اليمن: الجيش يعلن تطهير مناطق في صعدة وعمران من الحوثيين

القربي: المجتمع الدولي يتفهم إجراءاتنا لحماية أمن واستقرار البلد كجزء من الأمن الإقليمي والعالمي

TT

أعلن الجيش اليمني أمس تحقيقه تقدما عسكريا كبيرا في المعارك التي يخوضها ضد ميليشيا الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران بشمال البلاد، وقالت وزارة الدفاع اليمنية إن القوات المسلحة تمكنت من السيطرة على معاقل الحوثيين في مديرية حرف سفيان بحافظة عمران ومواقع أخرى في محافظة صعدة.

وتواصلت أمس الاشتباكات بين الطرفين فيما كثف الطيران الحربي من طلعاته وقصفه لعدد من المناطق في صعدة، وقالت وزارة الدفاع إن القوات المسلحة والأمن ألحقت خسائر كبيرة بالحوثيين ولقنتهم دروسا كبيرة، وإن القوات الحكومية تقوم بتصفية «جيوب المتمردين» في عدة مناطق وتضيق الخناق عليهم، وتقوم بملاحقة فلولهم في حملة تمشيط واسعة. وأشارت إلى أن الجيش صد هجوما للحوثيين على مواقع المروة «الكسارة»، وإلى أن الجيش تمكن من استهداف من سماهم «الإرهابيين» وأسلحتهم في «وكر الإرهابي هاشم الخيماني»، وذكرت وزارة الدفاع أن الضربات الجوية التي نفذها الطيران الحربي حققت نجاحات كبيرة ووجهت «ضربات موجعة إلى عناصر التخريب والتمرد»، وأسفرت عن تدمير «التحصينات والمواقع التي تتمركز فيها عناصر الإرهاب في منطقة ذويب ومران»، وتحقيق أهداف عسكرية في منطقتي مطرة وقهرة.

وذكر مسؤولون محليون في صعدة أن الحوثيين واصلوا ارتكاب «الجرائم البشعة» بحق النازحين جراء الحرب في صعدة، وقالوا إن مجاميع من الحوثيين «هاجمت المخيمات في الملاحيظ والطلح، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من النازحين»، إضافة إلى قيام تلك المجاميع بـ«اختطاف أكثر من 20 مواطنا خلال الأسبوع الجاري من عدة مناطق في صعدة». ونقلت مصادر إعلامية عن محافظ صعدة الشيح حسن محمد مناع أن القوات المسلحة والأمن «وبتعاون أبناء المحافظة الشرفاء، ألحقت خسائر فادحة بعناصر التخريب والتمرد»، وذلك في مناطق ضحيان ومطرة ومديريتي ساقين وحيدان وبعض مناطق مديرية سحار.

وقال مناع: «إن معنويات المتمردين تنهار تباعا وصفوفهم تتخلخل ساعة بعد ساعة»، وأضاف أن المعلومات لدى السلطة المحلية تفيد بانقسام داخل صفوف «المتمردين» الذين قان إن بعض عناصرهم «قاموا بتصفية بعض، والادعاء أمام أسرهم أنهم قتلوا في مواجهات القوات المسلحة والأمن، وخصوصا في المناطق التي توجد فيها خلافات بينهم حول قيادة مجاميع التمرد». واتهمت السلطات اليمنية الحوثيين بارتكاب أعمال انتقامية جراء الضربات التي تلقوها، وقالت إنهم قاموا بـ«الاعتداء على محلات المواطنين المغلقة وكسر أقفالها ونهب محتوياتها»، وتحديدا في منطقة العند، وكذا قيام مجموعة حوثية مسلحة بـ«السيطرة على مزارع مواطنين في منطقة المهاذر ومنطقة محضة والتمترس فيها وإطلاق النار على المواطنين فيها».

إلى ذلك قال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي إن المجتمع الدولي، وخصوصا الدول العربية والأوربية، «تبدي تفهمها كاملا للإجراءات الحكومية لحماية أمن واستقرار اليمن كجزء من الأمن الإقليمي والعالمي». وأشار إلى أن تلك الدول «كانت تأمل أن تستغل عناصر التخريب والتمرد الفرصة التي سنحت بعد وقف العمليات العسكرية في يوليو (تموز) 2008 بتوجيهات كريمة من فخامة الرئيس، لكي تتوقف عن أسلوب العنف والقبول بمبادرة السلام والعودة إلى مناطقهم وإلقاء السلاح، غير أنها استمرأت العبث بأمن الوطن ولم تستمع إلى صوت العقل والسلام».

وأضاف أن المراقبين «يستغربون استمرار الحوثيين في أعمال العنف والاغتيالات ضد من يخالفونهم الرأي من المواطنين، واستمرارهم في التخريب وهدم المنازل وترويع الآمنين والتدخل في أعمال المجال المحلية وتعطيل مسيرة التنمية في محافظة صعدة».

وأكد القربي في تصريحات نشرها موقع «سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع، أن الحكومة اليمنية تحرص على حياة المدنيين والنازحين جراء العمليات العسكرية الجارية لـ«التصدي لفتنة التمرد والتخريب في محافظة صعدة»، وأنها تعمل على «توفير الحماية والأمن لهم من خلال تقديم الخدمات الضرورية وإقامة المخيمات الطارئة مع المنظمات الدولية».