«أمن الدولة» الأردنية تحكم بالسجن 12 عاما على مواطنين خططا لقتل رجل أعمال إسرائيلي

قالت إنهما اعترفا بشراء السلاح وإعداد الخطة وزيارة الموقع

TT

قضت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس بسجن كل من المتهمين لؤي محمد سالم شحادة، ومحمد محمود حسين عودة الله، 12 عاما بالأشغال الشاقة المؤقتة، بعد إدانتهما بتهمتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحيازة سلاح أوتوماتيكي بقصد استخدامه على وجه غير مشروع والتخطيط لقتل رجل أعمال إسرائيلي يملك مصنعا يقع في المنطقة الصناعية المؤهلة في مدينة كفر يوبا بمحافظة إربد شمال الأردن مطلع العام الحالي. وتتلخص وقائع القضية بأن المتهم الثاني يملك محلا لتصليح عوادم السيارات بمنطقة ايدون بمحافظة إربد، وفي بداية عام 2007 أخذ المتهم الأول يتردد على المحل المذكور لتصليح سيارته، ومن خلال ذلك توطدت العلاقة بينهما، وكان يدور فيما بينهما حديث حول الأوضاع الأمنية بالعراق. وخلال أحد اللقاءات أبلغ المتهم الأول الثانيَ أنه خلال عام 2003 توجه إلى سورية للذهاب إلى العراق لمقاتلة الجيش الأميركي هناك إلا أنه لم يتمكن وعاد إلى الأردن، الأمر الذي غرس لدى المتهم الثاني فكرة القتال.

وفي لقاء آخر وخلال أحداث مخيم نهر البارد شمال لبنان عرض المتهم الثاني على الأول فكرة التوجه إلى لبنان للقتال، إلا أنه لم يوافق وأقنعه بعدم المشاركة في ذلك القتال، وبدلا من ذلك طلب منه الاشتراك بتنفيذ عمليات عسكرية في الأراضي الأردنية ضد اليهود، وبالفعل وافق على الأمر وأبرما اتفاقا بتنفيذ أعمال إرهابية «جاعلين اليهود هدفا لجريمتهما وذلك بقتلهم».

وتنفيذا لمخططهما الإجرامي اشترى المتهم الأول عام 2008 أسلحة أوتوماتيكية عبارة عن رشاشين كلاشنكوف عيار 7.62 ملم وكمية من العتاد من أشخاص لم يكشف التحقيق عن هويتهم، لاستخدامها بتحقيق الغاية المرجوة من اتفاقهما. ومن ثم توجها إلى منطقة الشونة الشمالية وقاما بمعاينة الحدود هناك بأن قام المتهم الأول «برسم مخطط لبعض المواقع لجعلها مسرحا لجريمتهما ومن ثم العودة إلى مدينة إربد». وخلال ذات الفترة قام المتهمان بعملية تقص وجمع معلومات من محافظة إربد بحثا عن يهود مقيمين هناك يكونون هدفا لعملياتهما الإرهابية، فتوفرت لديهما المعلومات بأن هناك شخصا يهوديا يملك مصنعا يقع بمنطقة كفر يوبا بمحافظة إربد عندها أرسل المتهم الأول الثاني إلى المصنع لمعاينته، وبالفعل قام الأخير بتفقده وتمرير مواصفاته للمتهم الأول، وبعد ذلك اصطحب المتهم الثاني الأول إلى المصنع المذكور وعايناه مرة أخرى، وحددا 3 يناير (كانون الثاني) الماضي موعدا لتنفيذ العملية، وبالفعل وفي مساء ذلك اليوم حضر المتهم الأول إلى محل الثاني، بواسطة سيارته (من نوع بك أب) وبحوزته الأسلحة الأوتوماتيكية الموصوفة والعتاد حيث كان يخفيها داخل حقيبة كتانية، ثم توجها إلى منطقة كفر يوبا حيث المصنع المذكور، وخلال الطريق أخرج المتهم الثاني الرشاشين ووضعهما قرب قدميه بالكرسي الأمامي بجانب السائق تمهيدا لاستخدامهما واتفقا على أن يتولى المتهم الثاني مهمة قيادة السيارة في حين يطلق المتهم الأول الأعيرة النارية على الشخص اليهودي. وأثناء قيامهما بإجراء جولة تفقدية للمصنع صادفتهما إحدى دوريات الأمن العام الأمر الذي حال دون تحقيق غايتهما الجرمية مما اضطرهما إلى تأجيلها حتى تكون الفرصة سانحة لذلك. بعد ذلك عادا إلى محل المتهم الثاني ومن ثم أخفى المتهم الأول الأسلحة الموصوفة داخل منزل شقيقه الكائن في ايدون بمحافظة إربد حتى يتسنى لهما استخدامها في وقت آخر إلا أنه وبتاريخ 6 يناير (كانون الثاني) 2009 وبناء على معلومات وردت لرجال الأجهزة الأمنية، اكتشف أمرهما واعتقلا وبالتحقيق معهما اعترفا بالوقائع. وبناء عليه جرى تفتيش منزل شقيق المتهم الأول وتم ضبط الأسلحة والعتاد داخل حقيبتين من الكتان.