شيخ مشايخ شمر: رفضنا لقاء المالكي في دمشق.. لأنه يريد أن يملي علينا ما يريد

الشيخ عزيز نزهان الصديد لـ«الشرق الأوسط»: المصالحة معه صعبة جدا لأنه يمد يده للاحتلال وبلد مجاور

عباس العبيدي، أحد شيوخ العشائر الذين دُعوا للقاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في دمشق ثم لم يسمح بدخولهم، يتحدث غاضبا لوسائل الإعلام أول من أمس (أ.ب)
TT

بينما نفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن يكون قد أجرى في دمشق مباحثات مع شيوخ العشائر العراقية لدى زيارته دمشق، أكد شيخ مشايخ شمر رئيس مجلس زعماء العشائر العراقية عزيز نزهان الصديد لـ «الشرق الأوسط» أن شيوخ العشائر العراقية المتواجدين في دمشق رفضوا لقاء المالكي.

وقال «نحن رفضنا رفضا قاطعا لقاء المالكي لأنه لا يمثل الشعب العراقي في بلد محتل ليس لديه سيادة».

وأضاف الصديد «هناك من يظن أننا حزانى على النظام السابق، بينما نحن حزانى على العراق، والوضع الصعب في بغداد». وعن أسباب رفض لقاء المالكي قال شيخ مشايخ شمر «المالكي يريد أن يملي علينا ما يريده في الوقت الذي يضع يده بيد إيران، ويدافع عنها». وتابع «الانتخابات على الأبواب وسنرى ماذا سيفعل المالكي». وأضاف مستدركا لتوضيح موقف العشائر العراقية «نحن ضد القتل والاعتقالات وضد الإرهاب الذي تمارسه (القاعدة) والتنظيمات الإسلامية التي تستهدف العراقيين، لكننا مع المقاومة العراقية الشريفة التي تقاوم الاحتلال».

ولدى سؤاله من المقصود بـ«المقاومة الشريفة» قال الشيخ الصديد إنها «المقاومة الممثلة بالمجلس السياسي للمقاومة والذي بدأ الأميركيون بالتفاوض معه وهذا المجلس هو الذي يمثل المقاومة والشعب العراقي وهذه المقاومة موجودة في الميدان وليس في الخارج». وأكد أن المصالحة صعبة جدا مع المالكي «لأنه يمد يده للاحتلال وبلد مجاور ـ في إشارة إلى إيران ـ ليأخذ منه قراراته» وقال «نحن مع أن يمد يده لسورية والأردن ولأي بلد عربي لكن لسنا مع أن يأخذ قراره من بلد مجاور يدعي أنه صديق بينما هو عدو مخفي». وعن رأيه بتأسيس مجلس تعاون استراتيجي عراقي سوري في ظل حكومة المالكي، قال الصديد إنه «تعاون بروتوكولي». ووصف وضع المالكي والعراق على أبواب الانتخابات بـ«مريض السرطان في مراحله النهائية حين لا تعود تجدي معه الجرعات الكيماوية» وأن حكومته «لم تقدم شيئا للعراق بل فتحته للأميركيين كي يعبثوا به». وختم شيخ مشايخ شمر كلامه بالتأكيد أن العشائر العراقية لها سيطرة على كافة أنحاء العراق، وأنهم يريدون عراقا موحدا لكل العراقيين مستقرا وآمنا، وقال «نحن ضد الطائفية والتقسيم والفيدرالية وضد الإقليمية».

المالكي، الذي نفى لقاءه مع شيوخ عشائر، دعا القوى الأخرى للعودة إلى العراق وقال «بالنسبة للقوى الأخرى نرحب بها أن تأتي إلى بغداد لكي تعرض ما لديها ونرحب بكل الذين يدخلون العملية السياسية وفق الدستور وألا يكونوا من الذين تلطخت أيديهم بالدماء».

وكان المالكي قد التقى في دمشق على مدى ساعتين عددا من اللاجئين العراقيين، واستمع منهم إلى مطالبهم، وحثهم على العودة إلى العراق للمشاركة في إعادة بنائه وإعماره، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام عن مصدر إعلامي في السفارة العراقية في دمشق. وبحسب مصادر مطلعة كانت في الاجتماعات، اتسمت مطالب اللاجئين بالشخصية، وأغلبها عبر عن حجم معاناة اللاجئين المعيشية والظروف الصعبة التي يمرون بها وصعوبة عودتهم إلى العراق بعدما تعرضوا للتهجير وسلب البيوت والممتلكات. وقالت المصادر إن رئيس طائفة الصابئة المندائيين في العراق الشيخ ستار جبار حلو كان حاضرا وطالب بـ«تمثيل الطائفة في البرلمان العراقي وحقوقها القانونية والدستورية». وأشارت المصادر إلى أن عددا من المدعوين رسميا إلى اللقاء لم يسمح لهم بالدخول، مما أثار بلبلة ولغطا خاصة وأن أعضاء مجلس شيوخ العراق مكثوا خارج القاعة وسط مشاعر من الغضب والاحتجاج على هذا السلوك.