بارزاني بعد تنصيبه رئيسا لكردستان لولاية ثانية: العالم يراقبنا.. ونحن في مستوى المسؤولية

طالباني مخاطبا البرلمان الكردستاني بالعربية: الإقليم سيلعب دورا بارزا في تعزيز وحدة العراق

جانب من حفل أداء اليمين القانونية من قبل مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان المنتخب لولاية ثانية وأعضاء البرلمان الكردستاني في أربيل أمس (تصوير: جمال بنجويني)
TT

قضي الأمر، وتم تنصيب مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، رئيسا لإقليم كردستان العراق لولاية ثانية أمدها أربع سنوات، وذلك وفقا لاستحقاقه الانتخابي، حيث حصل على نحو 70% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية والنيابية التي جرت في الإقليم في 25 يوليو (تموز) الماضي.

وجرى تنصيب بارزاني رئيسا للإقليم في مراسم خاصة أقيمت صباح أمس في مقر البرلمان الكردستاني بمدينة أربيل بحضور الرئيس العراقي جلال طالباني وممثل رئيس الحكومة العراقية ورئيس البرلمان العراقي وسفراء عدد من الدول المعتمدين لدى بغداد والسفير الأميركي الأسبق في العراق زالماي خليل زاد وأعضاء القنصليات والسلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الإقليم وعدد من جنرالات القوات الأميركية.

ودعي النواب الجدد إلى أداء اليمين القانونية بدءا بأعضاء القائمة الكردستانية ذات الأغلبية ثم قائمة التغيير التي يرأسها نوشيران مصطفى، الذي تغيب عن الجلسة، تلتها قائمة الإصلاح والخدمات التي تحتل المرتبة الثالثة ثم القوائم الأخرى حسب عدد مقاعدها في المجلس، وبعد ذلك فتح رئيس الجلسة أبواب الترشيح لتولي مناصب رئيس البرلمان ونائبه وسكرتير البرلمان، ونظرا لعدم وجود منافسين بسبب كون قائمتي التغيير والإصلاح في جبهة المعارضة فإن جميع المرشحين لشغل تلك المواقع كانوا من القائمة الكردستانية وعلى النحو الآتي: محمد عبد القادر الملقب بالدكتور كمال كركوكي رئيسا للبرلمان وهو عضو في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي بزعامة بارزاني، وأرسلان بايز نائبا لرئيس البرلمان وهو عضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، وفرست أحمد سكرتيرا للبرلمان وهو عضو بارز أيضا في الحزب الديمقراطي. ومن ثم طلب كركوكي من رئيس إقليم كردستان المنتخب أداء اليمين القانونية.

وبعدها ألقى الرئيس جلال طالباني، الذي حضر في الدقائق الأخيرة من المراسم، كلمة باللغة العربية تقديرا على ما يبدو للمسؤولين العراقيين والضيوف القادمين من بغداد. وأكد طالباني، الذي يحرص على إلقاء الكلمات بالعربية في جلسات البرلمان الكردستاني والمؤتمرات الصحافية والمناسبة الرسمية حتى ولو كان من بين الحضور عربي واحد وذلك تأكيدا منه على كونه رئيسا لجمهورية العراق، بأن إقليم كردستان رئيسا وحكومة وبرلمانا سيلعب دورا فاعلا وتاريخيا في تعزيز الوحدة الوطنية العراقية. ورغم أن الرئيس طالباني لم يلق، وللمرة الأولى في تاريخ البرلمان الكردستاني، كلمة باللغة الكردية في يوم تاريخي فإن الأمر لم يترك انطباعا سلبيا لدى الحضور من النواب والمسؤولين الكرد الذين يجيد معظمهم اللغة العربية لدرايتهم التامة بصفاء نوايا الرئيس وتفهمهم لمواقفه الوطنية. ومن بعده ألقى بارزاني كلمة أكد من خلالها بأن السبيل الوحيد والأنجع للتصدي للعمليات الإرهابية والقضاء عليها هي تعزيز وحدة صفوف الشعب العراقي بكل أطيافه وقال «إن التعددية السياسية والدينية والقومية في البرلمان الكردستاني الجديد ينبغي أن تكون نواة لتوثيق عرى التعاون وتعزيز أداء البرلمان وتطويره، وأن النقد يجب أن يكون إيجابيا بدافع تذليل العقبات ومعالجة جوانب النقص والقصور في الأداء وليس للنيل من الطرف الآخر». وأردف قائلا «إن الأنظار كلها في الداخل والخارج متجهة نحو الإقليم لمراقبة ما إذا كنا في مستوى تعهداتنا والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا أم لا ؟ وأقول نعم نحن في مستوى المسؤولية إذا كنا يدا بيد». وتابع بارزاني قائلا «إنه قرار البرلمان الكردستاني الذي أقر بأن يبقى إقليم كردستان في إطار العراق الفيدرالي الديمقراطي وقد اتجهنا أنا والرئيس طالباني إلى بغداد بعد زوال النظام السابق لنثبت للعالم حرصنا على وحدة العراق أرضا وشعبا وإدامة علاقات الأخوة بين الكرد والعرب والتركمان وسائر الطوائف والقوميات، والآن نجدد التأكيد ثانية بأن علينا جميعا الاحتكام إلى الدستور العراقي في حال بروز أي خلاف وعدم السماح للأعداء باستغلال أي ثغرة للنيل من الأخوة الوطيدة بين أبناء العشب العراقي»، مشددا على أن علاقات الإقليم مع محيطه الخارجي في تقدم وتطور مستمرين وأن رئاسة الإقليم مسرورة جدا حيال أجواء السلام التي بدأت بوادرها تظهر في الجارة تركيا. إلى ذلك، أعلنت الحكومة العراقية أمس أن رئيس الوزراء نوري المالكي قبل استقالة نائبه الكردي برهم صالح، الذي أدى أيضا اليمين القانونية في جلسة البرلمان الكردستاني أمس بصفته رئيس القائمة الكردستانية، بسبب ترشحه لمنصب رئاسة وزراء إقليم كردستان. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة إن «المالكي قد أكد اعتزازه بروابط الأخوة والعمل المشترك التي ستكون الأساس في التعامل مع الدكتور برهم صالح تحقيقا لمصلحة الشعب العراقي». وفي كتاب الاستقالة، قال صالح «أرجو أن يكون انتقالي من بغداد إلى كردستان فرصة جديدة للمساهمة في ترسيخ أدائنا لخدمة المصالح العليا لوطننا، وفتح ميادين رحبة لتعزيز العمل الوطني المشترك ومواجهة التحديات القائمة والقادمة».