مؤسسة الأقصى: جنود إسرائيليون يتدربون على تسلق جدران الحرم القدسي

بعد مرور 40 عاما على إحراقه.. إسرائيل تسعى لتخصيص قسم من الأقصى لليهود

TT

حذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» من تصاعد الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. وقالت إنه بعد مرور 40 سنة على جريمة إحراق الأقصى، يلاحظ وجود نشاط مكثف للاعتداء على هذا الحرم القدسي الشريف وتقسيمه بين المسلمين واليهود، وأن جنود الاحتلال شوهدوا في الليلة قبل الماضية وهم يتدربون على تسلق جدرانه بعملية عسكرية مكشوفة.

وقال شهود عيان فلسطينيون إنهم شاهدوا نحو 20 عنصرا من القوات الخاصة الإسرائيلية ينصبون سلالم على جدران الأقصى الخارجية، وبالتحديد على جدار مسجد النساء، وهو أحد جدران المسجد الأقصى المبارك من الجهة الغربية الجنوبية، ويجرون تدريبات للتسلق على هذا الجدار من الخارج، صعودا ونزولا من منطقة المغاربة، واستمر التدريب نحو ساعة من الزمان. وكان عدد من رجال الشرطة قد حاولوا ظهر اليوم نفسه السيطرة على باب الناظر، وهو الذي يعرف أيضا باسم «باب المجلس»، أحد أبواب الأقصى، فخلعوا الأقفال القديمة ووضعوا أقفالا جديدة مكانها. وسارعت دائرة الأوقاف في القدس إلى خلع الأقفال الإسرائيلية، ووضعت أقفالا ومفاتيح جديدة، وبذلك أحبطت المحاولة الإسرائيلية للسيطرة عليه. واعتبر الشيخ عزام الخطيب، مدير الأوقاف في القدس، هذا التصرف اعتداء خطيرا لا يمكن السكوت عليه». واعتذر قائد شرطة القدس عن هذا التصرف، لكن الشيخ الخطيب قال إن الأوقاف لن تكتفي بالاعتذار وتريد ضمانات لتوقف محاولات تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي.

يذكر أن الحرم القدسي يتعرض منذ عام 1967 إلى اعتداءات متكررة. ويصادف غدا، الذكرى السنوية الأربعين لجريمة إحراق الأقصى، على يد دنيس مايكل يهودي استرالي مقيم في إسرائيل. وأشعل دنيس النار في منبر صلاح الدين (الذي يعتقد بأن القائد صلاح الدين الأيوبي أعلن من عليه انتصاره). وأتت النيران على ثلث مساحة الأقصى، مما أدى إلى تدمير أثاثه وانهيار اثنين من أعمدته. وادعى دنيس يومها بأنه اختار 21 أغسطس بالذات لأنه نفس اليوم الذي هدم فيه القائد الروماني تيتوس (سنة 70) الهيكل المزعوم. وأراد الانتقام لذلك بهدم الأقصى لبناء الهيكل مكانه. ولم يحاكم المجرم يومها لأن الأطباء النفسيين قرروا أنه مجنون.

واكتشفت الشرطة الإسرائيلية لاحقا عدة محاولات وخطط لتدمير الأقصى، آخرها اعتقال أفراد خلية إرهاب يهودية نصبت مدفعا على سطح أحد المنازل في القدس القديمة كانت فوهته موجهة نحو الأقصى. ولكن السلطات الإسرائيلية لا تعمل على منع عمليات إرهاب تجاه الأقصى، إنما تدير سياسة تثير مخاوف حقيقية لدى المسلمين إزاء مستقبله. وهم يتطلعون بقلق كيف تقيم إسرائيل مائة كنيس يهودي في محيط الحرم والبلدة القديمة وتسيطر على مئات البيوت في المنطقة وتتيح لمجموعات يمينية متطرفة الصلاة فيه.

وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» «إن هناك مخططا استراتيجيا تقوده المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية، تسعى إلى تحقيقه بالتدريج، ويتركز في محورين، الأول هو تقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود، وهو هدف مرحلي مؤقت، تسعى المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية من خلاله إلى تحقيق الهدف الثاني وهو بناء هيكل أسطوري مزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك، والمؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية اليوم ترصد كل إمكانياتها المالية والمادية واللوجستية والتخطيطية والإعلامية والسياسية لتنفيذ هذا المخطط بحسب مقولة بن غوريون «لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل».