وفاة رئيس كوريا الجنوبية السابق.. واضع سياسة «الشمس المشرقة»

حائز نوبل للسلام بسبب جهوده لتحقيق تقارب مع كوريا الشمالية الشيوعية

زوجة رئيس كوريا الجنوبية السابق المتوفى تمسح دموعها في مراسم دفن زوجها في سيول أمس (أ.ب)
TT

توفي أمس الرئيس الكوري الجنوبي السابق، كيم داي جونغ، عن عمر 85 عاما، وهو شخصية بارزة في كفاح كوريا الجنوبية من أجل الديمقراطية، وفائز بجائزة نوبل للسلام لسعيه للتقارب مع كوريا الشمالية الشيوعية. وأكد مسؤول بمستشفى في سول، حيث كان الرئيس السابق يعالج من الالتهاب الرئوي، نبأ الوفاة. وقالت تقارير إعلامية إنه توفي بأزمة قلبية.

وفي عامه الأخير، شهد كيم جهوده تنهار، حيث عادت علاقات بلاده مع كوريا الشمالية للجمود في عهد الرئيس الكوري الجنوبي الحالي المحافظ لي ميونج باك. وانتخب كيم السجين السياسي السابق رئيسا لكوريا الجنوبية في كانون الأول (ديسمبر) عام 1997، لتشهد البلاد لأول مرة انتقال للسلطة من رئيس ينتمي للحزب الحاكم إلى رئيس من المعارضة. وعلى الصعيد الدولي، فان أكثر ما يتذكره العالم لكيم هو مشهد مصافحته للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل، ولقائه بالأحضان في أول اجتماع قمة بين زعيمي البلدين في شبه الجزيرة المقسمة في يونيو (حزيران) عام 2000. وكان ذلك الاجتماع تتويجا لسياسة «الشمس المشرقة»، التي فاز كيم بسببها بجائزة نوبل، التي كانت تقوم على دفع كوريا الشمالية قدما بوعود بتقديم محفزات، وتقليل التوتر الناجم عن جهود الوحدة، وذلك من خلال التكامل الاقتصادي. ولكن ما جعل نجم كيم يصعد على الصعيد الداخلي، هو كفاحه الطويل ضد الزعماء المستبدين الأوائل لكوريا الجنوبية، وهو ما جعل اسمه يتردد في كل منزل كمصدر الهام للأجيال التالية. وقال الرئيس الكوري الجنوبي الحالي، لي ميونغ باك، في بيان أمس: «فقدنا زعيما سياسيا كبيرا اليوم». وأضاف، أن «الشعب سيذكر دائما انجازاته وتطلعاته لإحلال الديمقراطية والمصالحة بين الكوريتين». وكيم المولود لأسرة فقيرة في جزيرة صغيرة على الساحل الجنوبي الغربي لكوريا في 1924، بدأ نشاطه السياسي مطلع الخمسينات وانتخب عضوا في البرلمان في 1961. وفي عام 1971 في سن الخمسة والأربعين، هزم بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية أمام بارك شونغ هي، العسكري الذي استبد بالحكم.

وبعد سنتين خطفه جهاز مكافحة التجسس الكوري الجنوبي في طوكيو، حيث لجأ بعدما فرض الرئيس بارك حالة الطوارئ. وقد نقل إلى كوريا الجنوبية وسجن أو وضع في الإقامة الجبرية حتى اغتيال بارك في 1979. واستولت مجموعة عسكرية بقيادة الجنرال شون دو هوان على السلطة بسرعة، وأوقفت كيم وحكمت عليه بالإعدام بتهمة العصيان. لكن الضغط الدولي سمح بالإفراج عنه بعد سنتين ونصف السنة في السجن، وغادر البلاد ليقيم في الولايات المتحدة. وفي 1985، عاد إلى بلده للمشاركة في تظاهرات تطالب بالديمقراطية أجبرت الحكومة على تبني إصلاحات وإجراء انتخابات مباشرة. وفي 1998 فاز في الانتخابات الرئاسية وبدأ سياسة انفتاح حيال كوريا الشمالية.

وقال الحزب الوطني الكبير المحافظ، الحاكم في كوريا الجنوبية، إن «البلاد فقدت اليوم احد قادتها الكبار». من جهته، أكد الحزب الديمقراطي، اكبر أحزاب المعارضة أن «الرئيس السابق كيم كرّس كل حياته للديمقراطية وحقوق الإنسان وتطوير العلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية».