حبس 20 مصريا بعد اشتباك الأهالي مع الشرطة في قرية بالفيوم

تقرير : سلطات الأمن تفرط في استخدام قانون الطوارئ

TT

قررت النيابة العامة بمحافظة الفيوم في مصر حبس 20 مواطنا لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق، في مواجهات بين المواطنين والشرطة وقعت بإحدى قرى المحافظة، إثر شائعة حول موت سائق تعرض للتعذيب على يد ضابط شرطة، وتبين لاحقا أنه لا يزال على قيد الحياة ويجري علاجه بالمستشفى.

واتهمت النيابة العامة 20 مواطنا بقرية اللاهون بطريق الفيوم ـ بني سويف، بإتلاف مال عام وإحراق سيارتي شرطة، و3 أجهزة لا سلكية، وجهاز كمبيوتر، وإتلاف مال خاص والتعدي على كمين شرطة، والتجمهر، وإتلاف مبنى الكمين وإحراقه، وتعطيل المرور عدة ساعات. وقالت مصادر أمنية إن المحتجين أقارب وأصدقاء للسائق حمادة أبو الخير عبد الرازق، الذي أصيب في مشاجرة مع الضابط المسؤول عند نقطة الشرطة، يوم الاثنين الماضي، بعد سريان شائعة عن وفاته، ولم يهدأوا إلا بعد أن أحضره مسؤولو الأمن في المحافظة ليتأكد المحتجون من أنه على قيد الحياة. وفي الشهور الماضية تكررت في مصر الاشتباكات بين الشرطة ومحتجين لأسباب مختلفة، وفي أحدها قتل شرطي وأصيب 16 من زملائه، كما أصيب ضابط برتبة لواء. وتقول منظمات لمراقبة حقوق الإنسان «إن تعذيبا منظما يحدث في السجون ومراكز الاحتجاز في مصر، وإن محتجزين قتلوا فيها». لكن الحكومة تقول إنها لا تصمت عن أي وقائع لانتهاك حقوق الإنسان، وتحيل من تقوم عليه دلائل على ارتكابها إلى المحاكمة. وصدرت في الشهور الماضية أحكام حبس على ضباط وجنود شرطة أدينوا بالتعذيب.

إلى ذلك، أكد تقرير حقوقي أعدته منظمة الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومؤسسة حرية الفكر والتعبير أن «السلطات الأمنية في محافظة الفيوم تفرط في استخدام قانون الطوارئ، وأنها (الفيوم)، أكثر المحافظات ملاحقة للصحافيين والمدونين والمواطنين».

وذكر التقرير الذي صدر يوم الأحد الماضي بعنوان «خلف أسوار الخوف: الحصار البوليسي على مدينة الفيوم»، أسماء 16 ضابطا وجنديا من الشرطة اتهمهم بارتكاب انتهاكات حقوقية ضد المواطنين بتلك المحافظة، وطالب التقرير وزير الداخلية بالتحقيق معهم.

وأشار التقرير إلى أن سبب اختيار محافظة الفيوم موضوعا لتقرير منفصل عن انتهاكات الشرطة بها هو «ورود عدد كبير من الشكاوى من أشخاص بتلك المحافظة، طلبوا المساعدة الحقوقية والقانونية بسبب ملاحقتهم أمنيا»، وذلك بالمقارنة مع عدد الشكاوى الواردة من المحافظات الأخرى.

وتعتبر مدينة الفيوم بمثابة مشتى سياحي، وواحة طبيعية خضراء تقع في الصحراء الغربية على مسافة 90 كيلومترا جنوب غربي القاهرة، ويقطنها نحو 2.6 مليون نسمة، موزعين على 6 مدن ومركز، تضم 163 قرية.

ورصد التقرير اعتقال عشرات الطلاب خلال الاحتجاجات التي شهدتها جامعة الفيوم في مارس (آذار) الماضي، والتي تفجرت عقب قيام إدارة الجامعة بفصل 10 طلاب، والتحقيق مع عشرات على خلفية تنظيمهم احتفالية بعنوان «انتصار غزة»، مما تسبب في اندلاع احتجاجات واسعة داخل الجامعة.