غموض حول إعلان إيران ثم نفيها استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية

سلطانية ينفي الحديث حول المفاوضات وشروطها مع أي قناة

TT

سادت حالة من الغموض موقف إيران من استئناف المفاوضات النووية مع الغرب بدون شروط، فبعد نقل وسائل الإعلام الغربية لتصريحات سفير إيران لدى وكالة الطاقة الذرية علي أصغر سلطانية، قال فيها إن طهران جاهزة لاستئناف المفاوضات النووية بدون شروط، عاد سلطانية ونفى ما نسب إليه. وأكد سلطانية أن «أي تعليق أو مقابلة حول المفاوضات والشروط المتعلقة بالملف النووي لم تجر على أي قناة»، نافيا ما تردد حول استعداد إيران للتفاوض «من دون شروط مسبقة» مع القوى العظمى حول برنامجها النووي. وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد ذكر أن «المفاوضات من دون شروط مسبقة هي مطلب إيران الرئيسي في ما يتعلق بالملف النووي». وبحسب القناة الرسمية الإيرانية، أوضح سلطانية أن الأقاويل التي نسبت إليه مأخوذة من رسالة وجهها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وطلب سلطانية على حد قوله، في الرسالة من الوكالة أن تدرس اقتراح إيران بمنع أي هجوم أو تهديد للمنشآت النووية.

ومن غير الواضح لماذا عاد سلطانية ونفى ما نقله التلفزيون الرسمي عنه، وما إذا كان ذلك مرتبطا بالجدال داخل إيران حول المفاوضات النووية مع الغرب.

وكانت القوى العظمى الست المشاركة في المحادثات مع إيران، الصين والولايات المتحدة وألمانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا، قد طالبت باستئناف المحادثات مع طهران حول البرنامج النووي التي كانت علقت في سبتمبر (أيلول) 2008. وأمهل الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران حتى سبتمبر للاستجابة لهذا الطلب. لكن هذه المبادرة تعرقلت مع توتر العلاقات بين طهران وبعض العواصم الغربية ومع الاضطرابات السياسية التي تلت انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية. وتتهم القوى العظمى إيران باتخاذ الأنشطة النووية لأهداف سلمية ذريعة من أجل صنع أسلحة نووية. إلا أن إيران نفت ذلك. وكانت إسرائيل قد هددت بالقيام بعملية عسكرية تستهدف المنشآت النووية ما لم تعلق طهران برنامجها النووي. ولم تستبعد الولايات المتحدة قط احتمال اللجوء إلى ضربة عسكرية لوضع حد نهائي لهذا الموضوع.

وأعلنت إيران أنها ستقدم رزمة حلول جديدة للقوى الكبرى في العالم بهدف حل القضايا الدولية ومن بينها الملف النووي. ويأتي الغموض حول تعليق سلطانية قبل يوم من عرض حكومة أحمدي نجاد الجديدة على البرلمان لمنحها الثقة. ومن المتوقع أن يواصل سعيد جليلي مهام منصبه كمسؤول المفاوضات النووية مع الغرب.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذرت الولايات المتحدة إيران من أنها ستفرض عقوبات أقسى عليها، إن تخطت المهلة المحددة لها في سبتمبر لاستئناف المحادثات. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في الثالث من أغسطس (آب) في هذا الصدد «نحن لسنا مهيئين بعد للتحدث عن أي خطوات محددة». وأضاف «لكنني كررت مرات عدة أنه في غياب تجاوب إيراني ستتوجه الأسرة الدولية نحو خطوات جديدة قد تشمل بعض العقوبات». وكانت إيران تجاهلت مرات عدة طلب مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يتيح صنع الوقود النووي والقنبلة الذرية في آن.