الموت يغيب أحد أشهر الصحافيين اليمينيين الأميركيين

نوفاك هز واشنطن بعد كشفه هوية مسؤولة الـ«سي آي إيه» بلايم

TT

أعلنت عائلة الصحافي اليميني الأميركي الشهير روبرت نوفاك وفاته أمس بعد عام من إصابته بمرض السرطان، لتنتهي سيرة أبرز الوجوه الإعلامية الأميركية الذي عرف بـ«أمير الظلام». ونوفاك كان بارزا في الإعلام المرئي والمكتوب، فمن جهة اشتهر من خلال عمله في قناة «سي إن إن» على مدار 25 عاما، من 1980، سنة تأسيس القناة، وحتى 2005 بعد صدام علني على برنامج «كروسفاير»، ومن جهة أخرى كان يكتب أكثر مقالات الرأي نفوذا في واشنطن تحت عنوان «التقرير الداخلي».

وسارعت وسائل الإعلام الأميركية، التي عمل مع العديد منها من وكالة أنباء «أسوشييتد بريس» إلى صحيفة «وول ستريت جورنال»، إلى نعي نوفاك الذي كان من أركان الإعلام الأميركي وأبرز من كان يعرف ماذا يدور في واشنطن وخاصة في الأوساط المحافظة. وتوفي نوفاك وعمره 78 عاما، في منزله في العاصمة الأميركية، بعد عام من تقاعده إثر صراع مع المرض الخبيث. وفي عام 2007، عبر نوفاك عن حزنه من أن عند كتابة مقالات النعي عنه، سيركز الإعلام على دوره في كشف هوية مسؤولة في الـ«سي آي إيه» فالري بلايم، بدلا من عمله الطويل و«قصص أكثر أهمية» بحسب رأيه. وقال نوفاك في مقابلة تلفزيونية: «إنها قصة قليلة الأهمية مقارنة مع بعض القصص الكبيرة التي حصلت عليها.. ولكنها ستكون العنوان في نعيي ولا أستطع أن أفعل شيئا». وهز مقال نوفاك الذي نشر يوم 14 يوليو (تموز) عام 2003 واشنطن بعد أن قال إن فالري بلايم هي عميلة للـ«سي آي إيه» بعد أن سربت وزارة الدفاع المعلومة له ضمن صراع إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش مع زوجها السفير روبرت ويلسون المنتقد لسياسة بوش وحرب العراق. وأدت هذه القضية إلى حبس مدير مكتب نائب الرئيس الأميركي حينها ديك تشيني، لويس سكوتر ليبي، بتهمة الكذب ومنع العدالة، وعلى الرغم من أن نوفاك تعاون مع المدعي الخاص ولم توجه له تهم فإنه عانى من انتقادات واسعة في الأوساط الإعلامية. وكان نوفاك قد عمل منذ صغره في الإعلام، فالتحق بأول صحيفة في مدرسته الثانوية عام 1948 وعمل مراسلا لسنوات طويلة قبل أن يصبح من أبرز وأنشط المعلقين الإعلاميين وأشد المدافعين عن السياسات اليمينية والمحافظة في الولايات المتحدة. وكان أصدقاء نوفاك ينادونه بـ«أمير الظلام» بسبب تطلعاته المتشائمة، ليتخذ نوفاك الاسم نفسه عنوانا لكتاب سيرته الذاتية عام 2007.

ودافع في مذكراته عن ما حصل مع بلايم، قائلا إن الهدف من كشف هويتها كان لبحث الأسباب وراء إرسال ويلسون في مهمة تدعمها الـ«سي آي إيه» حول برنامج الرئيس العراقي السابق صدام حسين النووي. وأكد أن نائب وزير الدفاع الأميركي حينها ريتشارد ارميتاج كشف هوية بلايم له، ليؤكدها لاحقا مساعد بوش حينها كارل روف.