ملتزمون بشكل كامل بتطبيق الاتفاقية الأمنية». وامتنع الناطق عن الخوض في التفاصيل القانونية للسماح بقوات أميركية للانتشار في مناطق مدنية عراقية بعد سحبها رسميا في 30 يونيو (حزيران) الماضي، مكتفيا بالقول إن «أي انتشار مؤقت محتمل في المناطق المتنازع عليها شمال العراق يجب أن يحصل على موافقة الحكومة العراقية وبالتنسيق معها، وستكون متماشية مع جميع بنود الاتفاقية الأمنية». ولم تحصل «الشرق الأوسط» على رد على استفساراتها من القوات الأميركية المتمركزة في العراق. وكرر الناطق أنه من المبكر الخوض في هذه التفاصيل؛ إذ ما زالت القوات الأميركية تتحاور مع المسؤولين العراقيين حول هذه الآلية، لكنه أضاف أن «المشاورات خطوة أولية مهمة تجاه خلق حوار مفيد حول القضايا الأساسية لتحديد إطار أمني مشترك لحدود المناطق المتنازع عليها». وقد شكلت لجنة حول هذه المسألة تشمل ممثلين من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان والقوات الأميركية، على أن يقدموا مقترحات حول هذه الآلية وطريقة قيادتها قريبا. وتشدد القوات الأميركية على أن «الهدف الأول والأهم هو حماية العراقيين في المناطق المتنازع عليها»، إلا أنها تخشى أيضا من نزاع مسلح بين القوات العراقية الوطنية وقوات إقليم كردستان. وكان الميجور جنرال روبرت كاسلين، قائد القوات المتعددة الجنسية لشمال العراق، قد صرح الأسبوع الماضي بأن «القضايا الكردية ـ العربية والتوتر الموجود ربما يكون أكبر وأخطر المناطق في كل العراق، وقد تؤدي إلى مواجهة إثنية بقوة قاتلة بين الأكراد والعرب». وقد تحدث كاسلين، الذي تعتبر محافظات صلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك وأربيل ودهوك والسليمانية مناطق إشرافه، عن ضرورة «محاولة إشراك قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي»، مشيرا إلى أنه يعمل مع الطرفين وعادة ما يجمعهم في عمليات محددة، لكنه بحاجة إلى «مساعدة كبار المسؤولين في بغداد وأربيل في هذه القضية». وهذا ما يعمل على تطبيقه أوديرنو الآن.