الأفغان متشائمون بحصول التغيير ويصوتون بحسب انتماءاتهم القبلية

«الشرق الأوسط» تجول في شوارع كابل وتستطلع آراء الناخبين عشية الانتخابات الرئاسية

شرطي أفغاني يضرب رجلا معاقا خارج المصرف الذي شهد عملية سطو من قبل طالبان في كابل أمس (أ.ف.ب)
TT

* مع انطلاق الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة اليوم ازدادت تساؤلات المراقبين في العاصمة كابل حول مصداقيتها حيث إن حرية الاقتراع والمشاركة مهددة بأعمال عنف وخيبة أمل الشعب والضغوط والمناورات في الكواليس والتزوير. «الشرق الأوسط» تجولت أمس في وسط العاصمة كابل التي خفت فيها حركة السير بشكل كبير بسبب عطلة يوم الاستقلال، وتفاوتت آراء الأفغان بالقرب من حي وزير اكبر خان، وهو حي ارستقراطي كان يسكنه قادة «القاعدة» أيام طالبان، واليوم أصبح مقر السفارات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية وعلية القوم من الأفغان.

وقال اغلب من التقتهم «الشرق الأوسط» إنهم سيصوتون تبعا للعرق، فالبشتون انحازوا إلى كرزاي والطاجيك إلى عبد الله عبد الله المنافس الشرس لكرزاي وزعيم المعارضة الأفغانية. ويعتقد أن عبد الله يتمتع بفرص أفضل في انتخابات الأسبوع المقبل كما يتوقع أنه سيلي كرزاي المرشح المفضل لدى العامة، لكنه سيسبق اشرف غاني. بينما تتضاءل فرص المرشحين الثمانية والثلاثين الآخرين، بينهم امرأتان في تحقيق الفوز.

يقول وليد شيرزاده، وهو يعمل حارسا، انه سيصوت لعبد الله. ووليد من وادي بانشير موطن زعيم التحالف احمد شاه مسعود، وتحت قميصه الميري كان وليد يعلق صورة لعبد الله على صدره. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن عبد الله «هو رجل المجاهدين والنصر حليفه بلا منازع». أما زميله الحارس نجيب الله رسول، فقال انه سيصوت لعبد الله لأنه رجل «غير فاسد ويسعى لتحقيق أحلام الأفغان وهو قادر على وضع الأمور في نصابها الصحيح». وأضاف بحدة: «انظر إلى الشارع الذي نحن فيه، فهو كما هو منذ أيام قبل طالبان.. مجاري الصرف الصحي مفتوحة على الجانبين، ولم تنفع المعونات الأجنبية التي جاءت بها قوات التحالف منذ ثماني سنوات حتى الآن».

ويبقى الرئيس حميد كرزاي الذي وصل إلى الحكم بمساعدة المجتمع الدولي في أواخر 2001، بعد طرد حركة طالبان على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وانتخب في2004، المرشح الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية أمام وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله الذي قد يرغمه مع ذلك بحسب بعض المحللين لخوض دورة ثانية.

أما عبد الغفار وهو السائق الذي اقلني إلى حي وزير اكبر خان بعد ظهر أمس، فكان أكثر تشاؤما، وقال: «لن يحدث تغيير كبير يذكر وستظل الأمور كما هي عليه. الفساد سيظل كما هو وربما ستزداد حالة الفقر والبطالة». وقال إن أولاده ذهبوا إلى دورات لتعلم الانجليزية ولكنهم بلا عمل حتى الآن. غير أن محمد نور طالب الطب بجامعة كابل، فكان أكثر عقلانية وهو يؤكد أن الفوز حليف كرزاي بلا منازع لأنه تحالف مع لورادت الحرب المارشال قاسم فهيم الطاجيكي وكريم خليلي الشيعي وجعل منهما نائبين له، وبالتالي ضمن حصة كبيرة من أصوات الطاجيك والهزارة إلى جانب عرق البشتون الذين يؤيدون كرزاي باعتباره واحدا منهم. ثم تحالف القائد عبد الرشيد دوستم الأوزبكي الذي سمح له بالعودة من منفاه من تركيا قبل نهاية الأسبوع. وقال نور إنها لعبة الانتخابات وهي لا تمت إلى الديمقراطية من قريب أو من بعيد. أما عبد الكريم نادل مطعم شهرستان، وهو مطعم شعبي يقدم الأكل الأفغاني وهو من الهزارة (شيعة) فعلق بقوله: «سأصوت إلى رئيسنا كرزاي المحبوب، فأيام طالبان لم أكن استطيع المجيء إلى العاصمة كابل لأن عناصرها كانوا يستهدفون الشيعة، واليوم مختلف فانا اعمل هنا واسكن في العاصمة وأولادي يتعلمون في العاصمة أيضا التي يسكنها 5 ملايين من جميع الأعراق». أما حسيبة خانو وهي مدرسة ابتدائية، فقالت، الأفغان الذين عاشوا وسط أعمال العنف، على استعداد لتحدي الموت من اجل الإدلاء بأصواتهم اليوم بعدما عايشوا أول حملة انتخابية حقيقية في تاريخهم، لكنهم يشكون في قدرة رئيسهم المقبل على إرساء دعائم الأمن والسلام والاستقرار. أما محمد رسول وهو بشتوني العرق ومدير فندق صافي لاند مارك فكان أكثر حذرا في الرد على أسئلة «الشرق الأوسط» فقال انه لن يصوت في انتخابات اليوم , ولا يعرف من سيفوز, غير أن محمد نعيم ضابط المرور في ميدان شهرانو فتساءل قل لي أنت ماذا سيقدم الرئيس الجديد، إن عليه مواجهة مشاكل وصعوبات لا تعد ولا تحصى. وأشار إلى أن هناك شائعات مفادها أن مقاتلي طالبان سيهاجمون الانتخابات, ولكن غالبية الأفغان المسجلين في الانتخابات سيذهبون للإدلاء بأصواتهم. وترمي هجمات المتمردين التي تكثفت خصوصا في العاصمة في الأيام الأخيرة بشكل رئيسي إلى النيل من القوات الأفغانية والقوات الغربية المتحالفة معها، وتخويف الناخبين الـ17 مليونا لدفعهم إلى عدم التصويت وتخريب العملية الانتخابية. وقد هدد الطالبان بمهاجمة مراكز التصويت أمس واصفين الانتخابات الرئاسية ومجالس الولايات بأنها «خدعة تنظمها أميركا».