لبنان: عملية الفرار تتفاعل سياسيا وإداريا.. والقضاء العسكري يوقف 3 ضباط و5 عسكريين

الجيش يقبض على عنصر «فتح الإسلام» الفار من السجن

TT

تمكن الجيش اللبناني أمس من القبض على أحد عناصر تنظيم «فتح الإسلام» طه أحمد حاجي سليمان، الذي فرّ من سجن رومية المركزي فجر أول من أمس، ليعوض (الجيش) عن الانتكاسة الأمنية التي شهدها السجن المذكور وأحدثت هزّة سياسية وأمنية كبرى في لبنان، في وقت تواصلت فيه التحقيقات القضائية مع ضباط وعناصر حماية سجن رومية، مترافقة مع الادعاء عليهم من القضاء العسكري.

وفي التفاصيل أن قوة من فوج المغاوير في الجيش توصلت قبل ظهر أمس إلى القبض على السجين الفار طه حاجي سليمان، الذي ينتمي إلى تنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي، في أحراج بلدة بصاليم في قضاء المتن، القريبة من سجن رومية، وجرى تسليمه إلى مديرية المخابرات في الجيش للتحقيق معه. وأفاد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» بأن العثور على سليمان حصل بعد عمليات بحث وتمشيط ومراقبة دقيقة ومكثفة لمحيط السجن والمناطق القريبة منه، وتضييق الخناق عليه، الأمر الذي أعاق تحركه وحال دون مغادرته المنطقة.

تم توقيف السجين الفار بالتزامن مع التحقيقات التي بدأها قاضي التحقيق العسكري القاضي مارون زخور مع عدد من ضباط وعناصر أمن سجن رومية ممن قرر وزير الداخلية زياد بارود توقيفهم بشكل فوري على خلفية فرار السجين سليمان، بعد تحميلهم مسؤولية الإهمال والتقصير اللذين مكنا مجموعة «فتح الإسلام» من محاولة الفرار.

وقد ادعى عصر أمس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على ثلاثة ضباط وخمسة عناصر بجرم الإهمال والتقصير، مما سهل فرار السجين طه سليمان ومحاولة فرار رفاقه السبعة، وأحال الادعاء مع المدعى عليهم الثمانية إلى القاضي زخور، الذي استجوبهم وأصدر مذكرات توقيف وجاهية في حقهم سندا للجرائم المسندة إليهم في الادعاء.

في المقابل، تواصلت التحقيقات مع عناصر «فتح الإسلام» السبعة الذين أوقفوا لدى محاولتهم الفرار، وهم اللبناني خالد رياض المحمود، والجزائري فيصل إسماعيل عقلي، والسوريون محمد صالح الزواوي (أبو سليم طه الناطق باسم فتح الإسلام سابقا)، وياسر الشقيري، وفراس حميدي، ونوري المحمود، ويوسف درويش.

وأفادت مصادر قضائية مشرفة على التحقيقات الجارية معهم، بأن المنشار الحديدي الذي استعمله هؤلاء لنشر نافذة الزنزانة التي يقيمون فيها حصلوا عليه من المشغل العائد لسجن رومية، ولم يجر إدخاله من الخارج، خلافا للمعلومات التي جرى تداولها اثر حصول العملية. وفي هذا السياق، نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بـ«ما قام به وزير الداخلية والبلديات زياد بارود بإشرافه ومعالجته موضوع السجناء الذين فروا من سجن رومية».

وأشاد سليمان، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، بـ«الجهود التي بذلها الجيش اللبناني واعتقال المجرم الفار طه الحاج سليمان، بعدما كانت القوى الأمنية اعتقلت بالأمس أفراد المجموعة التي كانت فرت معه»، مطالبا بـ«التوسع في التحقيقات الجارية حتى النهاية لمعرفة كل الملابسات والتقصير الذي سمح بحصول الفرار، واتخاذ الخطوات الرادعة والكفيلة بمنع تكرار ذلك وضبط الأوضاع في كل السجون».