النقص في لقاحات إنفلونزا الخنازير.. يهدد غالبية سكان العالم بعدواها

مسؤولة دولية لـ«الشرق الأوسط»: «طلبات الدول وصلت إلى أكثر من مليار جرعة»

TT

ستعاني أغلبية كبيرة من سكان العالم من احتمالات الإصابة بأنفلونزا الخنازير بعد ورود تقارير مؤكدة حول النقص في إنتاج اللقاحات الموعودة المضادة لفيروس «اتش 1 إن 1» المسبب لعدواها. وقللت منظمة الصحة العالمية من تقديراتها لإنتاج اللقاحات الجديدة، وقالت ميلندا هنري مسؤولة قسم اللقاحات في المنظمة في حديث هاتفي من مقرها في جنيف مع «الشرق الأوسط»، إن «طلبات الدول الواقعة في نصف الكرة الشمالي وصلت إلى أكثر من مليار جرعة منها حاليا»، إلا أن المنظمة لن تتوقع إنتاج هذه الكمية قريبا، ويعني هذا أن الدول قد تلجأ إلى تقنين جرعات اللقاح الخريف المقبل.

على صعيد آخر أعلن أطباء كنديون بارزون أن موجة وباء الأنفلونزا المقبلة، ستكون اشد من الموجة الحالية وسوف تستنزف موارد دول أوروبا وأميركا الشمالية. فيما نشرت في لندن وثيقة أعدتها وزارة الداخلية البريطانية لحفر مقابر جماعية لدفن ضحايا العدوى! وأعلنت سلطنة عمان عن تأجيل العام الدراسي لما بعد انتهاء عيد الفطر المبارك بسبب أنفلونزا الخنازير.

وعن النقص الذي ستعاني منه دول العالم مع حلول فصل الخريف المقبل الذي سيشهد زيادة في انتشار الوباء أجابت أن المنظمة لا تعرف بالضبط كميات الإنتاج المتوقعة من اللقاحات وان تقديراتها تشير في أفضل الأحوال إلى إنتاج 4.9 مليار جرعة منها خلال 12 شهرا المقبلة.

وأضافت أن الكميات التي ستتوفر من اللقاح لن تكفي لتطعيم كل السكان، بل ولن تكفي لتطعيم أغلبيتهم. وقالت إن المنظمة ستحصل على معلومات وافية عن كميات إنتاج اللقاحات خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع المقبلة. وامتنعت عن التعليق حول سلامة اللقاحات الجديدة التي تحيطها الشكوك. وذكرت تقارير صحافية أن بعض الدول مثل اليونان وهولندا وإسرائيل التي حجزت جرعات مضاعفة من اللقاحات، ستتمكن من تأمين عمليات تطعيم كل سكانها. وحول الموجة المقبلة من عدوى أنفلونزا الخنازير طالب الأطباء العاملون في هيئة تحرير المجلة الطبية الكندية المرموقة في مقال افتتاحي نشر فيها أول من أمس بوجوب تأسيس قيادة صارمة لمواجهة الوباء الجديد. وقال رئيس هيئة تحرير المجلة الدكتور باول هبرت وزملاؤه إن «الموجة الثانية من عدوى أنفلونزا الخنازير ستستنزف موارد دول أميركا الشمالية وأوروبا». وقد بنوا افتراضهم هذا على احتمال انتشار وباء فيروس أنفلونزا الخنازير في نصف الكرة الأرضية الشمالي في الشتاء، بنفس منوال انتشاره حاليا في نصف الكرة الجنوبي. واقترح الخبراء الكنديون تشكيل هيئات قيادية لحملة تطعيم شاملة وتعيين قادة محليين وشخصيات معروفة لترؤس الحملة التي يجب أن تنصب على عمليات التطعيم هذا الخريف. وطالبوا بان تقوم كل دولة بتعيين مسؤول كبير للقيام بعمليات التنسيق عبر كل المؤسسات لمجابهة الوباء الجديد. وقالوا إن كندا لا تمتلك الخبرة الكافية لإجراء عمليات تطعيم جماعية في الأوقات الحساسة، لأنها تجابه دوما مشاكل في تطعيم السكان من الفئات الأكثر تعرضا لعدوى الأنفلونزا المنزلية.