الجيش الأميركي يتجه لإطلاق عناصر «عصائب أهل الحق».. دعما للعملية السياسية

رغم اعتقاده بمسؤوليتهم عن مقتل الكثير من جنوده

TT

صرح قائد الجيش الأميركي في العراق، الجنرال راي أوديرنو، أول من أمس، أنه سيتم الإفراج عن المزيد من أعضاء ميليشيا شيعية متطرفة تحتجزهم الولايات المتحدة، على الرغم من أن الجيش ما زال يعتقد بأنهم مسؤولون عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل أميركيين.

وكانت تلك السياسة غير متوقعة من قبل، حيث امتلأت مراكز الاعتقال الأميركية بالمشتبه بهم في تنفيذ الهجمات. وهي تؤكد حاليا على مدى تراجع المصالح الأميركية، في الوقت الذي يبدأ فيه الجيش بالانسحاب، أمام المصالح العراقية، فقد حصل رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، على وعد بأن جماعة عصائب أهل الحق ستنبذ الهجمات التي تستهدف العراقيين في مقابل الإفراج عن أعضائها من مراكز الاعتقال الأميركية.

وقد تم الإفراج عن خمس شخصيات بارزة في «عصائب أهل الحق» حتى الآن. ومن بينهم قائد الجماعة، ليث الخزعلي، الذي يعد المخطط لكمين أسفر عن مقتل خمسة جنود أميركيين في كربلاء عام 2007، وقتل أربعة بدم بارد بعد أسرهم. وصرح سلام المالكي المتحدث باسم الجماعة عبر الهاتف، أول من أمس، بأن رئيس الوزراء وعد بالإفراج عن جميع الأعضاء المحتجزين والبالغ عددهم من 300 إلى 400. وفي المقابل، قال إن جماعته وعدت بتنفيذ هدنة في قتالها مع الأميركيين.

وأكد الجنرال أوديرنو أن «أي شخص يده ملطخة بالدماء سيحاكم في محاكم العراقية»، وأقر بأنه لم يحاكَم حتى الآن أي من عناصر المجموعة. وأشار الجنرال إلى أن الاتفاق بشأن الإفراج عن عناصر الجماعة كان ضروريا من أجل السياسة العراقية. وقال: «إن ذلك مهم من أجل المصالحة. ونعتقد أن (عصائب أهل الحق) قد اتخذت الخطوات الأولى للتصالح مع الحكومة العراقية». ولم يغير المسؤولون الأميركيون رأيهم في مسؤولية الجماعة عن الهجمات التي أسفرت عن مقتل أميركيين. وقال الجنرال: «من جديد، يجب أن يكون لدينا دليل. وتوجد معلومات عن وجود دليل، ولكن.. هذان أمران مختلفان تماما».

وتتكون «عصائب أهل الحق» من مجموعة منشقة من أتباع سابقين لرجل الدين مقتدى الصدر. وعندما أمر الصدر أتباعه بوضع أسلحتهم، كانت «العصائب» من بين أكبر «الجماعات الخاصة»، التي تحظى بتأييد من إيران، والتي تحدته واستمرت في القتال.

ومن بين المفرج عنهم حديثا، علي فيصل اللامي، المدير العام السابق لهيئة اجتثاث حزب البعث في العراق. وقد احتجزه الجيش لما يقرب من عام، بعد اتهامه بتدبير تفجير أسفر عن مقتل موظفين في السفارة الأميركية، وجنديين أميركيين، وستة عراقيين في اجتماع المجلس المحلي في بغداد العام الماضي. وبسؤاله عما إذا كان سيتم الإفراج عن جميع مسلحي «العصائب»، قال الجنرال أوديرنو: «إننا في طريقنا للإفراج عن الكثير من المعتقلين». وأضاف أنه ما زال هناك 9500 محتجز في كامب بوكا الأميركي العسكري، حيث يحتجز معظم معتقلي (العصائب)، ومن المقرر غلق المعسكر في 15 سبتمبر (أيلول)».

* خدمة: «نيويورك تايمز»