الرئيس اليمني: الحوثيون سرطان ولا بد من القضاء عليه

صنعاء تعلن قتل 100 من المتمردين.. والحوثيون يعلنون الاستيلاء على الملاحيظ

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يتحدث إلى جندي متخرج في أكاديمية السلاح الجوي خلال حفل التخرج في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

توعد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحوثيين بالقضاء عليهم، في وقت أعلنت السلطات اليمنية أنها قتلت 100 مسلح من الحوثيين وجرحت 300 آخرين في مواجهات الأيام القليلة الماضية.

وتعهد الرئيس صالح بأن تستمر القوات المسلحة اليمنية في أداء مهامها العسكرية حتى «يتم القضاء نهائيا على فتنة التمرد» في صعدة، التي وصفها بـ«الشيطانية»، وذلك بعد يوم واحد فقط من زيارة مفاجئة قام بها صالح إلى الوحدات العسكرية المرابطة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، والتي تخوض قتالا في تلك المنطقة مع الحوثيين.

وقال الرئيس علي عبد الله صالح في خطاب مرتجل ألقاه أمس في عرض عسكري كبير بمناسبة تخرج عدد من الدفعات العسكرية إن القوات المسلحة في محور صعدة وحرف سفيان والملاحيظ يلقنون الحوثيين درسا لن ينسوه. وأضاف: «نحن مصممون على القضاء على هذه الفتنة وصادقون فيما نقول»، واصفا تمرد الحوثيين في صعدة ومناطق أخرى من شمال البلاد بـ«السرطان» الذي قال صالح إن القوات المسلحة اليمنية ستنهيه في صعدة وأينما وجد «بإرادة صلبة وقوية».

ووصف الرئيس اليمني الحوثيين بالفئة الضالة الذين يدعون بالحق الإلهي في السلطة وفي حكم اليمن، وقال إن «المتمردين يدعون بهذا الحق المزعوم ويعتبرون قادة الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر، مغتصبين للسلطة، وأنهم أصحاب الحق الإلهي، وهم بهذا لا يقدرون مشاعر الشعب اليمني ولا يحترمونه، هولاء الضالون المغفلون الضالون» وقلل الرئيس صالح من شأن الحوثيين قائلا: «هم قلة قليلة من فئة عظيمة من أبناء الشعب اليمني، فالرئيس عبد الله السلال مغتصب للسلطة وقحطان الشعبي مغتصب للسلطة والقاضي عبد الرحمن الارياني مغتصب للسلطة وإبراهيم الحمدي مغتصب للسلطة وأحمد الغشمي وسالم ربيع علي وعبد الفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد ومن جاء بعد فتنة الـ13 من يناير 86 مغتصبين للسلطة معتبرين امتلاكهم الحق الشرعي في حكم اليمن». ونعت الحوثيين بأنهم جهلة ومتخلفون بادعاء هذه المزاعم، مشيرا إلى أن القوات المسلحة والأمن في محوري صعدة وسفيان يلقنون المتمردين دروسا لن ينسوها، وقال: «نحن مصممون وصادقون في ما نقول بالقضاء على هذه الفتنة، وسننهي هذا السرطان الموجود في محافظة صعدة وأينما وجد بأيد صلبة وقوية».

وقال إنه يتم التعامل مع تلك الفئة «بمسؤولية وطنية وشفقة عالية على أبناء الوطن، على الضعفاء والمغرر بهم من قبل دعاة الحق الإلهي والذين يعتبرون قادة الثورة منذ سبتمبر وأكتوبر مغتصبين للسلطة»، مشيرا إلى أن الحوثيين «لا يقدرون مشاعر الشعب اليمني، ولا يحترمه هؤلاء الضالون المغفلون، وهم قلة قليلة من فئة عظيمة وقوية من أبناء الوطن». وأكد صالح أن توجه القيادة السياسية والحكومة اليمنية هو «نحو التنمية الشاملة والكاملة. وفعلا حققنا نتائج عظيمة وباهرة في كل المحافظات، ومنها محافظة صعدة، وبنينا المدارس والمستشفيات، وشققنا الطرقات ومددنا الكهرباء وأنشأنا الكليات والجامعات والمعاهد والمجمعات الحكومية الراقية والعظيمة والآن يخربونها ويحتلونها وينهبون معدات الصحة والتربية والتعليم وهكذا»، مستطردا: «الآن هم يجبروننا على بناء المتاريس والتحصينات بدلا عن المدارس (مكره أخاك لا بطل)، ونحن مصممون على اجتثاث شرور فتنتهم من الأرض وضربهم في أوكارهم وأينما وجدوا».

وأبدى الرئيس اليمني تقديره للقوات البرية والقوات الجوية الذين لقنوا الحوثيين دروسا عظيمة، و«ستستمر القوات المسلحة وقوات الأمن في إنهاء الفتنة» وقال إن القوات المسلحة هي الصخرة التي تتحطم على وعيها وثقافتها وانتمائها لليمن كل أنواع المؤامرات والمشروعات الصغيرة «لأن أصحاب المشروعات الصغيرة هم دائما صغار وسيظلون صغارا أمام مشروعنا الثوري الوحدوي، ميدانيا».

قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن قتالا عنيفا تشهده مديرية حرف سفيان منذ أكثر من 48 ساعة بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، من دون أن يتمكن طرف من التغلب على الآخر.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مديرية حرف سفيان وتحديدا مركز المديرية، باتت شبه مدمرة جراء شدة القصف الجوي والمواجهات العسكرية المباشرة، في حين لم تتمكن فرق الإنقاذ من الوصول إلى الجرحى لإسعافهم ونقل الجثث.

وذكرت المصادر أن مواجهات الأمس دارت في محافظتي صعدة وعمران وتحديدا في خمسة مواقع رئيسية هي: منطقة الملاحيظ في مديرية الظاهر والقريبة من سهول تهامة اليمنية، وسحار القريبة من مدينة صعدة، ومديرية شذا الحدودية مع المملكة العربية السعودية ومنطقة المهاذر بمديرية آل عمار، أيضا في محافظة صعدة.

في الوقت ذاته، قالت مصادر لـ«الشرق الأوسط »إن قوات الجيش بدأت في عملية النزول من المواقع العسكرية في الجبل الأسود في مديرية سفيان من محافظة عمران بعد أن استكمل الجيش الطوق الأمني لمدنية سفيان عاصمة المديرية، حيث بات الجيش على أهبة الاستعداد لاكتساح المدينة وفتح الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة صعدة بالعاصمة صنعاء. فيما قالت المصادر إن قوات الجيش تقوم في الوقت الراهن بعمليات تمشيط من قبل سلاح المدفعية والصواريخ وقصف الحوثيين بالطائرات، تستهدف مواقع وجيوب الحوثيين. وتتبع القوات المسلحة هذه النهج من الحرب الجارية في صعدة وسفيان التي تقوم على أسلوب دفاعي لامتصاص هجمات الحوثيين الذين يقاتلون قوات الجيش بأسلوب يقوم على حرب العصابات. وأكدت المصادر استمرار القصف الصاروخي والمدفعي على الحوثيين في ضحيان وحيدان وساقين والمهاذر والطلح والحصامة وجبال مران.

وزعم الحوثيون أمس استيلاءهم على منطقة الملاحيظ بصورة تامة. وقال محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم عبد الملك الحوثي، القائد الميداني للحوثيين، إن المنطقة سقطت بالكامل في أيدي أنصارهم، واعتبر ذلك «سيطرة كاملة على جميع المواقع العسكرية وما تحتويه من منصات إطلاق صواريخ وكميات كبيرة من الذخائر الصاروخية وغيرها من الأسلحة الثقيلة».

وأكد الناطق باسم الحوثي حدوث مواجهات ضارية وعنيفة في مديرية حرف سفيان، وقال في بلاغ صحافي صادر عنه، إنهم صدوا هجوما «كاسحا» مدعوما بغطاء جوي وقصف صاروخي للجيش في حرف سفيان، وأن من سماهم بـ «المجاهدين»، تمكنوا من «صد الهجوم وكبدوا الجيش خسائر فادحة».