مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط»: فقدنا الثقة بالجيش العراقي ونرحب بنشر قوات أميركية في المناطق المتنازع عليها

فلاح مصطفى: وفد الإقليم إلى بغداد سيرأسه نيجيرفان بارزاني إذا تمت الزيارة قبل تشكيل الحكومة الجديدة

TT

رحبت حكومة إقليم كردستان أمس بمقرح قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو بنشر قوات مشتركة أميركية وحكومية وكردية في المناطق المتنازع عليها. وقال فلاح مصطفى، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان (بمثابة وزارة الخارجية) إنه «بعد زوال النظام السابق كنا نتوقع بروز نظام فيدرالي ـ اتحادي وديمقراطي يلتزم في ظله الجميع بمبادئ السلام والتعايش والسعي المشترك لمنع تكرار المآسي التي حدثت في العراق خلال العقود الماضية، ولكن عندما بدأت منظومة الدفاع في البلاد بتدعيم ركائزها وصارت قادرة على الوقوف على أقدامها أخذت تغير من تعاملها مع قوات البيشمركة، الأمر الذي أسفر عن تلاشي الثقة بين الطرفين، لذا بات الوضع الراهن يتطلب عملية بناء الثقة المتبادلة من جديد كي يصبح بالإمكان حل المشكلات المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها». وأضاف مصطفى: «إن وجود القوات الأميركية في تلك المناطق يبعث الثقة في نفوسنا ويجعلنا مطمئنين على الوضع هناك، لأن الجيش العراقي صار يتصرف في تلك المناطق بشكل أحادي ويتخذ القرارات على نحو منفرد.. وعليه نعتقد أن الولايات المتحدة تدرك جيدا خطورة الوضع وأهمية القضية وجديتها، لذا تقدمت بهذا المقترح لتكون القوات الأميركية جسرا للتواصل وحاجزا أمام تفاقم الأوضاع، بمعنى أننا نرحب بوجود القوات الأميركية في تلك المناطق ما دامت تضمن الأمن والاستقرار وتكرس حقوق الدستور لسكانها».

من ناحية ثانية، وتنفيذا لما تم الاتفاق عليه مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي خلال زيارته الأخيرة لإقليم كردستان مطلع الشهر الحالي، كشف مصطفى أن وفدا رفيع المستوى عن حكومة إقليم كردستان سيتوجه إلى بغداد في غضون الأيام القليلة القادمة لبحث أهم وأبرز القضايا والملفات العالقة بين الإقليم والسلطات الاتحادية في بغداد، والشروع في إيجاد الحلول الناجعة لها قبل انقضاء الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية في العراق، والمقرر إجراؤها مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأوضح مصطفى أن أعضاء وفد حكومة الإقليم الذي سيرأسه رئيس الحكومة الحالي نيجيرفان بارزاني لم تتم تسميتهم بعدُ بسبب انشغال الجميع بترتيبات ومراسم أداء القسم القانوني لأعضاء البرلمان الكردستاني المنتخبين حديثا، والتي تقام اليوم، مؤكدا على ضرورة أن يكون توقيت زيارة الوفد الكردستاني إلى بغداد ملائما بالنسبة لرئيس الحكومة العراقية وأعضاء الوفد الزائر أيضا كي يسفر عن نتائج مُرضية.

وحول الصفة التي سيخوض بها نيجيرفان بارزاني جولات الحوار مع المسؤولين في بغداد، لا سيما بعد تشكيل حكومة إقليم كردستان المنتخبة برئاسة الدكتور برهم صالح، قال مصطفى في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الوفد إلى بغداد «ستتم قبل تشكيل حكومة الإقليم المنتخبة حديثا، أي أن السيد نيجيرفان بارزاني سيرأس الوفد بصفة رئيس حكومة الإقليم، أما إذا تأجلت الزيارة إلى ما بعد تشكيل الحكومة فإن رئيس الحكومة القادم سيتولى رئاسة الوفد المذكور».

وبخصوص طبيعة القضايا والملفات التي سيبحثها الوفد مع السلطات في بغداد قال مصطفى: «للأسف نقول إنها نفس القضايا والملفات السابقة التي ما برحت عالقة بين الإقليم وبغداد، والتي سيعاد بحثها من جديد، أي من نقطة الصفر، ولكننا نتساءل عما إذا كانت بغداد مستعدة فعلا لحسم تلك القضايا، وهل اتخذت قرارها السياسي الواضح بهذا الصدد قبل حلول موعد الانتخابات النيابية المقبلة، لا سيما أن شعب كردستان يتطلع إلى أن تتمخض عن زيارة الوفد لبغداد نتائج طيبة وحقيقية، أي أن المهم بالنسبة لنا هو أن نتأكد من استعداد بغداد الكامل وعزمها على حل المشكلات العالقة مع الإقليم، من قبيل ملف المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بأوضاع كركوك والمناطق المستقطعة عن كردستان، وملف قوات البيشمركة، إضافة إلى ملف قانون النفط والغاز، وقانون تقاسم وتوزيع الثروات، والأهم من ذلك كله ملف تقاسم السلطات وإدارة شؤون البلاد، لا سيما أننا شركاء في السلطات الاتحادية ولسنا في خندق المعارضة، لذا يتوجب السعي لحل تلك المعضلات والمشكلات عبر الاحتكام إلى الدستور العراقي».